نداء عاجل إلى النخب السورية

سوريتنا-متابعات:

نشر أمس السبت 6 / 8 / 2022، الصديق الضابط المنشق عن نظام الأسد العقيد مالك الكردي نداء على حسابه في الفيس، رصده موقع “سوريتنا”، موجها إلى النخب السورية، وذلك إثر التصريحات المثيرة للرئيس التركي طيب رجب أردوغان حول العلاقات مع نظام الأسد وخاصة الأمنية منها التي لم تنقطع طيلة عشر السنوات، وقبلها تصريح وزير خارجيته تشاويش أوغلو بخصوص دعم الأسد سياسيا في حال قرر انهاء وجود التنظيم الإرهابي بحسب أوغلو والمعنى بذلك حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي واذرعهما العسكرية وفي مقدمتها “قسد”، هذا التصريحات خلقت نوع من التوحس والريبة لدى السوريين، لما يشكل ذلك من خطورة على مصير ومستقبل ليس الثورة السورية فحسب بل مصير استمرار نظام الأسد في سورية، كل ذلك دفع بالكردي إلى توجيه هذا النداء، الذي ننشره كما هو حرفيا :

” اختلفت الترجمات حول تصريح الرئيس التركي أردوغان ، ولكن مالم يختلف به أن جميعها تؤكد اعتراف تركي بتعاون استخباراتي لم ينقطع مع نظام الأسد ، وبمحصلة تقود قطعيا إلى استحالة الحصول على موافقة روسية لتنفيذ العملية التركية في شمال وشرق سورية على مناطق تتحصن بها ميليشيات كردية تصفها تركيا بالارهابية ، وهو الأمر الذي كنا نتوقعه ولم يكن مفاجئا لنا البتة ، فروسيا لايمكن أن تسمح بمثل هذه العملية التي تعطي فيها تلك المناطق ذات الأهمية الكبيرة لتركيا، إلا بمقايضات جوهرية، وإذ كانت الأنظار تتوجه في وقت مضى إلى مقايضة محتملة في جبل الزاوية وفتح طريق M 4، مقابل تسليم تل رفعت ومنبج، إلا أن هذه الفرضية يبدو تبخرت مع تعنت روسي وحرج تركي، لكن المفاجئ في تصريح الرئيس التركي هو العلنية حول الاشارة إلى نصح بوتين للسيد أردوغان بأن يجري اتصالا مع النظام الأسدي، وهو تصريح خارج عن المألوف، وإذا ماربطناه مع تصريحات سابقة لوزير خارجيته فإن ذلك يجعلنا كسوريين في حالة توجس، ونخشى أن تكون بداية ثانية لانعطافة وتكويعة أكثر حدة في السياسة التركية تتخلى فيها عن كثير من مواقفها الداعمة للثورة السورية وتقود لاحقا لتنازلات اكثر جسامة وربما تكون كارثة، سيما وأن الأسرة الدولية بعد أن تيقنت من فشل النخب السورية في قيادة البلاد وسيطرة الإسلام السياسي على قرار الثورة، بدأت ومنذ سنوات تدفع الى تمييع القضية السورية تدريجيا، وبحجة الحفاظ على ماتبقى من الدولة السورية حافظت على النظام الأسدي الذي ترى فيه الرمد ففضلته على عمى التنظيمات وما آلت إليه من نتائج لايمكن أن يتقبلها المجتمع الدولي.

المطلوب من النخب المعارضة السورية إجراء تقييم شامل للسياسة التركية ومتغيراتها في ظل الظروف الحالية المحيطة بها داخليا وخارجيا ووضع كل الاحتمالات وتحديد الاجراءات اللازمة للخروج بأقل الخسائر، وإجراء تقييم شامل للثورة السورية وما تعانية من ركود وكيفية الخروج من المأزق، وإجراء مسح شامل للسياسة الدولية ودراسة سبل التعاون لوقف أي نشاط في طريق تأهيل النظام مهما كان هذا النشاط بسيطا.

بالتأكيد أن الجسد المتهالك للثورة السورية والممثل بالائتلاف السوري وكل ماتبعه أصبح عبئا ثقيلا على الثورة وعلى الشعب، ولابد من نفضه واستبداله كاملا ، ولكن السؤال المطروح هل يجدي نفعا استبداله بعد أن أوصلنا الى نقطة عميقة يصعب الخروج منها، وماهي الشروط اللازمة لاختيار القيادة الجديدة وماهي طبيعتها؟.

نحن في مرحلة انقاذ تحتاج إلى الكفاءات الثورية المتميزة وليس إلى دمى الواجهات والتمثيل المخابراتي للدول أو الحزبي أوالعصبيات المناطقية والمذهبية والعشائرية و ….التي لم تأت لنا إلا بالشرور والهزالة لثورتنا ( دعوها إنها نتنة )، لم يعد مكان للمنافقين والمطبلين وعليهم التنحي بعيدا في هذه المرحلة فكم قد أفسدوا، فنحن أمام مرحلة صعبة جدا لايمكن فيها المساومة ولا الكولكة، كما أنه من الضروري أن لانتجه إلى خلق العداء مع الحكومة التركية وشعبها أو مع أي طرف عربي أو دولي فاعل، ولنتسم بالواقعية والنظر إلى مصالح الجميع و التي طبيعيا أنها تتقدم مصالحنا ، ولكن لننظر نحن بالعين المفتوحة إلى مصلحتنا عندما تختلف مصالح الآخرين مع قضيتنا . لم يعد النقد من متطلبات المرحلة فقد أشبعناها نقدا حتى سئمنا النقد والطعن للحدالذي تسلل الينا باليأس والوهن، فما أكثر الناقدين وما أقل الفاعلين الذين يبدو أنه أرعبهم شدة النقد والتخوين فأبتعدوا عن المشهد .نحن الآن بحاجة إلى اصحاب الفكر الوقاد لطرح حلول عملية وجذرية تحافظ على الجزء المتبقي من كرامتنا المهدورة.

دعوة أخوية ونداءا ممن لايمتلك قرارا أوجهه إلى جميع النخب السورية لتحمل المسؤولية الفردية و التحرك السريع والفاعل للاجتماع والتباحث ضمن الحلقات القريبة والخروج بأراء جريئة تعيد لنا قرارنا وتعيد قضيتنا إلى مكانتها الطبيعية .

العقيد مالك الكردي

6 / 8 / 2022

شاهد أيضاً

وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا” يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *