سوريتنا صحافة حرة – لسوريا الحرة
كيف ستساعد موسكو دمشق، بعد العملية العسكرية في أوكرانيا؟
ميخائيل خوداريونوك
وصل بشار الأسد إلى الكرملين، وأبلغ فلاديمير بوتين عن دعمه لقراره ببدء العملية العسكرية، شاكرا نظيره على “دعمه الثابت على الساحة الدولية”. إذا لماذا زار الرئيس السوري موسكو؟
مقتطفات من ما توصل إليه المحلل العسكري ميخائيل خوداريونوك
في صحيفة “ru” الروسية – 15 مارس/آذار 2023
وصل بشار الأسد لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي وذلك لإول مرة منذ خريف 2021-التقى بشار الأسد و فلاديمير بوتين في الكرملين، بعد أن كان بشار الأسد قد وضع أكليل من الزهر على ضريح الجندي المجهول صباحا، وتأتي زيارته الأولى إلى روسيا في 15 مارس/آذار، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا 24 شباط 2022..
وقد ركزت المحادثات على الأوضاع داخل سورية، والعلاقات السورية التركية، والتعاون بين روسيا وسورية في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية، إلى جانب كل ما يتعلق بحل النزاع في سورية..
*أدى الوجود الروسي في سورية إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة وانتهاء “الحرب الأهلية” في البلاد بشكل عام، ومنع تفكك الدولة السورية.
* رغم أن “داعش” تعرضت لإصابة قاتلة وتم إضعاف أعداء الأسد الداخليين بشكل خطير، لا يزال من غير المؤكد بأن أسباب الخلافات الجذرية التي أدت إلى المواجهة بين مختلف القوى والمجموعات في سورية ستزول.
* ولا يوجد جواب واضح عما إذا كان نشوب المواجهة بين مختلف فئات من الشعب السوري مرة أخرى ممكنا في المستقبل أو لا.
*القضية الكردية لم تختف يوما هي الأخرى.
*لايزال هناك التواجد الأميركي في سورية قائما.
*تعزز إيران يوما بعد يوم من تواجدها في سورية، ومن المبالغة القول إن مصالح موسكو وطهران في المنطقة متطابقة بالكامل.
* فيما يتعلق بتركيا، يتصرف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ي في المناطق الشمالية السورية كما لو أنه في أراضيه دون تنسيق مواقفه مع أي طرف،
* ماذا ينتظر بعد؟ من غير الواضح كيف يمكن حل تلك المشاكل؟ إذا ما أضفنا إلى ما سبق نقص تجهيزات الجيش الروسي، الذي يخوض عمليته العسكرية في أوكرانيا،يصبح من غير المرجح أن يكون بإمكان موسكو، في حال تدهور الأوضاع بسورية، تقديم دعم عسكري ومادي لدمشق بالحجم السابق.
*ومع ذلك يعتقد أن الأسد قدم إلى روسيا بالضبط من أجل طلب زيادة المساعدة العسكرية والاقتصادية من قبل موسكو، خاصة في ظل قضية إعادة إعمار سورية التي لا تزال أجزاء كبيرة منها في حالة “أنقاض” دمار .
*تتطلب إعادة إعمار البلاد أكثر بكثير من 100 مليار دولار ولا يوجد لدى روسيا مثل هذا المبلغ، في ظل العقوبات المفروضة عليها، والاقتصاد المنهك، وحتى لو كان متوفرا فمن غير الواضح كيف سيتوافق تخصيص هذه الأموال لسورية مع مصالح المواطن الروسي.
*ولن يقدم الغرب سنتا واحدا لإعادة اعمار سورية ما دام الأسد في السلطة..
*لو اقترح على النخبة العسكرية والسياسية في سورية أن تتخلى عن الأسد(لا يجوز استبعاد الخيار وفحواه، إذا اختفى بشار الأسد صباحا لقدم الغرب المساعدات المطلوبة في فترة الظهيرة، وتعرض هذه الصفقة على أولئك الذين لن يرفضوها، وهناك أمثلة كثيرة على هكذا حالات في أماكن مختلفة من العالم. وليس بمقدور روسيا ذات الإمكانيات المحدودة على تقديم بديل عن المقترح الغربي بسبب انشغالها في عمليتها العسكرية في أوكرانيا
*أما مستقبل القاعدتين العسكريتين الروسيتين في حميميم وطرطوس سيكون غامضا، بعد تغير السلطة في سورية، وهو أمر سيحدث عاجلا أم آجلا، ولهذه الأسباب أو تلك فإن التغيير قادم لا محالة..
وفي هذا الصدد، يجب الإشارة إلى سابقة، حيث نتذكر ما حدث في يوليو / تموز عام 1972، عندما طلب أنور السادات الذي خلف جمال عبدالناصر من القوات الروسية مغادرة الأراضي المصرية في غضون ال24 ساعة..
ختاما، أن النجاح العسكري لروسيا في سورية أمرا لا شك فيه، لكن من غير الواضح ما إذا ستتمكن موسكو من تحويل الانتصارات في ميادين المعركة إلى نجاح سياسي على المدى البعيد، فالأمر غير واضح نهائيا، ولا جواب واحد على ذلك، الأمر متروك لقادم الأيام..
ليس بالضرورة أن يتطابق رأي الكاتب مع السياسة التحريرية للموقع
الكاتب في سطور:
-ميخائيل ميخائيلوفيتش خوداريونوك محلل عسكري في “غازيتا رو” ، عقيد متقاعد.
تخرج من مدرسة مينسك الهندسية العليا المضادة للطائرات (1976) ، و
أكاديمية القيادة العسكرية للدفاع الجوي (1986).
و قائد كتيبة الصواريخ المضادة للطائرات S-75 (1980-1983).
و نائب قائد فوج الصواريخ المضادة للطائرات (1986-1988).
و ضابط كبير في هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الجوي (1988-1992).
و ضابط مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة (1992-2000).
و خريج الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية (1998).
محلل في صحيفة “المستقلة «Независимо газеты» (2000-2003) ، رئيس تحرير جريدة صحيفة” المجمع الصناعي العسكري Military Industrial Courier (2010-2015).
ملاحظة : تمت الترجمة بتصرف، مع توجيه الشكر للدكتور محمود الحمزة الذي ساهم بترجمة الجزء الأكبر من المقالة..
أدناه رابط المقالة بالنص الروسي
