ردا على مذيعة “الجزيرة” ماذا لو غرد الشهداء في تويتر…؟؟


في معرض ردها الدفاعي عن البودكاست المجرم الذي بثته الجزيرة تمجيدا للمجرم قاسم سليماني، تقول إحدى مذيعات الجزيرة بالحرف: ” الشهداء لم يغردوا والمعتقلون لم يفتروا والمهجرون لم يزايدوا والصامدون لم يتاجروا والمختفون لم يتصيدوا والسوريون الذين ضحوا لهم الله، وليس ثوار تويتر”
سأتجاوز عن السخرية المؤلمة في جملة “الشهداء لم يغردوا” لكن سأسأل المذيعة المحترمة، هل تتخيل أن المعتقلين في سجون المجرم بشار الأسد يشاهدون المحطات الفضائية ويملكون هواتف خليوية وحسابات على تويتر ليعطوا رأيهم ببرامج الجزيرة أو سواها، وهل المهجرين في الخيام وتحت العراء يملوكن أصلا مثل هذا الترف، وهل المختفين الذين تحدثت عنهم بوصف أنهم مختفون لديهم القدرة على الوصول لشبكة الانترنت حتى يقولوا لك رأيهم في البودكاست المجرم.
سيدتي الفاضلة:
الشهداء ليسوا كما مهملا، وليسوا مجرد اسم جمع، الشهداء يا سيدتي الفاضلة، وكذلك المعتقلون والمختفون والمهجرون، هم بشر مفرد، لكل منهم قصة وحكاية وأسرة وأحباء وأم وأب وأشقاء وكان لدى كل منهم مهنة ومنزل وحياة كاملة، قبل أن يدمرها المجرم بشار بمعاونة المجرم قاسم سليماني “قديس الجزيرة الشهيد المجاهد ” كما وصفه البودكاست المجرم.
تخيلي لو كان الشهداء قادرين على التغريد على تويتر، فماذا سيقولون لك وللجزيرة ولمنتج البودكاست المجرم، تخيلي عذابات المعتقلين وأناتهم تحت سياط المجرم بشار ماذا سيقولون عن هذا البودكاست المجرم لو أتيحت لهم الفرصة للتغريد، وللعلم فقط هناك 300 شاب تم اعتقالهم في نهاية عام 2011 وتمت تعذيبهم في حوزة بهمن شرق مقام السيدة زينب والذي اتخذه حزب الله والحرس الثوري الإيراني معتقلا يعتقلون فيه السوريين، هؤلاء الشباب تمت تصفيتهم وإحراق جثثهم ورميها على مكب قمامة جنوب قرية عقربا وتحديدا بالقرب من مقسم الهاتف الآلي، ربما لم يذكر بطل الجزيرة المجاهد قاسم سليماني هذه الواقعة ولم يعتبرها أحد بطولاته التي تحدث عنها في شريطكم المجرم، وأيضا الشهداء الذين أتحدث عنهم بالتحديد والذين أعرف الكثير منهم لأنهم أقارب لي وجيران ومعارف، هؤلاء الشهداء الآن لا يملكون هواتف ذكية كهاتفك وكهاتفي أيضا، ولا يملكون حسابا على تويتر حتى يغردوا ويخبروك بما حدث لهم ويخبروك عن رأيهم بشريط الجزيرة المجرم، ولو كانوا قادرين لأخبروك عن وجوههم المحطمة وعن عظامهم المكسرة وعن جثثهم المتفحمة حتى لا نتمكن من التعرف عليهم، هذه الجريمة ارتكبها “مجاهدون ” كانوا في طريقهم إلى القدس بقيادة سليماني.
سيدتي الفاضلة:
عندما يتحدث شخص يدعي أنه إعلامي مطالبا الشهداء والمعتقلين والمختفين بالتغريد، فهو أكبر دليل ليس على الإفلاس الإعلامي وإنما على الإفلاس الإنساني بحد ذاته، كلامك للأسف أسوأ من شريط الجزيرة المجرم، لأنه لم يكتفي بتبرير الجريمة بل سخر من شهدائها مطالبا إياهم بالتغريد، وسأكون من الممتنين لك لو توفري هاتفا ذكيا وحساب تويتر لشقيقي محمود المختفي منذ ستة أعوام ليغرد ويطمئننا عن أحواله وعن مكان اختفائه، وأذكرك أن المجرم قاسم سليماني الآن لا يملك حساب تويتر ومع ذلك استطاع التغريد عبر منصتكم، لكن الشهداء الآن لا يستطيعون الوصول إلى هذه المنصة كما فعل سليماني.
محمد صبرا
14/5/2020

شاهد أيضاً

لعنة الانقسام وأثرها في انسداد شرايين الثورة

المحامي عبد الله السلطان محامي وكاتب سوري حالة التفكك السورية إلى أين؟ متى نودع حالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *