رأي..قتل مرعي الرمثان عصا أميركية عربية بعد جزرة العودة للجامعة

كتب د. باسل معرواي لموقع “سوريتنا”

في سابقة غير متوقعة أو معهودة بزمانها ومكانها …إستهدف طيران حربي يُرجّح أنه أردني . تاجر مخدرات سوري من المستوى المتوسط وبعض الورشات التي تصنع حبوب الكبتاغون في عمق رمزي لمئات الامتار داخل الأراضي السورية …
ومن المرجّح أنها رسالة عملية لتهديد وزير الخارجية الأردني قبل يومين عبر الCNN..بإمكانية قيام الأردن بعمل عسكري لحماية أمنه القومي من تجّار وتجارة المخدرات السورية…وتبين لاحقاً أنه لم يكن مجرد بروبوندا كلامية بل تم تنفيذه على الأرض..
إذاً للمكان رمزية ..وللزمان رمزية أكثر حيث تَمّت العملية قبل أن يَجفّ حبر قرار عودة نظام الأسد للجامعة العربية والتي كان عراباها أكثر البلدان تضررا من تلك التجارة وهما الأردن والسعودية وكانت العين لاتخطئ الأضواء البرتقالية الأميركية لتلك العودة..
وفي ذروة الإنتصار السياسي المزعوم لنظام الأسد بعودته دون شروط…وكذلك في ذروة بروبوغاندا إعلام النظام والذي يُروّج بإنتصاره العسكري على الثورة السورية وقبول العرب لذلك المنطق الذي عَبّر عنه أحمد ابو الغيط في حديث تلفزيوني مؤخراً بأن النظام إنتصر عسكرياً..
وفي ظل تسريب إجتماع عمان الخماسي الأخير عن تعهد المقداد بالعمل على مكافحة تصنيع وتهريب المخدرات عبر دعم مادي يتم تقديمه لأجهزة النظام…وفي ظل إعلان الأردن أنه بصدد تشيكل لجنة أمنية سياسية تضمه مع لبنان والسعودية والنظام للتعامل مع هذا الملف..جاءت الضربة الأردنية
من المستبعد أن يكون تنسيقاً حصل بين حكومة الأردن وحكومة الأسد لأنّ ذلك العمل الأردني يمكن تنفيذه من داخل الأجواء الأردنية نظراً لقرب المسافة…
وبإعتبار أنّ النظام المنتشي بالشرعية العربية الجديدة يَدّعي أولاً سيطرته على معظم الأراضي السورية ويطالب دعمه لإستعادة سيطرته على المتبقي خارج تلك السيطرة ..فإنه لكان أرسل بعض قواته لتنفيذ مسرحية أعتقال الرمثان أو قتله وتفكيك ورشتان صغيرتان على الحدود…
الأرجح أن تكون الغارة الأردنية مُقدمة أو بروفة أو رسالة أميركية عربية على الأرض لنظام الأسد حول كيفية التعامل معه بعد دخول قانون كبتاغون- الأسد حيز التنفيذ قريبا في 20 حزيران القادم ..وأنّ القانون الجديد يملك اسناناً للعض وعصا للضرب وليس كسابقه قانون قيصر يسجل الإنتهاكات ويفرض العقوبات والتي أتقن بل أدمن نظام الأسد التحايل عليها والتهرب منها.