رأي..الانتخابات التركية شأن داخلي تركي لاعلاقة للسوريين به

كتب د. باسل معراوي لموقع “سوريتنا”

عانى السوريون أكثر من غيرهم من التدخلات الخارجية بشؤون ثورتهم(ولا زالوا يعانون) …وكان من الأسباب المهمة لتعثر الثورة العظيمة التدخلات الخارجية بشؤونها …وبالمحصلة صَبّت كل التدخلات الخارجية بمصلحة النظام وساهمت في منع إنهياره، ولا زلنا نعاني من التدخلات الخارجية حتى الآن …
ومن دون مشاركة أو حتى إستشارة قوى الثورة السورية ..تتعدّد مسارات الحلول منها مسارات عربية وتركية وأستانية ودولية ..ولم يُجْمع السوريون على شيئ بقدر إجماعهم على رفض أي تدخل خارجي مهما كان مستقبلاً…
وقد فشل اللاجئون السوريون في تركيا فشلاً ذريعاً بتشكيل تكتلات أو منظمات أو لوبيات …تلمّ شمل السوريين وتُوحّد كلمتهم وجهودهم ولم يتمكنوا من فتح أقنية تواصل وحوار مع المجتمع المضيف وقواه الحية وبالتالي لم يتمكنوا من التأثير بالراي العام الشعبي وكسبه لصالح دعم قضية السوريين العادلة …وبالتأكيد فشلوا في تشكيل أي ضغط على صانع القرار التركي (فيما يَخصّ القضية السورية) وهو نتيجة طبيعية لفشلهم في تشكيل رأي عام شعبي تركي ضاغط على حكومته لنصرة قضية السوريين العادلة.. بل حصل العكس تماماً ورأينا تسابقاً بين حزب الحكومة وأحزاب المعارضة على السعي للتصالح مع نظام الأسد المجرم وتحميل اللجوء السوري سبب كل الازمات الإقتصادية التي يعاني منها المواطن التركي ..
وبما أنّ 4 مليون سوري يعيشون في تركيا وينتابهم القلق من المستقبل في ظل الرغبة التركية (الحكومية والمعارضة فيما لو وصلت للسلطة) بالعمل على عودتهم إلى سورية بالتوافق مع النظام الذي هجّرهم…ومع وجود 5 مليون سوري أيضاً، يعيشون في الشمال الغربي الخاضع بكامله للنفوذ التركي…
ويبدو أن الإنتخابات التركية الحالية انتخابات مفصلية وموضوع اللجوء السوري والعلاقات مع نظام الأسد من ضمن الأوراق الرئيسية التي يجري التنافس حولها….ويرى البعض أن المعسكرين متقاربين بنسب الفوز وليس محسوما من سيظفر بها ..وتُشكُل الانتخابات الحالية بشكل ما إستفتاءاً على إستمرار عهد حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان لخمس سنوات أخرى أم لا يريدون إستمرار ذلك العهد.. بغض النظر عن الأحزاب المنافسة بالمعارضة وشخصية كمال كليتشيدار أوغلو…
ومن المفروض على السوريين أن ينأووا بأنفسهم عن المجاهرة بالميل لأحد الفريقين وإعتبار أنفسهم ضيوفاً يتمتعون بحماية مؤقتة عند الدولة التركية والشعب التركي وهذا شأن داخلي تركي لايعنينا وسنكون مع من يختاره الشعب التركي..
وإنني أنتقد موقف المجلس السوري الإسلامي الأخير ..والذي يًضمّ شيوخاً أفاضل أن يهتموا فقط بالقضايا الوطنية الكبرى ولايتدخلون بالحياة السياسية السورية فيؤيدون فريق على آخر بل أن يكون على مسافة متساوية من الجميع ومظلة جامعة لهم…لم يكن الموقف الأخير للمجلس موفقاً أبداً بِحضّه السوريين المجنسين والعرب المجنسين على التصويت لحزب العدالة والرئيس أردوغان فهذا تَدخّل في شأن لايعنيهم ويستعدي نصف الشعب التركي على السوريين ويؤجج حملات الكراهية المصحوبة بالعنف ضدهم ..حتى إنّ أصوات من خاطبهم المجلس لن تكون حاسمة أو مؤثرة في بلد كبير كتركيا …
لاعلاقة للسوريبن بالإنتخابات التركية ونرفض التدخل بها والحشد لفريق على آخر كما رفضنا التدخل التركي بالقيام بوساطة أو حل بيننا وبين النظام المجرم…

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *