لودريان خرج عن البروتوكول… وهؤلاء يغطّون الجريمة



   كتب زياد الصائغ في موقع mtv:





“في تاريخ الديبلوماسيّة الفرنسيّة، وأنا مُلِمٌّ حتى بوثائق غير منشورة فيها، هي المرّة الأولى التي يخرج فيها وزير الخارجيّة عن بروتوكول تدوير الزوايا ليؤنِّب المسؤولين في مضبطة اتّهامٍ مليئة بالخطايا التي لا مجال حتّى للغفران فيها، كيف ما زلتم تتعايشون معهم؟” بهذه العبارات القاسية، والتي يُندى لها جبين كلّ لبناني صميم نقيّ وكفؤ، بادرني صديقٌ لي فرنسي واكب إعداد زيارة الوزير جان ايف لودريان إلى لبنان الأسبوع الفائت، واطَّلع منه على نتائجها بعد عودته في تواصلٍ مقتضب.

 

كان صمتي غارقاً في قرفٍ مما أوصلتنا إليه المنظومة السياسيّة. أصرَّ عليّ بالجواب، فأردفت باهتزازٍ وجدانيّ: “دمّروا لبنان. قتلوا اللبنانيّين. سرقوا أحلام الأطفال. هشّموا طاقات الشباب. إنهم زلزالٌ لا يأبه حتى بإمكان أن يصمد من قدرته التدميريّة بعض فوالق لمراحل أخرى. إنّهم اللّاحُكم”.

نظر إليّ بغضبٍ واستطرد: “في الحكومة أصدقاء لنا مشتركين، فلِمَ يُصِرّ هؤلاء، ونحن على يقين بكفاءتهم العلميّة، لِمَ يصرّون على تغطية الجريمة؟ لنذهب إليهم ونطالبهم إمّا بخوض معركة تصويب المسار، أو بكشف المستور، أو بالرحيل؟”.

بعد هنيهاتِ صمتٍ بادرته بحدّة: “لا ينفع أيّ تدخّل مماثِل. لَوثة السُلطة أخذتهم إلى غياهِب مظلمة. فقدوا النور إلى درجة أنهم حوّلوا الانهيارات إلى إنجازات، وانغمسوا في تبرير مكامِن فشلهم، حيث اعترفوا به، بأنّهم ضحايا ما ورِثوا”.

لم يقتنع صديقي الفرنسي وتابع: “من غير المسموح أنّ تتفرّجوا على من يدفعكم إلى الانتحار”. انتفضتُ مقاطعاً: “عليهم أن يغادروا. ولن نستسلم حتى نحرِّر لبنان من خاطفيه”.

أيها السيّدات والسّادة  الوزراء، بعد توبيخ السيّد لودريان ألَم تخجلوا مما قاله، أقلّه أمانةً للشهادات العلميّة التي تحمِلون؟… متى ترحلون؟

شاهد أيضاً

وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا” يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *