ندوة حوارية..منظومة الائتلاف ما لها وما عليها بكل تجرد وموضوعية!..العميد عوض العلي: الائتلاف لم يعد مؤسسة، مجرد شركة محاصة تجارية بينهم (ج5-8)



 

أعد الندوة غياث كنعو 

       في ضوء حالة الإنسداد في الأفُق الذي تعاني منه ثورتنا وهي تقترب من إكمال عامها الحادي عشر، من دون حل ولا مخرج..بحيث وصل الثوار فيها لمرحلة باتوا يبحثون عن بصيص ضوء في نهاية هذا النفق المعتم، الذي أدخل ثورة شعبنا أولئك المتسيديون في الهياكل المحسوبة على أنها ممثلة لثورتهم، وهو الأمر الذي دفعنا لطرح هذه المعضلة الخلافية والاشكالية بخصوص الجدوى والمنفعة من وجود هذه الهياكل، ونعني بذلك ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، الذي كان “أمراً دُبر بليل”…بإملاءت خارجية، التي بتنا الآن “نحصد” نتائجها.
 وكذلك الهيكليات الأخرى المسايرة له، مدركين بعمق لحساسية هذه المسألة جداً، في هذا الوقت الشائك بالذات بكل حيثياته وتعقيداته وتشابكاته، وفي وقت ترتفع فيه أصوات الثوار مطاليبن شخوص الائتلاف..هاتوا ما عندكم إن كنتم صادقين، مع قناعتهم المطلقة أنه لا حياة لمن تنادي في هذه الهياكل التي أثبت شخوصها أنه لا جدوى ولا فائدة ترجى من استمرار وجودهم فيها، في وقت باتت الحاجة فيه ملحة إلى تفكيك المؤسسات المدنية المترهلة وإعادة بنائها وهيكلتها قبل العسكرية.
    إننا لا نهدف إلى النيل من أي شخص كائناً من يكون ولا أي طرف بعينه، بل غايتنا تنطلق من حس المسؤولية الوطنية والثورية، ولا سيما حيال الاستعصاء الحاصل، وحالة الكمون التي تمر بها مسيرة الثورة، في ظل حراك ” لم ينجب أطفالاً”!
     وتأسيساً على ما تقدم كان لابد من التوجه إلى عدد من الشخصيات الوطنية الثورية النخبوية السياسية والقانونية ورجال الدولة، للمشاركة في الندوة الحوارية وتلقي الإجابات والرؤى والتصورات والحلول الممكنة، من خلال أسئلة طرحها موقع “سوريتنا” بكل تجرد وموضوعية لبحث آفاق الحل في هذا المنحى المشكلي، وهي :

 * تبدي الغالبية عدم رضى ورفض مطلق لأداء هذا “الهيكل المريض بلا روح” حسبما ما يقال عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فما الحل لإنهاء هذه الحالة المرضية التي يُجمع على تشخيصها رهط كبير من الثوار والمعارضين..؟.

 * ما السبيل لإنهاء الحالة المستعصية هذه إن لم نقل إنسداد الأفق، الذي تعيشه الثورة السورية؟ هل يتم ذلك من خلال إصلاح الائتلاف “المؤسسة المعطوبة” وفق تعبير أحد السياسيين، أم بتشكيل كيان بديل جامع لكل ألوان الطيف السوري المعارض..؟.

* كيف تقيمون لعبة تغيير الطرابيش داخل الائتلاف والهيكليات المسايرة له ( هيئة التفاوض-الدستورية  الحكومة المؤقتة..) ؟.

* كيف تحل معضلة أمساك وتمسك الشخصيات المتسيدة في الائتلاف بمناصبها، والتي تعيق مبدأ تداولية المسؤولية؟.
* كيف يمكن تجديد الاعتراف الدولي بالائتلاف وتفعيله من وجهة نظركم..؟ وما هي القيمة المعيارية والفعلية لهذا الاعتراف…؟.
* هناك من يرى أن الحل لن يبصر النور سوى برحيل هذا الائتلاف بكامل شخوصه، فهل تتفق مع هذا الرأي أم أن لك وجهة نظر مختلفة؟.
* هل لديك ما تضيفه على إجوبتك عن الأسئلة آنفة الذكر…؟.

أجوبة العميد عوض العلي* مشكوراً 

                                                                                              العميد عوض العلي  

** تشكل الائتلاف في تشرين الثاني 2012، في العاصمة القطرية الدوحة من شخصيات سوريه تم الاتفاق على اختيارها دولياً، ولم يكن للشعب السوري اي رأي في هذا الاختيار وهذا يحدث في الثورات لانها دائما تتميز بالحالات الاستثنائية نتيجة عوامل كثيرة وخاصة مثل الثورة السورية التي قامت بعد عقود من نظام امني كل همه وتفكيره هو بقاءه وسخر كل مقدرات الدولة لذلك وعمل على تفتيت مواطن القوة في بنية المجتمع السوري سواءً الدينية او الاخلاقية او الاجتماعية او السياسية ،،،

وتعامل الشعب السوري الثائر بكل ايجابية مع هذا الجسم الجديد ومنحه الوقت الكافي رغم ذلك لم يستطع الالتصاق أو التفاعل مع جمهور الثورة في الداخل السوري أو في بلاد المهجر، وكثير من أعضائه كرس بتصرفاته حالة أن وجوده بإرادة دولية ولاعلاقة للشعب السوري بها، وابتعدوا تدريجيا عن حاضنتهم وكلما مرّ زمن زادت وتزداد الهوة، وخاصة أن عضوية أغلبهم تمت باسم أحزاب أو حركات سياسية لايتعدى عدد اعضاؤها بضعة أشخاص،  وبالتالي ليس لهم حاضنة شعبية بالأساس ولم ينهجوا مايجعلهم يحصلون عليها ويلتف حولهم شرائح واسعة من الشعب ولذلك توجهوا للشللية ضمن هذا المكون وهاجسهم الوحيد هو استمراريتهم في هذا الجسم، وتمت عدة توسعات كانت أشبه بغنيمة يتقاسمها بضعة أشخاص تنفذوا وتغولوا فيه لتدعم وجودهم اكثر ، وبالتالي استمراريتهم ولم يعد يفكروا بأي علاقة بحاضنتهم المفترضة والتي تراقب تصرفاتهم وتبتعد عنهم  نتيجة هذه التصرفات وهذه الحالة،  كرست استمرارية هؤلاء وتقاسموا الادوار والمناصب في أجسام الثورة ولم يدركوا أو لم يعد يهمهم أنهم تحت المجهر ، وان هذه العقلية وبعدهم عن حاضنتهم ستبعد عنهم دول العالم التي اعترفت بهم،  واستقبلتهم بصفتهم ممثلين لهذا الشعب، ولم يتعظوا بل استمروا في هذا النهج حتى هذه اللحظة واوصلوا الثورة السورية الى حالة الضعف الحالية.

ولذلك أن الحل لايحتاج مزيداً من التفكير وهو أن تعترف هذه المجموعة بفشلها ولعقد من الزمن تقريبا ولم يعد هناك أي مبرر لاستمراريتها وان تبتعد بتقديم استقالتها أو بأي طريقة وفق النظام الداخلي للائتلاف عن صدارة المشهد وفتح باب العضوية فيه لاجسام تمثل حقيقةً طيفا من السوريين وشخصيات سورية مستقلة لها تاريخها الثوري وقبولها لدى الشارع الثوري وبمعايير سليمة ومدروسة وان توضع الية للتغيير بنسب معينة ومتتابعة بحيث تساعدها على كسب شرعيتها من حاضنتها الشعبية وليس من الخارج وبالتالي لاتتكرر الحالة التي بسببها وصلت هذه المؤسسة لهذه الحالة..
** الائتلاف اصبح له صورة نمطية سلبية في أذهان جمهور الثورة السورية وأي اصلاح أو تعديل لايمكن أن يمحي هذه الصورة، خاصة أنه جرت عدة حالات توسعة وانضمام أعضاء جدد خلال عقد من الزمن تقريباً، ولم يتغير الحال و كانت شعبيته تتضاءل أكثر فأكثر بعد كل توسعة، ولذلك لم يعد له ذلك الحضور أو التأثير على الصعيد الدولي، وهذا ماجعل موضوع مشروعيته والاعتراف الدولي به على المحك ولم يعد له ذلك الاثر ويتضح ذلك من خلال زياراته للدول العربية وبقية دول العالم والتي أصبحت شبه معدومة، وبالتالي أن أجمع جمهور الثورة السورية على جسم سياسي متفق عليه وتم اختياره بطريقة تمثلهم ووفق ضوابط لولادة هذا الجسم وضمان استمراريته، وعدم تغول أحدهم أو بعضهم ويتم رفده وفق صيغة مدروسة وثابتة بدماء جديدة ومتجددة بشكل دائم ويعمل بطريقة مؤسساتية، فلاشك عندي أن العالم سيتعامل معه وباحترام أكثر كونه بهذه الحالة، يمثل الشعب وله حاضنة يتم التعبير عنها بمظاهر شرعية ومتعارف عليها كالمظاهرات وغيرها خاصة ان الثورة السورية والقضية السورية برمتها اصبحت منذ زمن بعيد قضية دولية والعالم يحتاج للتعامل مع من يمثل هذا الجزء من الشعب السوري.
** تغول مجموعة من الائتلاف على هذه المؤسسة جعلتها تمسك بكل مفاصل مؤسسات الثورة ولو أنشئ جسم ثوري جديد لرأيت أحدهم على رأس هذا الجسم لدرجة أصبحت الحالة لديهم ، أشبه بشركة محاصة تجارية بينهم وكل منهم موجود على رأس جسم معين يعتبر أن هذا الجسم هو حصته ولايحق للأخرين حتى الشركاء منهم التدخل به، وعندما تنتهي فترة وجود أحدهم  لسبب يتعلق بالنظام الداخلي لهذة الاجسام يلجؤون لطريقة التبادل، وتبديل القبعات ويبدؤون من جديد ويظنون أنهم يلبسون قبعة الاخفاء لكن الشعب السوري يراقب ويعرف ذلك، والمشكلة أنهم هم ايضا يعرفون أنهم مكشوفون،  ولكن تماهوا بعيداً جدا مع حالة التجاهل  والاعتماد على مجموعاتهم ضمن هذه المؤسسات وعلى الخارج بدل حاضنتهم الشعبية المفترضة..
** من يبحث عن الاصلاح لاتعجزه الحيلة، وليس من الصعب ذلك وبالتاكيد هناك وسائل كثيرة من مراجعة ذاتية إلى طلب الاستقالة أو أقالته من قبل الهيئة العامة أو غيرها ،،، واقترح أن تجتمع الهيئة العامة للائتلاف وتتخذ قرارا بإضافة بند إلى النظام الداخلي للائتلاف ينص على مايلي :

” عدم جواز شغل أي عضو في الائتلاف ولأي سبب كان موقع بهيئة الرئاسة أو أمانة السر أو الهيئة السياسية أو رئاسة أي لجنة في الائتلاف لأكثر من دورة ومدتها سنة  ميلادية وشغل أي موقع من هذه المواقع يمنع العضو نفسه من أن يشغل موقع آخر من هذه المواقع ويسري هذا القرار باثر رجعي أعتبارا من تاريخ كذا “ عندها لن تجد منهم احدا لان جميع المتنفذين شغلو هذه المواقع لمرات عدة..
** تجديد الأعتراف الدولي يحتاج لجهد يفوق محاولة هذا الأعتراف بجسم جديد، ولكن إذا اعيت الشعب السوري الحيلة في إحداث جسم بديل، فالامر يحتاج إلى اصلاح داخلي أولاً بدءاً من إزاحة الشخصيات المتنفذة وبإحدى الطرق التي ذكرناها سابقاً أو بأي طريقة أخرى، ورفد هذا الجسم بأسماء جديدة ذات خبرة علمية وسياسية وتتمتع بسمعة جيدة وحاضنة شعبية والقيام بحملة شعبية واعلامية دعما لهم ومن ثم دولية لشرح الواقع الجديد لهذه المؤسسة، عندها أعتقد ستفتح لها الأبواب من جديد والتي اغلقت بوجهها حاليا، ولانحتاج للتدليل على ذلك سوى عدم قدرتنا على تذكر تاريخ أخر زيارة على مستوى دولي لأعضاء من هذا الجسم كما كان الحال عليه سابقاً

أما القيمة الفعلية فاصنعها لنفسك، ولاتنتظر أن يمنن بها أحد عليك ولن يحصل ،،،  والقيمة المعيارية ليست ثابتة، بل تتغير بتغير حال هذا الجسم فإن تغير للأفضل تزداد هذه القيمة والعكس صحيح..
** الائتلاف للأسف لم يعد تلك المؤسسة، بل اصبح مجموعة اشخاص متنفذين لأسباب متعددة وتختلف من شخص لأخر ويدور في فلك كل منهم مجموعة من الاعضاء يختلف عددها من شخص لآخر ،وتتم عملية المساومة وتقاسم مواقع القيادة فيه بناء على هذه الأعداد ، وهذه الحالة من الشللية المستعصية تجعل حالة أصلاحه عصية وعقيمة ولذلك اتفق مع هذا الرأي.
** اضيف ان ماذكرته اعلاه عن حالة استبدال هذه الشخصيات المستأثرة بالمواقع المتقدمة فيه ليست بهذه السهولة فوجودها في هذه المواقع طيلة هذه الفترة مكنها من نسج علاقات وتحالفات فيما بينهم ومع اشخاص ومؤسسات وبعض اجهزة وممثلي الدول ما قد يجعلها عصية على التغيير، خاصة اذا ماعلمنا ان اغلبهم هو بالاساس وقبل انطلاقة شرارة الثورة السورية مقيم بالخارج ومهّد لنسج هذه العلاقات وعند قيام الثورة وجد اذانا صاغية لذلك .

يتسرب أخبار أن هناك خلافات دبت بين بعضٍ منهم وهذه حالة عادية مع طول الفترة الزمنية وقد تؤثر هذه الخلافات البينية سلبا على استمرارية البعض منهم ووجودهم في هذا الجسم، لكن الفئة المتنفذة فيه والتي تدعمها بالأساس الدول التي كانت سبب وجودهم في هذا الجسم عصية على التغيير وأن تحرك بعض من الأعضاء الآخرين وغالبا لمصالح شخصية ومكاسب معينة ووقفت في وجه توجهات هذه الفئة المتنفذة فمصيرها الابعاد والتهميش ولذلك حفظ الجميع الدرس وخلت الساحة لهم وأصبحوا كالسرطان في الجسم المتهالك لن يستطيع أحد التخلص منهم إلا بالتخلص من هذا الجسم، على مبدأ اخر العلاج الكَي.. 


* ضابط شرطة منشق، رئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق لحظة إنشقاقه… 

 

ملاحظة : كي لا نكرر الأسئلة مع كل إجابة، فضلنا إيرادها في بداية الحوار مع التنويه إليها بوضع (*) للسؤال ونجمتين (**) لجواب الضيف الكريم .


أدناه رابط (ج1-8 ) 
https://our-syria.com/54714/


أدناه رابط ( ج2-8) 
https://our-syria.com/54803/

أدناه رابط ( ج3-8) 
https://our-syria.com/55771/

أدناه رابط (ج4-8) 
https://our-syria.com/55969/

 

شاهد أيضاً

عالم إسباني يكشُف لماذا كان الزلزال في تركيا وسورية “مدمرًا” إلى هذا الحدّ

قال خوردي دياز عالم الزلازل في معهد برشلونة لعلوم الأرض التابع للمجلس الأعلى للبحث العلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *