وجهة نظر..”التطبيع مقابل الأمن” : عنوان قرار العرب بإعادة نظام الأسد لجامعتهم

كتب د. باسل معرواي لموقع “سوريتنا”

خرج العرب رسمياً من الملف السوري بعد أن أخرجوا أنفسهم أو إخرجوا منه…ولم يعد يعنيهم إلا تقليل شرور النظام إتجاههم …وما العبارات المنمقة عن حلول سياسية أو عودة لاجئين أو إخراج معتقلين ماهي إلا لذرّ الرماد في العيون أو درجات سلم للنزول من أعلى الشجرة التي هم فيها الآن واعطاء مسوّغ وتبرير لتلك الخطوة …
إن إقامة علاقات طبيعية مع نظام الأسد وإرجاعه لشغل مقعد سورية في الجامعة ..هو إعتراف صريح بشرعية النظام وتخلي عن جوهر القرارات الدولية والأهم نفض أيديهم من أدنى درجات المساعدة أو التضامن المعنوي مع الشعب السوري المكلوم من جرائم الأسد
وأيضا كان التسليم أو الإعتراف بالوضع القائم يعني قبولاً أو تسليماً بالنفوذ الإيراني المتعاظم في سورية ..وإعتباره شأناً داخلياً سورياً طالما أنه يحظى برضى وقبول من النظام…
بل والأنكى من ذلك مخرجات قمة عمان الذي إعتبر القوات الأجنبية غير المشروعة هي القوات التي يراها النظام كذلك …
ضمن صفقة التهدئة الكبرى بين الرياض وطهران كان التطبيع الاخير والمتسارع مع الأسد وبالتأكيد ترابط الملفات الأمنية في اليمن والخليج وسورية (خاصة بملفي الكبتاغون والإنتشار الميليشياوي الإيراني على الحدود الأردنية وتهديدها له)..

قدّم العرب أقصى ما يملكون من إضفاء الشرعية على نظام القتل والإجرام…ولن يستطيعوا تقديم أكثر من ذلك لأن لا أدوات أو وجود لهم على الأرض…
وبالطبع لن يستطيعوا تقديم المال للنظام المتهالك لأن عقوبات قانون قيصر بالمرصاد ولن يفيدهم تغليف إعادة إعمار جزئية بصندوق أطلقوا عليه صندوق التنمية للمساهمة بعودة اللاجئين..


بالطبع تحظى الإندفاعة العربية بضوء برتقالي أميركي لتحقيق هدف مهم للولايات المتحدة وهو تعزيز أجواء التهدئة في المنطقة للتفرغ للتركيز على الحرب في أوكرانيا…ودفع النظام بعصا العقوبات القائمة حالياً والتي ستصدر الشهر القادم بخصوص قانون كبتاغون الأسد ..مقابل جزرة رفع العقوبات عنه وتعويمه دولياً فيما إذا كان جاداً بالطلب من إيران سحب قواتها من سورية (وهي الذريعة الإيرانية ومبرر تواجدها بسورية)…وتالياً إستئناف الاتصالات مع دولة الإحتلال الإسرائيلي لتوقيع معاهدة سلام بينهما…تنهي حالة الصراع العربي الإسرائيلي وتكون توطئة لإنضمام المملكة العربية السعودية للسلام الإبراهيمي في المنطقة.

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *