مع حكاية جديدة من “سوريتنا”..مناضلات سوريات يكافحن من إجل لقمة العيش

 

بعد استقرار مئات آلاف المدنيين النازحين في الشمال السوري، الذين نزحوا من قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي وغيرها من المناطق، بعد التصعيد الذي يعتبر الاعنف من نوعه، ومع غلاء الأسعار أصبحت العديد من العائلات تعاني من ضعف كبير في الناحية المادية والمعيشية، مما شكل عبء كبير على رب الأسرة وتحمله أعباء ومصاريف كبيرة، إذ أن هذه العائلات النازحة بطبيعة الحال، تركت مصادر دخلها وممتلكاتها وهربت من وطأة القصف والقتل

بلدتي كفرتخاريم وأرمناز في ريف إدلب الشمالي، تحتضنان الآلاف من العائلات النازحة من ريف إدلب وريف حماة، غالبية هذه العائلات كانت تعيش على القطاع الزراعي ويعد مصدر دخل أساسي لها، وبعد النزوح عانت هذه العائلات بشكل كبير من تردي وضعها المعيشي، وانتشرت في الآونة الأخيرة فكرة عمل النساء النازحات في البلدتين، بأعمال يدوية مختلفة، بهدف الوقوف إلى جانب أزواجهن في مواجهة صعوبات الحياة وتكاليفها، وقد أخذ كل من مجلس بلدة كفرتخاريم المحلي بالإضافة لمجلس بلدة أرمناز، وعدد من المنظمات والمتبرعين بشكل فردي، على  عاتقهم إيجاد وخلق العديد من فرص العمل المناسبة للنساء، وبذات الوقت تعود بالنفع عليهن

الحاجة منيرة المتروك، 60 عام، نازحة من منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي، وتقطن في مخيم بين بلدتي أرمناز وكفرتخاريم، عمدت إلى استثمار مشروع أطلقه أحد المتبرعين لتشغيل النساء، فكانت من أول المتقدمين له، ويقوم المشروع على فكرة تحضير كميات من الجبن في المنزل، وتسليم نصف الكمية لصاحب المشروع، أما هي فتأخذ النصف الآخر من الكمية مقابل أتعابها

وفي شهادتها لموقع” سوريتنا تقول:  نزحت مع 3 من أولادي منذ بداية التصعيد إلى بلدة كفرتخاريم، ويستمر وجودنا هنا أكثر من 10   أشهر، الأوضاع المادية أصبحت ضعيفة جدا، ولم يعد بمقدور أولادي تحملها، كنت في البداية أسكن في منزل صغير إيجار بسعر 25 ألف ليرة سورية، ثم انتقلت إلى المخيم، الذي تنعدم فيه جميع مقومات الحياة

وتابعت المتروك قائلة: سمعت عن مشروع يدعمه أحد المتبرعين من أهالي قرية الحويز بسهل الغاب، وتم تنفيذه في بلدة كفرتخاريم،ويهدف المشروع إلى مساندة النساء في الحصول على عمل جيد، و بمردود مالي يمكنه أن يساعدهن في تحمل أعباء النزوح، حيث يقوم مبدأ العمل على تحضير الجبن، أقوم بشكل أسبوعي باستلام كمية من الحليب وقدرها 80 كيلو، وأبدا تحضير الجبن في المنزل، وبعد الانتهاء من تحضير الجبن، أقوم بتسليم نصف الكمية لصاحب المشروع، أما الجزء الآخر فيبقى لي، حيث أقوم ببيعه والاستفادة من ثمنه

وأضافت المتروك قائلة: هو مشروع جيد ومريح ومن ضمن مجال عمل كل امرأة سورية، ولا يحتاج للخروج بشكل يومي من المنزل، إضافة إلى أن جميع الأدوات التي تتعلق بالمشروع تم تسليمها لي، مثل لوح طاقة شمسية وبطارية، واسطوانة غاز، وعدد من أدوات المطبخ التي تلزم للعمل، وقامت جميع النساء العاملات في هذا المشروع بالخضوع لدورة تدريبية لمدة 10 أيام، للتدرب على تحضير الجبن بالمواصفات والجودة المطلوبة، والشيء المهم في المشروع أنه خيري ويهدف لدعم النازحين، ويقوم صاحبه بتوزيع كل كمية الجبن للنازحين في البلدة والمناطق المحيطة

آمنة العبد الرحيم 32 عام، أم لأربعة اطفال تركهم والدهم الذي قتل في إحدى الغارات الجوية، على قرية الحويز بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، لا تزال آمنة تتعلق بأطفالها وتهتم بتربيتهم والقيام بذلك على أكمل وجه، نزحت عن قريتها في نهاية شهر آذار / مارس 2019، لتحط بها الرحال في قرية بيرة أرمناز في ريف إدلب الشمالي، تعمل حالياً في صناعة النسيج الذي بدأته بدورة تدريبية، وتقوم الآن بصناعة قطع من النسيج وبيعها لصاحبة المشروع التي أخذت على عاتقها تدريب عدد من النساء في القرية

وفي شهادتها لموقع”سوريتنا” تقول:  اقترحت علي صديقة أن أبدا معها بعمل دورة تدريبية لدى سيدة ترغب بتدريب عدد من النساء في مجال النسيج، ثم تبدأ بتزويدهن بالمواد الأساسية، وتقوم ببيع القطع المنسوجة، تأخذ نسبة قليلة من ثمن القطع، أعجبتني الفكرة ورأيت فيها حل للكثير من المشاكل المادية التي أعاني منها، بعد استشهاد زوجي، فأنا المعيلة لأطفالي

وتابعت السيدة آمنة قائلة: أقوم بعمل قطع من النسيج مثل القبعات والقفازات والأغطية وغيرها، وأسلمها لصاحبة المشروع، التي دربت عدد من النساء وبدأت تساعدهن في تصريف منتجاتهن، تقوم هي ببيع القطع وتأخذ نسبة 25% من المبلغ، العمل جيد ويدر علينا مدخول نستطيع من خلاله تأمين بعض المستلزمات

وإلى جانب ما سبق فقد تم افتتاح ورش خياطة صغيرة ايضاً، ضمن غرف متواضعة، حيث لايزيد عدد العاملات في الورشة الواحدة عن من ثلاث إلى خمس عاملات، وتقوم هذه الورش  بسد حاجة الأهالي من ألبسة خفيفة وما شابه ..

عضو المجلس المحلي في بلدة كفرتخاريم، والمسؤول عن قسم المشاريع سليمان صوراني، في شهادته لموقع”سوريتنا” قال: بالنسبة للمجلس المحلي في بلدة كفرتخاريم، أخذ على عاتقه مسؤولية كبيرة في جانب تأمين فرص عمل للنساء، والسعي إلى تدريبهن وتطوير مهاراتهن من خلال العديد من الأنشطة والمشاريع

وأضاف الصوراني قائلاً:  يعمل المجلس مع مؤسسات عديدة تعنى بدعم المرأة، ويأمن المجلس الإحتياجات المطلوبة والتسهيلات لسير عمل المرأة من خلال نشر منشورات وإعلانات ودعم عملها لكي تعتمد على ذاتها في خدمة أسرتها وبالنسبة للمشاريع فهي دورات دعم وتوعية ومشاريع مثل دورات خياطة، وحلاقة نسائية وحرف يدوية، والهدف منها هو سد حاجة أسرتها، ونسعى من ناحية أخرى لتطوير عملنا، من خلال دعم مشاريع جديدة مستقبلاً

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *