حكاية من حكايات ” سوريتنا”..نـداء استغاثة من الحسين لكل صاحب ضمير والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الإسعافية

 


تحت كل خيمة وعلى لسان كل نازح، عشرات القصص الحزينة، التي كان الألم بطلها وسطرت بمداد من دموع، لم يعد حلمهم العودة إلى منازلنم وقراهم وبلداتهم، ولا بعودة من فقدوهم إلى قيد الحياة، بل إن الوضع المعيشي الصعب والفقر المدقع، جعلهم يعضون على آلامهم ويتناسون أحلامهم، ويحصرون تفكيرهم في اليوم واللحظة، وكيف يؤمنون أوضاعهم ويؤمنون قوت يومهم، خالد محمد الحسين، هو واحد من بين آلاف النازحين في تجمع مخيمات أطمة شمال إدلب، أجبرته الحرب التي دارت رحاها في ريف حماة الشرقي على النزوح مع أسرته في نهاية العام 2017، لينتهي به المطاف في منطقة أطمة، في خيمة صغيرة يقطن فيها مع زوجته وأسرته البالغ عددها 9 اطفال، والتي خسر منها ابنته ذات الثلاث أعوام،في العام  2018 بسبب شدة البرد

وفي حديثه لموقع”سوريتنا” يروي الحسين، تفاصيل معاناته في هذه الخيمة، وعن قصة نزوحه من قريته الواقعة في ريف حماة الشرقي، حيث قال: اسمي خالد محمد الحسين، أبلغ من العمر 50 عاما، من ناحية الحمرا في ريف حماة الشرقي، متزوج ولدي أسرة مكونة من 9 أفراد، كنت أعمل قبل النزوح من قريتي بمجال الزراعة وتربية المواشي، حيث كنت أملك 70 دونم من الأراضي الزراعية، أقوم في كل عام بزراعتها بالمواسم الصيفية، مثل القمح والشعير والبرسيم، إضافة لذلك كنت أملك 30 رأس غنم، وكانت الأحوال المادية جيدة، قبل أن تنطلق معارك بين ميليشيا الأسد من جهة والفصائل العسكرية وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى، والتي انتهت بسيطرة ميليشيا الأسد على كامل قرى وبلدات ريف حماة الشرقي، في الشهر 10 من العام 2017، ما تسبب بحركة نزوح كبيرة إلى الشمال السوري، وقدرت الأعداد بأكثر من 400 ألف نسمة، حيث أقامت العائلات النازحة من ريف حماة الشرقي العديد من المخيمات في عدة تجمعات على طول الحدود السورية التركية، منها مخيمي المجد وأخوة سعدة الواقعين في تجمع مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي

وتابع الحسين حديثه قائلا: أما أنا وعائلتي فقد استقر بنا الحال في مخيم المجد، وهو مخيم صغير من ضمن مخيمات أطمة، ويفتقر لجميع مقومات الحياة الأساسية، ويعاني جميع النازحين فيه من حالة صعبة جدا، نتيجة قلة الغذاء والدواء وعدم توجه أي نوع من أنواع الدعم للمخيم، في شتاء العام  2018، توفيت ابنتي الصغير حورية، ذات الأعوام الثلاثة، بسبب البرد الشديد في الخيمة، التي لا يتوفر فيها سوى 3 أغطية، وفي شتاء العام الحالي لم أستطع تأمين محروقات للتدفئة ولا حتى حطب أو أي نوع آخر، كنا في بداية الشتاء نقوم بجمع بعض الأخشاب وأكياس النايلون، ونقوم باشعال النار للتدفئة،

وأضاف الحسين قائلا:  في ليلة وفاة ابنتي الصغيرة بسبب البرد، شعرت بالعجز الحقيقي عن تأمين حتى قطع خشب للتدفئة عليها، في تلك الليلة كان الجو بارد جدا، وكانت تنام بجوار أخوتها، سمعت صوتها ترتجف من البرد، حاولنا تغطيتها، لكن ما هي إلا لحظات حتى بدأ صوتها يختفي ويخرج من فهما زبد أبيض، كانت تلك الواقعة صعبة جدا بالنسبة لي، فهو كان قدرها لا شك، ولكن ظروفي المعيشية لم تسمح لي بتأمين التدفئة لها، حاليا لدي 8 أطفال، تتراوح أعمارهم ما بين العام و 13 عام،  ولا زالت ظروفي المعيشية تزداد صعوبة يوما بعد آخر، فأنا أعاني من عدة أمراض ولا يمكنني العمل في أعمال صعبة، ونحن هنا منذ نهاية عام 2017، لم نرى أي منظمة أو جمعية خيرية قامت بزيارة مخيم المجد، وقدمت أي نوع من أنواع المساعدات، سوى سلة منظفات وعوازل مطرية قدمتها منظمة إحسان منذ بداية قدومي المخيم، نعاني من قلة الغذاء ومياه الشرب، والعلاج، كما أن هناك 4 من بين أطفالي بحاجة للدخول إلى المدارس، وتلقي التعليم، يحتاجون للباس وتكاليف الدراسة

وختم الحسين حديثه لموقع”سوريتنا” بإطلاق نداء استغاثة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني لتأمين بعض مستلزماته حيث قال: أناشد جميع المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية والجهات المسؤولة، بمساعدتي لتحسين وضعي المعيشي، فالخيمة تحتاج لتبديل بشكل فوري، كما احتاج أيضا للوقود او الحطب للتدفئة، وأغطية والبسة خاصة بفصل الشتاء للأطفال، و تزويدهم بالغذاء ومياه الشرب الصحية

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *