كتب نوار الماغوط في “أورينت نت”، 13 / 8 / 2022
في إحدى الأمسيات في بيت عمي محمد الماغوط كنت نهماً لسماع أرائه حول ما يجري في المنطقة والعالم، وكان يقول لي دائماً: “أن أميركا تقود العالم إلى الخراب.. ولا توجد قوة جاهزة في العالم لردعها”
ذهب محمد الماغوط وبقي كلامه.. ومن وحي هذا الكلام أستطيع أن أتخيل هذا الحوار:
س: ما هو البلاء الأعظم للبشرية؟
ج- تجار الأسلحة… ومن معهم
س: من معهم؟
ج- أحزاب وساسة وحكام ومناجم ومسوقون وفتن ومهربون وثورات ومهرجانات وطوائف كلها تعمل لصالح تجار الأسلحة ومنذ بدء الملكية الخاصة وحتى الآن.
س: ما انعكاسات ذلك على ما يجري في بلادنا؟
ج- ما يجري في بلادنا هو معركة حامية الوطيس بين الناس العزل وبين سماسرة الأسلحة وسماسرة البندورة وسماسرة الأراضي وكل خدم النظام الرأسمالي.
س: والمعارضة المسلحة؟
ج- طالما هي مسلحة فهي في خدمة تجار الأسلحة في النهاية.
س: ما مستقبل الصراع في سورية؟
ج- صراع
س: ما دور المثقفين في هذا الصراع؟
ج- مثل دور من ينقل الماء بالمصفاة.
س: ما مستقبل سورية؟
مستقبل سوريا مزيد من الخدمات الطبية والمساعدات الغذائية والأحذية البلاستيكية ودورات المياه البلاستيكية المتنقلة.
س: والحكام؟
ج- يتقاضون ثمن دماء شعوبهم بالعملة الصعبة وتشحن إلى بنما.
س: والمعارضات في كافة الدول؟
ج- يهدونها أسلحة لتتقاتل مع بعضها.
س: كيف يمكن القضاء على تجار الأسلحة؟
ج- بعدم استخدام الأسلحة.
س: والحدود؟
ج- يعاد بناء الحدود، وكلفة البناء من البنك الدولي بفوائد وإزالة الأنقاض تقوم بها الشعوب بأيام وطنية.
س: ما هو رأيك بالموت؟
ج- الموت ليس هو الخسارة الكبرى .. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء.
س: رأيك بالهيئة العليا للمفاوضات؟
ج- الكل متفقون على بيع كل شيء ولكنهم مختلفون على الأسعار!
س: يتهمك البعض أنك نسيت هموم الوطن؟
ج- هل أبكي بدموع فوسفورية حتى يعرف شعبي كم أتألم من أجله؟
س: يقولون إن الحرية فوضى؟
ج- لو كانت الحرية ثلجاً لنمت في العراء.
س: كيف ترى دمشق؟
ج- مدينتي محجبة، ولكن بالياسمين..
س: كيف ترى التدخل الأجنبي في سورية؟
ج- على كل جندي أجنبي يجب أن لا يعود براً أو جواً أو بحراً إلى بلاده سليماً معافى إلا إذا كان مهاجراً مغلوباً على أمره.
س: رأيك بالسلام العربي؟
ج- عندما يلوح العربي بغصن زيتون فإنه يلوح به كمقلاع .
س: ماذا قدمت للوطن؟
ج- الوطن يئن ويبكي على مدار الساعة، وأنا كالأم الحائرة لا تعرف سوى أن تصلي، وتضمه إلى صدرها، وتستعجل قدوم الصباح.
س: ما هو رأيك بالثورة؟
ج- لم أستطع تدريب إنسان عربي واحد على صعود الباص من الخلف والنزول من الأمام فكيف بتدريبه على الثورة.”
س: كيف ترى أطراف الصراع في سورية؟
ج- “اتفَقوا…… على توحيد الله و تقسيم الأوطان…!”
س: رأيك بما يجري في العالم؟
ج- “كل طبخة سياسية في المنطقة أميركا تعدها وروسيا توقد تحتها وأوروبا تبردها وإسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون.”*
__________________