منظومة “باتريوت” لإنقاذ حياة آلاف الأوكرانيين وحماية أجواء أوروبا

صورة تعبيرية

نفذت روسيا خلال شهر أيار الماضي، 17 هجومًا مكثفاً بالصواريخ والمسيرات.
وشن الروس كذلك في الأيام الأولى من شهر حزيران الجاري وحدها، ثلاث ضربات ضخمة من هذا القبيل على المدن الأوكرانية بما في ذلك العاصمة كييف، حيث تُصعِّد روسيا من إرهابها الصاروخي – وهو أعلى تواتر لمثل هذه الضربات الجوية منذ بدء غزوها واسع النطاق للأراضي الأوكرانية.
وقد بدأ الروس بدءاً من 29 أيار الماضي والأول من حزيران الجاري باستخدام صواريخ “إسكندر” ، وذلك في تكتيك جديد بهدف إلى إيقاع عدد أكبر من الضحايا بين صفوف المدنيين الأوكرانيين.

وفي ضوء ما سبق، ينبغي أن تحصل أوكرانيا على نظام دفاع جوي شديد الدقة لحماية أجوائها: لذا فإن إنشاء منظومة “باتريوت” من شأنها أن توقف محاولات الاتحاد الروسي لتنفيذ الإبادة الجماعية من خلال الإرهاب الصاروخي، لا سيما وأن مبادرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حظيت بدعم من رئيس وزراء هولندا مارك روته.

لقد أثبت نظام الدفاع الجوي الأميركي “باتريوت” كفاءته العالية – وبمقدوره تدمير حتى صواريخ “كينجال” و”إسكندر” الروسية.

يغير الروس تكتيكاتهم، وهدفهم الآن هو التسبب في أكبر عدد من الضحايا بين المدنيين الأوكرانيين، هذا هو الهدف الرئيسي لبوتين جراء الإخفاقات العسكرية التي مني بها الجيش الروسي.

لا يستهدف القصف الروسي يومياً فقط خطوط المواجهة في الجبهات ولا الحدود مع أوكرانيا بأنواع مختلفة من الأسلحة، بل يطال القصف المكثف بصواريخ “كروز” وبصواريخ باليستية المدن في الداخل الأوكراني، إلى جانب استهدافها بالمسيرات الإيرانية، الأمر الذي يستدعي وبصفة ملحة إلى حماية الأجواء الأوكرانية من خلال تعزيز أنظمة الدفاع الجوي التي تلعب دوراً رئيسياً في هذا الصدد، بما أن روسيا ستواصل شن المزيد من الإرهاب الصاروخي – حيث أثبتت هجمات أيار الماضي المكثفة، أنه رغم العقوبات ونقص العناصر والرقائق المستوردة، فإن المجمع الصناعي العسكري الروسي ينتج الصواريخ كما كان قبل الحرب، وبمجرد أن تخرج الدفعة الجديدة من هذه الأسلحة خارج خط التجميع، ستستخدم ضد المدنيين الأوكرانيين، وأن الحجم الفعلي لإنتاج هكذا نوع من الصواريخ والقذائف غير معروف – على الرغم من شكوك العديد من الخبراء فيما يتعلق بقدرة الاتحاد الروسي على إنتاج صواريخ تحت العقوبات، فمن المحتمل أن يكون هذا الإنتاج قد زاد.

يجعل ما سبق ذكره من إمداد أنظمة الدفاع الجوي القوات المسلحة الأوكرانية بكميات كبيرة أمراً حيوياً، وخاصة نظام الدفاع الجوي “باتريوت” ، بما أن الاتحاد الروسي يستخدم بشكل متزايد الصواريخ الباليستية، والتي لا يمكن إسقاطها، إلا من خلال أنظمة دفاع جوي متطورة.

يجب تشكيل نظام دفاع جوي واحد مستقبلاً، بمستوى موحد في جميع أنحاء أوروبا، لأنه من غير المستبعد أن تزيد روسيا من توسيع الرقعة الجغرافية التي قد يطالها الإرهاب الصاروخي الروسي.

تُظهر تكتيكات الكرملين أنه بعد الهجوم المضاد الناجح للقوات الأوكرانية وتحرير أراضيها من الاحتلال الروسي، ستواجه أوكرانيا روسيا المنتقمة، التي ستشن ضربات صاروخية منتظمة- كما تقصف إسرائيل قطاع غزة بشكل دائم- لذا يتعين على شركاء أوكرانيا الغربيين التفكير الآن في وضع خوارزمية لإنشاء منظومة “باتريوت” لأوكرانيا، الأمر الذي قد يساعد في إنقاذ أرواح السكان المدنيين.

المصدر:” romaniainform.ro”

شاهد أيضاً

عن الاصطفاف الأميركي- الأوروبي مع إسرائيل

خطار أبودياب شكلت مفاجأة تخطي جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعطفا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *