سوريتنا صحافة حرة – لسوريا الحرة
في الوقت الذي تعد فيه أوكرانيا أحد المنتجين الرئيسيين للغذاء في العالم، وبالتالي الضامن لمنع أزمة الغذاء العالمية، يهدد الكرملين بالانسحاب من اتفاقية الحبوب التي تنتهي في 17 تموز/ يوليو الجاري.
لقد أنقذت الحبوب الأوكرانية عام 2022 نحو 100 مليون شخص في إفريقيا وآسيا من سوء التغذية،في الوقت ذاته، يتعمد الكرملين إثارة الأزمة الغذائية العالمية لتحقيق أهدافه الخاصة على الصعيد الدولي، وها هي إفريقيا كانت ولا تزال تعتمد على الإمدادات الغذائية الخارجية، الأمر الذي تستغله روسيا لتعزيز نفوذها في القارة السمراء والوصول إلى موارد القارة السمراء الطبيعية الهائلة، ولذا، في حال لم تمدد صفقة الحبوب سيحدق خطر المجاعة بإفريقيا وسيتدفق اللاجئون من المناطق التي ستغرق حتماً في نزاعات وحروب.
تهدد روسيا بقوة عبر اللجوء للطرق غير العسكرية في محاولة منها لزعزعة استقرار القارات بأكملها، وإثارة المجاعة العالمية الاصطناعية مثال كلاسيكي على تكتيكاتها هذه، جاءت مع بداية غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط من العام الماضي، حيث نفذت روسيا حصاراً على صادرات الحبوب الأوكرانية عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ثم بذل المجتمع الدولي قصارى جهده لرفع الحصار الروسي البحري في الصيف الماضي، واليوم، تهدد روسيا مجدداً بالانسحاب من اتفاقية الحبوب، ولا يخفى على أحد أنه في حالة استحالة الإمداد المستمر بالحبوب من أوكرانيا فإن عدداً من البلدان في إفريقيا وآسيا سيواجه المجاعة الشاملة.
يضاف إلى ما سبق فإن روسيا لا تولي إهتماً سوى بالاستيلاء على الموارد الإفريقية، إذ تعد شركاتها العسكرية الخاصة التي توجد في عدد من بلدان هذه القارة إحدى الطرق للوصول إلى تلك الموارد، وفي مقدمة تلك الشركات العسكرية الخاصة تأتي “فاغنر” سيئة الصيت.
كما يقدم الكرملين بانتظام الأسلحة إلى بعض القوى العسكرية والسياسية التي تسعى إلى الاستيلاء على السلطة بالقوة، إذ تزود روسيا، على وجه الخصوص، قوات الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي” بالسلاح في السودان حيث تدور معارك منذ نيسان/ أبريل الفائت من العام الجاري. وهذا مثال بارز على أن روسيا تجلب حروباً وعنفاً إلى دول أخرى.
لذلك، تصدير الحبوب الأوكرانية بحراً دون عوائق أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لجميع دول العالم باستثناء روسيا الاتحادية، ويجب أن يتلقى الكرملين إشارة واضحة إلى عدم مقبولية ممارسة الإرهاب الغذائي الذي يجلب كارثة للبشرية جمعاء.
المصدر: 24 Brussels online
