ندوة حوارية..منظومة الائتلاف ما لها وما عليها بكل تجرد وموضوعية!..الفنان هيثم قطريب: الائتلاف جسم بحكم الميت، شخوصه مجرد بيادق على رقعة الشطرنج..لابد من إيجاد بديل سياسي(ج7-8)







أعد الندوة غياث كنعو 

       في ضوء حالة الإنسداد في الأفُق الذي تعاني منه ثورتنا وهي تقترب من إكمال عامها الحادي عشر، من دون حل ولا مخرج..بحيث وصل الثوار فيها لمرحلة باتوا يبحثون عن بصيص ضوء في نهاية هذا النفق المعتم، الذي أدخل ثورة شعبنا أولئك المتسيديون في الهياكل المحسوبة على أنها ممثلة لثورتهم، وهو الأمر الذي دفعنا لطرح هذه المعضلة الخلافية والاشكالية بخصوص الجدوى والمنفعة من وجود هذه الهياكل، ونعني بذلك ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، الذي كان “أمراً دُبر بليل”…بإملاءت خارجية، التي بتنا الآن “نحصد” نتائجها.
 وكذلك الهيكليات الأخرى المسايرة له، مدركين بعمق لحساسية هذه المسألة جداً، في هذا الوقت الشائك بالذات بكل حيثياته وتعقيداته وتشابكاته، وفي وقت ترتفع فيه أصوات الثوار مطاليبن شخوص الائتلاف..هاتوا ما عندكم إن كنتم صادقين، مع قناعتهم المطلقة أنه لا حياة لمن تنادي في هذه الهياكل التي أثبت شخوصها أنه لا جدوى ولا فائدة ترجى من استمرار وجودهم فيها، في وقت باتت الحاجة فيه ملحة إلى تفكيك المؤسسات المدنية المترهلة وإعادة بنائها وهيكلتها قبل العسكرية.
    إننا لا نهدف إلى النيل من أي شخص كائناً من يكون ولا أي طرف بعينه، بل غايتنا تنطلق من حس المسؤولية الوطنية والثورية، ولا سيما حيال الاستعصاء الحاصل، وحالة الكمون التي تمر بها مسيرة الثورة، في ظل حراك ” لم ينجب أطفالاً”!
     وتأسيساً على ما تقدم كان لابد من التوجه إلى عدد من الشخصيات الوطنية الثورية النخبوية السياسية والقانونية ورجال الدولة، للمشاركة في الندوة الحوارية وتلقي الإجابات والرؤى والتصورات والحلول الممكنة، من خلال أسئلة طرحها موقع “سوريتنا” بكل تجرد وموضوعية لبحث آفاق الحل في هذا المنحى المشكلي، وهي :

 * تبدي الغالبية عدم رضى ورفض مطلق لأداء هذا “الهيكل المريض بلا روح” حسبما ما يقال عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فما الحل لإنهاء هذه الحالة المرضية التي يُجمع على تشخيصها رهط كبير من الثوار والمعارضين..؟.

 * ما السبيل لإنهاء الحالة المستعصية هذه إن لم نقل إنسداد الأفق، الذي تعيشه الثورة السورية؟ هل يتم ذلك من خلال إصلاح الائتلاف “المؤسسة المعطوبة” وفق تعبير أحد السياسيين، أم بتشكيل كيان بديل جامع لكل ألوان الطيف السوري المعارض..؟.

* كيف تقيمون لعبة تغيير الطرابيش داخل الائتلاف والهيكليات المسايرة له ( هيئة التفاوض-الدستورية  الحكومة المؤقتة..) ؟.

* كيف تحل معضلة أمساك وتمسك الشخصيات المتسيدة في الائتلاف بمناصبها، والتي تعيق مبدأ تداولية المسؤولية؟.
* كيف يمكن تجديد الاعتراف الدولي بالائتلاف وتفعيله من وجهة نظركم..؟ وما هي القيمة المعيارية والفعلية لهذا الاعتراف…؟.
* هناك من يرى أن الحل لن يبصر النور سوى برحيل هذا الائتلاف بكامل شخوصه، فهل تتفق مع هذا الرأي أم أن لك وجهة نظر مختلفة؟.
* هل لديك ما تضيفه على إجوبتك عن الأسئلة آنفة الذكر…؟.

أجوبة الفنان هيثم قطريب* مشكوراً 

                                                                                                  هيثم قطريب     

** قبل الحديث عن عدم الرضى، فيما يتعلق بإداء الائتلاف أو جميع الهياكل السياسية والعسكرية المسايرة له، نسأل هل هي منتج سياسي حقيقي أم أن الصدفة هي التي أدت إلى تشكل هذه الهياكل، والسبب في ذلك كان الإنفجار الثوري الذي حدث مع بدايات سنة 2011، لاسيما وأنه كان انفجاراً عفوياً بامتياز، ولم يكن للنخب السياسية السورية أي دور فاعل في شرارته وانطلاقته، ولا حتى في قيادته وتحويله إلى فعل سياسي مبرمج وممنهج، ولا حتى ذاك الدور للقوى الخارجية في عرقلة هذا المسار الثوري لهذا الحدث العظيم.
لقد حدث ذلك في غفلة عن معظم أو مجموع النخب السياسة أو غير السياسية، كون معظمها لم يتسن لها يوما ممارسة العمل السياسي اليومي لتكتسب خبرة ثقافة هذا العمل  السياسي اليومي بلياقته ونباهته ومرونته، بل لم تكن سوى نخب مدرسية ومجتهدة في اختصاصاتها،

من هنا يمكن القول إن ما نراه من ترهل وهشاشة في تلك الهياكل ما هو في حقيقة الأمر، إلا إنعكاساً لمرآة ماقلناه فيما تقدم، لذا أتاح الأمر للفعل الارتجالي في أخذا القرارات والسماح للاجندات الخارجية أن  يكون لها الفول الفصل في توجيه عمل هذه الهياكل، لذلك ومع التقادم تحول المسؤولون عنها لمجرد موظفين  تحت إمرة مدير عام يوجه عملهم باتجاه تحقيق مصالح هذا البلد أو ذاك.
 وبناءاً على ما تقدم أصبح عمل هذه الهياكل ضار في مسار تحويل الانفجار الثوري إلى ثورة حقيقية في تحقيق آمال الشعب السوري في إنجاز دولة الكرامة والحرية في إطارها الديموقراطي كما هو عليه الحال في العالم المتحضر، و عليه يمكن القول أن الخروج من هذه الحالة المستعصية لن يكون إلا في أحد حلين أثنين هما:

الأول: إما أن ينتج هذا الانفجار نخبه السياسية المجربة والتي  ينضجها الفاعل الزمني والممارسة اليومية والمريرة لهؤلاء الثوار فتكون الحامل الحقيقي  لتصحيح مسار هذا الإنفجار وتحويله إلى ثورة حقيقية تكون لصالح الشعب السوري في بناء دولته  الديموقراطية.

 والثاني: أن تترك الامور للعامل الدولي والتلاؤم مع تقلباته المنطقية واللا منطقية، وحينها نقول: الله يعطبنا العمر لنرى هكذا حل.

** لا أتفق مع الرأي القائل إن الثورة السورية تعيش حالة مستعصية، بل الحالة المستعصية لها أبعاد وجوانب وأسباب مختلفة، ومن الصعب القول بإنه من خلال إصلاح ما يسمى بالائتلاف يمكن أن يساعد في إنهاء هذه الحالة.

و لكن نعود لطرح السؤال الذي يفرض نفسه مجدداً هل الائتلاف منتج من رحم الأنفجار السوري..؟ بالطبع لا، بل بالعكس ممكن القول إن هذا الائتلاف أحد الهياكل الصورية التي ساهمت في توليد هذه الحالة المستعصية بحكم تكوينه الهش وغير المؤثر في حيثيات مسار الثورة السورية.
برأيي الشخصي لقد أصبحت القضية السورية مع التقادم، قضية متشابكة محلياً وإقليمياً ودولياً، وجراء هذا التشابك تمترست هناك شبه خطوط حمراء على المستويات الثلاث، وبالأخص المستوى الأول المحلي. وأعتقد أنه من الصعب ترميمه بسهولة، من هنا بات انسداد الأفق في الازمة السورية تحصيل حاصل بسبب ما تقدم ذكره.

لذلك أقول لابد لنا من نشاط دولي مكثف ومسؤول يعيد الملف السوري إلى الواجهة ويضعه على الطاولة، لإيجاد حل ما بشروط دولية للخروج من هذا الانسداد غير المعروف.. متى سينتهي ويفتح مسار الحل لهذه القضية المتروكة، من دون أن يبالي أحد بها، و برأيي أن هذا الأهمال متعمد ومقصود، كون أن هناك جهات فاعلة إقليمياً ودولياً في الأزمة السورية، ولها اجنداتها الخاصة، لذلك تريد حلاً مفصلا على مقاسها بما يخدم مصالحها الإقليمية والدولية.
بالعودة إلى الائتلاف يصعب إصلاحه، كونه مؤسسة هشة –كما ذكرنا- منتجة بقرار خارجي وتنتهي بذات القرار نفسه.

لابد من إيجاد حالة سياسية بديلة من نخب اكتسبت خبرة، مستفيدة من مطبات مسار الأنفجار السوري ومن كل تعرجاته، عسى ولعلى أن يؤسس حالة ضغط تساهم في إيجاد حل ما لهذا الاستعصاء. وإلا ترك أمر حل الأزمة المستعصية للزمن.

** إن عملية تغيير الطرابيش هذه تشبه في الحقيقة، قيام الساحر في السيرك بتغيير رؤوس كمبارسه كما يريد، وهل هناك من يعتقد أن لشخوص هذا الائتلاف دور في طرح الآراء أو اتخاذ القرارات داخل هذه الهياكل وخاصة على المستوى السياسي؟ عجبي! إنهم مجرد بيادق على رقعة الشطرنج..  يستفيدون فقط على الصعيد الشخصي من خلال تحقيق مصالحهم النفعيية. لذلك لايعول على أحصنة عرجاء،

 إذا ينبغي المل على إيجاد البديل من خلال نخب سياسية انضجتها الظروف القاسية والفراغ الذي عانته وتعانيه سورية عامة والثورة السورية خاصة إلى الآن، جراء عدم توفر النخب الحقيقية القادرة على إعادة دفة الصراع السوري مع هذا النظام المجرم إلى الطريق الصحيح حتى نثبت للعالم أننا قادرون على قيادة المرحلة السياسية الانتقالية ما بعد سقوط هذا النظام. ويجب علينا الأسراع في تشكيل هكذا جسم سياسي إنقاذي، وليس هناك بلد خال من نخب رفيعة المستوى في التفكير وتحمل المسؤولية.

كما ينبغي علينا ابطال سياسة المحاور، وهناك وجهة واحدة علينا الإيمان بها وهي  توجيه كل الجهود لاسقاط النظام الأسدي البعثي المجرم.

 ** الائتلاف جسم غير شرعي للانتفاضة السورية العفوية، فقد صنع برغبة دولية بذرائع ومزاعم مختلفة فقط ليحل محل المجلس الوطني القائم أنذاك، وبالتالي فإن هذه المؤسسة الصورية ،إن صح التعبير، لم تولد من رحم الأنفجار السوري العفوي. لذلك نرى أنه تغلب على شخصياتها الحالة الذاتية بعيدا عن فهمها لمتطلبات السياسية والتي تخدم مسار  الحراك الثوري.

من هنا علينا وبشكل طبيعي أن ننظر إلى المتحكمين بوظائف هذه المؤسسة على  أنهم أشخاص بعيدين عن المساهمة الفعالة  في الشأن العام، وأخص هنا بالذكر أكثر في المجال السياسي،
إذاً هذه المؤسسة ما هي إلا سوى ورقة مرحلية ترمى  جانباً حين التوجه نحو الحل الحقيقي للقضية السورية.

لذلك علينا نسيان الائتلاف. كونه خاضع لتجاذبات القوى الدولية والإقليمية التي ساهمت في ولادته. و عمليا تلك القوى هي الفاعلة على الساحة السورية. وهي المقررة عما هو سيكون الحل في سورية مستقبلا. سواء أن كان عن طريق التوافقات أو عن طريق الحرب وهو الأرجح .

لذا أعود للتأكيد مجدداً أنه لابد من الأسراع في التحول للانتقال إلى مرحلة جديدة، من خلال العمل كما ذكرت سابقاً على إيجاد جسم سياسي بديل تقوده نخب نضجت من رحم مراحل هذا الصراع المرير مع نظام مجرم مدعوم ومحمي من معظم القوى الإقليمية وبعض القوى الدولية، وخاصة صاحبة مراكز القرار المؤثر في تغير مجرى الأحداث كليا. والسؤال كيف.؟  المعني الاول هو نحن للتصدي لهذا العمل الشاق كوننا أبناء هذا البلد وانتفضنا لأجل بناء دولة الحرية والكرامة والديمقراطية.

** يجب العودة اإلى جواب السؤال الرابع.

ومع ذلك يمكنني طرح السؤال التالي ومفاده هل الائتلاف يمتلك شرعية ثورية وهي الأساس في انتاجه؟

الجواب هو حتما لا، لأنه لا يمثل القيادة السياسية للحراك الثوري.

لذلك علينا قلب السؤال ونقول.

كيف يتم تجديد وتنشيط الاعتراف بشرعية وعدالة الثورة السورية.؟ إن الائتلاف هو جسم بحكم الميت. لأن شرعية أية قيادة ثورية لا تأتي إلا من انخراط قادتها ومساهمتها في قيادة وتوجيه حركة الجماهير الثائرة، وتحويل حركة الجماهير هذه إلى ثورة حقيقية تحقق مطالب الشعب السوري بالعدالة والكرامة وبناء الدولة الديمقراطية.؟

لذلك علينا أن ننسى ونترك الائتلاف وراء ظهرنا، ونعمل كتجمعات سياسية ، وأفراد لهم سمعتهم وعلاقاتهم الواسعة مع أصحاب القرار في الدول الفاعلة وخاصة في أميركا من أجل التعجيل بالحل السياسي، والذي تراجع وشبه همش. والسبب غياب القوى السياسية المجربة بتاريخها أو بفعلها اليومي وهو الأهم.

** لا يهم إن ذهب الائتلاف أو بقي؟

ومن سيُرحل هذا الائتلاف ومن سيأتي بغيره؟ وهل سنعتمد على من ركب هذا الجسم السياسي لترحيله؟

كلمة ترحيل تأتي باتجاهين.

أولا: اذا كان الائتلاف منتج من رحم الحراك الثوري السوري حينها نفس هذا الحراك يستطيع تبديله بقيادة أخرى فاعلة.. وهذا لم يحدث كونه بلا أساس ثوري أبداً

ثانيا:  الاعتماد على من ركب هذا الائتلاف وتغييره، وهنا نكون بدلنا الطرابيش والخامة واحدة.

الائتلاف جسم معزول عن الحراك الثوري السوري، ليس لديه أوراق فاعلة  يضعها على طاولة المفاوضات. الائتلاف لايملك إلا المكاتب وإلى حين.

** تلك الجغرافية المسماة بلاد الشام .. إنها لعنة الجغرافيا،

وكما قال المفكر العربي يوما جمال حمدان: ” بلاد الشام إنها بلاد الثغور، أنها حدود الآخر،

هذه بلاد وعبر تاريخها ماهي إلا طريق عبور القوافل فهي بلاد التجارة.

ترى هل شهدت مرحلة سياسية حقيقية وتميزت هذه المنطقة كأمبراطوربة. باستثناء. مرحلة معاوية والدولة الأموية.؟

بالطبع لا.

إنها بلاد كانت متميزة بسياسة الكنتونات كنظام حكم. وكأن التاريخ  الآن يعيد نفسه مرة أخرى في هذه المنطقة القلقة من العالم.

* فنان، معتقل سياسي قبل الثورة، معتقل خلال الثورة ثلاث مرات 

ملاحظة : كي لا نكرر الأسئلة مع كل إجابة، فضلنا إيرادها في بداية الحوار مع التنويه إليها بوضع (*) للسؤال ونجمتين (**) لجواب الضيف الكريم .

أدناه رابط ج (1-8) 
https://our-syria.com/54714/

أدناه رابط (ج2-8)
https://our-syria.com/54803/

أدناه رابط (ج3-8)

https://our-syria.com/55771/

أدناه رابط (ج4-8)

https://our-syria.com/55969/


أدناه رابط (ج5-8) 

https://our-syria.com/56160/

أدناه رابط (ج6-8) 

https://our-syria.com/56636/



شاهد أيضاً

عالم إسباني يكشُف لماذا كان الزلزال في تركيا وسورية “مدمرًا” إلى هذا الحدّ

قال خوردي دياز عالم الزلازل في معهد برشلونة لعلوم الأرض التابع للمجلس الأعلى للبحث العلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *