أغيثوا الحسكة.. حملة “قطرة ماء” لمليون إنسان يعيشون في مدينة الحسكة وريفها الغربي أقصى شمال شرق سورية

سوريتنا-متابعات:

انطلقت في مدينة الحسكة أمس الإثنين 10 / 6 / 2023، مبادرة تحت عنوان “قطرة ماء” تروي السكان القاطنين في مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها في الريف الغربي لمحافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية..

فقد أطلقت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة لنظام الأسد بالتعاون مع مجلس مدينة الحسكة العامل في المربع الأمني للمدينة ومنظمة الهلال الأحمر بإشراف محافظة الحسكة التابعة للنظام هذه الحملة، وذلك جراء تفاقم الوضع، الذي وصل لحد أقل ما يمكن أن يقال عنه جريمة حرب بحق الإنسانية بمشاركة أكثر من جهة وأكثر من طرف فيها، بدءاً من جماعة “مسد” أو ما يعرف بـ”الإدارة الذاتية” المسيطرة على محطة كهرباء الدرباسية المغذية الرئيس لمحطة علوك في مدينة رأس العين بريف الحسكة الغربي، ومروراً بالتعديات على خط الكهرباء الواصل ما بين الدرباسية ورأس العين، لدرجة أنه من أصل 8 ميغا واط لا يصل للمحطة سوى 2 ميغا واط منها جراء السرقات والتعديات من قبل أصحاب المشروعات الزراعية في القرى الممتدة من الدرباسية إلى رأس العين، وقد يتجاوز عددها المئتي قرية بحسب مصادر إعلامية، التي أضافت أن 80% من هذه القرى يخضع لسيطرة قوات “المعارضة” المدعومة من تركيا..

تجدر الإشارة إلى أن هذه المشروعات الزراعية مرخص لها من قبل عام 2011، بحسب تلك المصادر ولم يتوقف عمل المحولات فيها، رغم شح المياه لندرة هطول الأمطار في السنوات الأخيرة، إلى جانب قطع المياه من الجانب التركي بحجة ملئ سدوده التي بناه من دون مراعاة لحصص المياه بين الدول، في خرق واضح للقانون الدولي…

وهنا نسأل هل تأمين المياه لهذه المشروعات الزراعية أهم من حياة البشر، الذين باتوا يلجأون إلى شراء المياه عبر صهاريج غير معروفة المصدر ومدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، ما تسبب بانتشار الأمراض السارية والمعدية والمعوية خصوصاً بين الأطفال وكبار السن بسبب هذه المياه غير المعقمة والنقية….

وأكدت المصادر الإعلامية أن الحل الإسعافي مبدئياً يتلخص بقيام جماعة ما يسمى بـ”الإدارة الذاتية”، تزويد محطة علوك بـ15 أو 20 ميغا واط بدلاً من 8 ميغا، ومهما حصلت سرقات وتعديات، فحكماً سيصل إلى المحطة ما بين 8 إلى 10ميغا واط، التي بمقدورها تشغيل محطات الضخ في علوك، إلى جانب قيام سلطات الأمر الواقع مثل “قسد” وقوات المعارضة المدعومة من تركيا وضع حد للسرقات والتعديات على خط شبكة الكهرباء الواصل من الدرباسية ورأس العين…

في غضون ذلك نقلت شبكة “غلوبال” الإعلامية عن نائب محافظ الحسكة حسن الشمهود قوله إن الحملة تأتي في إطار الجهود الحكومية المتواصلة لتأمين مياه الشرب لأبناء مدينة الحسكة وتخفيف معاناتهم، حيث يتم التنسيق مع المنظمات الدولية المرخصة أصولاً والجمعيات الخيرية والهيئات الدينية لضمان استمرار الحملة وفق الإمكانات المتاحة بحسب ما زعم..

مبيناً بأنه من المقرر أن يتم نقل وتوزيع بين 300 و400 متر مكعب يومياً، منها 200 متر مكعب عن طريق مبادرة قطرة ماء، و200 متر مكعب عن طريق مجلس مدينة الحسكة ومنظمة الهلال الأحمر.

ونوه الشمهود إلى أن مؤسسة المياه تعمل مع المنظمات الدولية لاستمرار تشغيل محطات التحلية ضمن أحياء وسط المدينة وتوزيع المياه على الخزانات المنتشرة في الأحياء، والتي تصل إلى 600 خزان وتعبئتها يومياً بكمية 3000م3 من المياه المعقمة والنقية.

بدورنا في موقع “سوريتنا” نناشد الجميع، بما في ذلك سلطات الأمر الواقع عدم تبادل التهم ورمي بعض منها على الجانب التركي، إذ يتضح من خلال متابعة المواقع الإعلامية أن المسؤولية يتحملها الجميع، وليس تركيا وحدها، بل حتى نظام الأسد ومن سنوات الذي أهدر مصادر المياه الجوفية عبر سياسة زراعية غير صحيحة على حساب حياة البشر في هذه المنطقة.. إلى ذلك أن جماعة “مسد” أو “الإدارة الذاتية لا يولون منطقة تل تمر وريفها ومدينة الحسكة تلك الأهمية، أذ أن اهتمامهم منصب على القامشلي وعاموده والدرباسية، والسماح لتجار الإزمات من مناطق سيطرتهم باستغلال هذا الجانب الإنساني، وجمع الثروات على حساب معاناة البشر وحاجتهم لقطرة ماء…ونحن بإنتظار تقرير مفصل قد يصل للموقع في غضون يوم أو يومين… خلاصة القول أن الجميع يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى سلطات الأمر الواقع ونعنى بذلك “مسد” وما يسمى بـ”الإدارة الذاتية” …

شاهد أيضاً

أعْذَرَ مَنْ أَنْذَر.. العبيدات يحذر

موقف المواطن العربي العادي وخاصة السوري من إسرائيل بدأ في التغير بعد ثورات الربيع العربي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *