أعْذَرَ مَنْ أَنْذَر.. العبيدات يحذر

موقف المواطن العربي العادي وخاصة السوري من إسرائيل بدأ في التغير بعد ثورات الربيع العربي، بعد أن لاقى المواطن العربي من التنكيل على يد أنظمته أكثر ما تفعله إسرائيل بالمواطنين الفلسطينيين رغم أنها سلطة احتلال، هذا أحد العوامل الأساسية، أما العامل الثاني فقد جاء بسبب إيران وفصائلها المسلحة فقد عانى السوريون من الخقد الأسود ما لم يقاسيه أحد حين أخذت الفصائل الزينبية والفاطمية ,وحزب الله ذو العقيدة الإيرانية بقتل السوريين من الأطفال والنساء والشيوخ السوريين على الهوية السنية وفقا للعقيدة التي يؤمنون بها بأن الارتقاء في جنات النعيم في الآخرة . بعدد تلك المحطات بات من الصعوبة بمكان اتخاذ قرار متوازن لجهة أيهما أفضل إيران أم إسرائيل، وما الموقف من الذين يتعاملون مع إيران على شاكلة منظمة حماس المدعومة ماديا من إيران

ولهذا يمكن رصد الحيرة أحيانا في مباركة هجوم كتائب القسام يوم 7 أكتوبر على المستوطنات الإسرايلية أو إدانتها على اعتبار أن انتصارها (حماس أو القسام) يعني نصرا لإيران بعد أن تمكنت الاخيرة من خطف حركة حماس وقادتها إلى جانبها رغم الاختلاف في العقيدة ورغم التناقض ما بين حماس السنية الأصولية وإيران الشيعية ومثله دعمت إيران حزب الله وشيعة لبنان من العرب وهؤلاء أوغلوا كصيرا في الدم السوري بأوامر مباشرة من ملالي إيران.

لا يخفى على أحد أن سورية وقفت إلى جانب إيران في حربها ضد العراق (الدولة العربية) وكان ذلك لأن حافظ أسد أراد ذلك ولم يراعي موقف الشعب السوري المعاكس لقراره، والآن هل يمكن الفول للسوري أنك وقفت مع إيران ضد العراق ؟! بناء على الموقف الرسمي للنظام السوري؟

وبالنسبة من الموقف من غسرائيل فكلنا يدرك أن النظام السوري منذ 1967 هو أكثر من خدم إسرائيل وقدم لها خدمات جليلة سرا ، وادّعى معاداتها في العلن، فهو الذي منح لهم الجولان وهو الذي ساهم في القضاء على الفصائل الفلسطينية المقاتلة في لبنان وطردها منه.

وكلنا يعرف أن النظام السوري كان في حكم المنتهي منذ بداية الحراك السوري ضده 2011 إلا أن قيادات إسرائيل وقفت إلى جانبه تماما وساهمت في إبقاء حكمه ، ولعل النظام السوري كان أول نظام بين الدول العربية الذي أقدم على التطبيع مع الكيان الصهيوني 1974 منذ موافقته على اتفاقية فصل القوات وفض الاشتباك مع إسرائيل،، وكانت تلك الموافقة بعد مفاوضات شاقة (كما وصفها كيسينجر) خاضتها أميركا نيابة عن إسرائيل عبر وفد ترأسه آنذاك هنري كسينجر وزير خارجية أميركا الأسبق، ويروي كيسينجر أنه تفاجأ تماما في صبيحة أحد أيام المفاوضات عندما سمع من حافظ أسد موافقته الصريحة على فض الاشتباك مع إسرائيل حتى أنه طلب فرصة ليستوضح ما سمعه من حافظ أسد بدقة واستشارة أعضاء وفده آنذاك.

تبعا لمثل تلك التناقضات صار من الصعب على المواطن العادي أن يتخذ موقفا في كثير من المواقف المتشابكة ، وهذا ما نلمسه في التعاطف مع غزة باعتبار أن حماس هي التي تدير العملية ضد إسرائيل وهي التي تتلقى دعمها مباشرة من إيران وهي التي رفع بعض قادتها صور قاسم سليماني وقبلوا أيادي الخامنئي!

لكن وفي كل الحالات لا بد من تأصيل الموقف بغض النظر عن ركام الضباب… فإسرائيل جسم غريب على المنظقة وقد زرعه الغرب انتقاما من العرب الذين وصلوا في لحظة ما من تاريخهم إلى إسبانيا وجنوب فرنسا .

بالمقابل، إيران الفارسية خصم تاريخي آخر للعرب منذ ما قبل الإسلام، وهم (الفرس) أول من شق الدين الإسلامي باختراعهم ما سمي لاحقا “الشيعة” الذي صار دينا آخر يختلف كليا عن جوهر الإسلام ، وبقي الفرس يحتقرون العرب ويحقدون عليهم خاصة بعد أن دخل العرب مملكة كسرى، ولهذا ترى حقدهم الأسود للانتقام في كل مكان وحارة دخلوها من الدول العربية

أما التفضيل بين إسرائيل وإيران فهي مسألة عقيمة بالنسبة لاي مواطن عربي فكلاهما يهدف إلى اقتلاع العرب من جذورهم وإن اختلفت الطريقة وكلاهما له أطماع لا تتوقف عند حدود دولة عربية ، فإسرائيل تريد حدودها من الفرات إلى النيل وإيران تريد القضاء على العرب كلهم حتى صارت تتحكم الآن في أربع عواصم عربية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

صحيح أن حماس تلقت دعما لها من إيران وبالتالي يقتضي الأمر مهادنتها في التصريحات، والوقوف إلى جانب غزة وشعبها لا يعني تشجيع حماس في خطها، فالشعوب العربية كلها تقريبا مختطفة من قبل أنظمتها.

والوقوف إلى جانب غزة وأهلها ضد الصهاينة هو وقوف لإضعاف عدو سينتقل إليك بعد الخلاص من غزة.كما أن ليس كل من يخضع لحكم حماس هو إيراني الهوى مثل قادتها، ولعل ذلك ينطبق على السوري والمصري والعراقي واليمني ..الخ،

أمامنا الآن أحد تلك المواقف التي قد يستهجنها القارئ العربي وقد يؤيدها في الوقف مما يجري في غزة. والرجل (العيّنة) صاغ موقفه بناء على تلال من المعلومات الاستخباراتية فهو الذي شغل يوما ما مدير مخابرات الأردن ورئيس حكومتها.

مَلَأَ اسم رئيس الوزراء ومدير المخابرات الأردني الأسبق أحمد عبيدات كل الفضاء الإعلامي المحليّ والمنصاتيّ بـ “تحذير شديد اللهجة”، هذه المرة، من يوم السابع من أكتوبر، حين انطلقت معركة “طوفان الأقصى”.

يرى العبيدات أنه إذا هزمت المقاومة الفلسطينية في معركة الطوفان ستنتثل إسرائيل إلى مرحلة جديدة من مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وسينقل الصراع إلى الأردن”.

تجرأ عبيدات، في مقابلته المثيرة، على طرح سؤال غير مسبوق: “إذا تم تحقيق يهودية الدولة، بموجب خريطة نتنياهو العلنية، وتمكّنَ الإسرائيلي من تهجير السكان، فمن سيمنع تمددها للأردن؟”.

وقالها باختصار شارحاً: “يجب مراجعة سياستنا الخارجية بخصوص مستقبل الأردن إزاء التطورات المحتملة لـ “طوفان الأقصى”.. وإذا تمت عملية تصفية القضية سينقل الصراع بشكل تلقائي إلى الأردن، وهذا خطر واضح لا ريب فيه”.

عبيدات: الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين إذا أرادت البقاء فضمانتها الوقوف مع فلسطيم قولا وفعلا ،.. وحالة الغليان في العالم العربي سيكون لها ما بعدها

 وشدد عبيدات، الذي يخاطبه الأردنيون بلقبيه الرئاسي والعسكري، على أن جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت علناً وسراً مع العدو انتهى مفعولها معتبراً أن القفز على تلك الحقيقة ضربٌ من العبث والمراهقة السياسية .

وكان عبيدات قد وصف عملية “طوفان الأقصى” بأنها بطولية، وأذلّت الجيش الإسرائيلي، ونهضت مجدداً بالأمة، مشيراً إلى أن التحالف الأمريكي الغربي مع إسرائيل، بعد الطوفان، تأسيس واضح لحملة “صليبية” لا لبس فيها، هدفها تنفيذ وتطبيق المرحلة الثانية من “صفقة القرن”

واعتبر عبيدات أن الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين المحتلة إذا أرادت البقاء  فضمانتها الآن المقاومة الفلسطينية، وقال: “حالة الغليان  في العالم العربي سيكون لها ما بعدها، ولن تقف عند هذا الحد”.

وتحدى عبيدات إسرائيل أن تعلن عديد قواتها التي هربت صبيحة هجمة “الطوفان”، مؤكداً أنه يشعر بالفخر، وأنه “لا يعذر مصر” على عدم فتحها معبر رفح، لأن بإمكانها الضغط على الاحتلال، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية لو كانت مع شعبها لتغيرت الأحوال، وأنها الآن “متسلطة”، والشعب يريد منها الرحيل.

وصرح عبيدات بأن القائد العربي الذي يتأخر الآن عن دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه “متواطئ”، ومن يفرّط بذرة تراب فلسطينية خائن لأمته ودينه، وسيذهب لمزبلة التاريخ.

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *