إرادة شعب و نهضة أمَّة


كتب د.محمود دحام عبد العزيز المسلط


العمر يجري والحياة تستمر والأيام تمر لا تريد أن تستريح، ففي أرض الشام يطل علينا بين حين وآخر قلم لامع وفكر خلاق يفتح مغاليق الأبواب في عصر مضطرب يبحث عن المستقبل لجيل جديد يبحث عن أمل في بناء وطن و نهضة أمَّة.

لا يهم ماذا يحصل في أروقة و أزقة الجامعة العربية، من ذهب ذهب و من عاد و لم يعد، من حضر و من غاب.
لا يهم ماذا يحصل في أروقة الأمم المتحدة من قرارات أو شبه قرارات، من تجاذبات أو توافقات عربية أو إقليمية أو حتى دولية.
لا يهم من يفوز أو لا يفوز في أي انتخابات إقليمية أو دولية.
نعم ممكن سياسات الدول تؤثر سلباً او إيجاباً على مستقبل المنطقة بشكل عام أو بشكل خاص على بلدنا و علينا نحن كسوريين .
اليوم يطرحون مشروع لا غالب و لا مغلوب.
من هو الغالب و من هو المغلوب.
لا يوجد غالب في هذا الصراع بل مغلوب .
لا يمكن أن يكون النصر المزعوم من أي جهة سورية على حساب جهةٍ سورية أخرى .

انتصر من انتصر و ذهب من ذهب، و رحل من رحل.
عندما تسفك دماء السوريين لا توجد انتصارات.
عندما يهاجر السوريون لا توجد انتصارات.
عندما يخاف السوريون من غدر أخاه السوري و الآخرين لا توجد انتصارات .
يجب أن ننهض كسوريين و لا ننتظر الآخرين.

اليوم و بكل شفافية أتحدث إلى أهلنا بشكل عام .
ما هو مشروعنا الوطني القادم. ما هي خارطة الطريق الذي سنسلكها لاجتياز هذة المرحلة الصعبة.
لا يوجد خيارات سوى الوحدة و التكاتف و النهوض من جديد كسوريين لبناء بلدنا.
تركيا ليست لنا و الجامعة العربية ليست جامعتنا و الولايات المتحدة وإسرائيل و إيران و دول الخليج جميعها تبحث عن مصالحها .
هذة الدول و المؤسسات تعمل من أجل مصالح شعوبها و تحالفاتها و نفوذها.
اليوم نحن ماذا فاعلون كشعب كأحزاب كمواطنين سوريين.
حساباتنا كسوريين غير حسابات الدول،
و مصالحنا غير مصالح الدول.
يجب ان ننهض و نقدم الحلول و المبادرات مهما كانت من دون تأخير.

يجب أن ننهض كسوريين معارضة و مولاة.
عرب و كرد، مسلمين و مسيحيين.

هذة فترة حساسة مرحلة حلول و ليس مزايدات و انتظار الآخرين.
يجب أن نمتلك زمام المبادرة و نحرك الحدث لنكون في خانة الفاعل ليس المفعول به.

طرحت سابقاً مشروع الحوار السوري السوري،
معارضة و مولاة.
و لا زلت أعمل على هذا المشروع لأنني مؤمن بأن الحلول الحقيقية لا تأتي من الخارج، و لن تكون إلا سورية سورية.
نحن السوريون من يصنع و يجد الحلول إذا كانت النية صادقة و الإرادة حقيقية.
يجب أن ننهض كسوريين يداً بيد و لا ننتظر الآخرين لبناء وطن لنا و أمل لابناءنا .
لن يبني سورية سوى أهلها.

نقلاً عن “كلنا شركاء”

شاهد أيضاً

وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا” يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *