وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا”

يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها، بما لايدع مجالا للشك أن هناك معركة ليست بالبعيدة تسعر نارها ويوقد لها، ولن تتجاوز مدتها أسابيع أو بضعة أشهر.
ومن المؤسف أن جميع الأطراف، وخاصة المتواجدة على الساحة السورية، وكذلك تلك التي لها مصالح فيها استشعرت الحرب وتستعد لها، إلا نظام الأسد وقيادة “الجيش الوطني” فهما في نوم وثبات دائم، كما لو كأن الأمر لايعنيهما كونهما ربطا أمرهما بمن يشغلهم وتناسوا مصلحة وطنهم وباتوا مجرد إجراء بالمال وتجارة البشر والمخدرات.
فلا يكاد يمر أسبوع أو يوم ، إلا ونسمع أن هناك اعتداء على الأراضي والأجواء السورية، سواء من قبل قوات التحالف أو إسرائيل أو من قبل المحتل الروسي أو من ما يسمى ويعرف بـ”قسد” أو الميليشيات الإيرانية وفي مقدمتها حزب الله اللبناني، وجميها تحولت إلى عدوة للشعب السوري الذي أصبح لاحول له ولاقوة له، بسبب كما ذكرنا سابقا. ولاتسمع من قياداته إلا الخطابات الرنانة والتهديد والوعيد للأطراف المعتدية والاحتفاظ (( بحق الرد )) .
وقد صدرت منذ أيام قليلة تلميحات وتهديدات علنية من قبل إسرائيل وحلفائها، وسبقها قصف لمناطق عدة تابعة لنظام الأسد تركزت حول العاصمة دمشق وحمص وريف حماة الغربي، كما استهدف وطيران التحالف أماكن وجود الميليشيات الإيرانية وعناصر حزب الله الإرهابي .
أما فحوى التلميحات الإسرائيلية حول شن هجمات جديدة ضد مواقع عسكرية لنظام الأسد، جاءت بعد إعلان وسائل إعلام إيرانية عن قيام مسؤول فيلق القدس إسماعيل اآلقاني «بتفقد جبهات مختلفة داخل الأراضي السورية» قبل أيام قليلة شملت الميليشيات الإيرانية ومواقع وحواجز منتشرة على التراب السوري لحزب الله .
وتزامنت التهديدات الجديدة مع كشف مركز أبحاث إسرائيلي عن قيام إيران بإنشاء مصانع للأسلحة الكيماوية في سورية.
كما تأتي هذه التهديدات في أعقاب عزم الولايات المتحدة الأميركية عدم تمديد فترة رفع العقوبات جزئيا عن سورية على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا في ( 8 ) شباط الماضي من العام الجاري، والتي ستنتهي صلاحيتها غداً أي في ( 8 ) آب الجاري.
يشار إلى أن إسرائيل قصفت مواقع عسكرية إيرانية مشتركة مع نظام الأسد، على مدار الأشهر الماضية، أودت بحياة أكثر من ( 58 ) شخصا، من بينهم ضباط من رتب عالية إيرانيين ومن قوات الأسد.
في حين يؤكد خبراء عسكريون غربيون أن عمليات القصف المذكورة طالت منشآت ومعدات حساسة منها صواريخ و منصات رادار متطورة في منطقة مطار التيفور شرقي محافظة حمص وريف دمشق ومحيط محافظة القنيطرة، ومنطقة الكسوة بجبل المانع . ومستودعات تل شنان على طريق حمص تدمر غربي منطقة الفرقلس، وكذلك في منطقة مصياف غربي محافظة حماة وغابات الشيخ غضبان على طريق حماة مصياف أيضاً .
يضاف إلى ما سبق تدمير كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الخفيفة والمتوسطة في المناطق المذكورة وغيرها.
ختاماً الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والأحداث الساخنة نأمل أن تكون نتائجها وخيمة ومدمرة على الاحتلالين الإيراني والروسيي ومعهما حزب الله اللبناني ونظام الأسد، بما يخدم أهداف شعبنا وثورتنا..

شاهد أيضاً

عن الاصطفاف الأميركي- الأوروبي مع إسرائيل

خطار أبودياب شكلت مفاجأة تخطي جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعطفا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *