في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء لجنتي الخارجية والدفاع في مجلسي الشيوخ والنواب: شخصيات سورية تطالب بإزاحة بيدرسون عن الملف السوري

سوريتنا-خاص:

طالبت شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية سورية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإزاحة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون عن الملف السوري.
جاء ذلك في رسالة للسيد غوتيريش وصلت نسخة منها باللغتين العربية والإنكليزية إلى موقع “سوريتنا”، وقعها أكثر من مائة شخصية سورية من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والبلدان العربية ودول الجوار السوري، انضم إليهم بهذا المطالبة شخصيات من مخيمات الشمال السوري، وذلك في خطوة أولى تضافرت فيها جهود الجميع وتكاملت، مما يعتبر بارقة أمل للخلاص من نظام الاستبداد المجرم حسب تعبير الموقعين على الرسالة..
وأشار الموقعون في رسالتهم التي وجهوها إضافة للأمين العام للأمم المتحدة إلى أعضاء لجنتي الخارجية والدفاع في الكونغرس الأميركي ( مجلسي الشيوخ والنواب )، إلى أن أطفال سورية فقدوا كل حلم بحياة أفضل جراء عجز العالم بأسره عن حمايتهم من وحشية نظام الأسد وحليفيه الإيراني والروسي، الذي يواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب من دون أي عقاب”.

ووجه الموقعون في رسالتهم اللوم للمنظمة الدولية التي لم تلتزم بميثاقها ولا بالقانون الدولي، بل باتت تستخدم كـ “غطاء سياسي” لجرائم الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس بحق السوريين حسب تعبيرهم.

وطالبوا المبعوث الخاص إلى سورية غير بيدرسون، بالاستقالة من منصبه، كونه أثبت فشله في مهامه، إذ كان من المفترض به أن يترأس الجهود الأممية الساعية لتسهيل التوصل إلى حل سياسي شامل ومعقول، يلبي متطلبات وطموحات الشعب السوري، إلا أنه فشل في إيجاد آليات لتحقيق بيان جنيف1 المدعوم بقرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي وهما 2118 و 2254 الصادرين في عام 2015، وأثبت بذلك عدم حياديته وغدا شخصا غير مناسب لإكمال مهمته حسب تعبيرهم.

واتهم الموقعون المبعوث الخاص بأنه لم يتسم بالشفافية مع الشعب السوري حول عدم تحقيقه لأي نجاح في إلزام نظام الأسد باتباع خريطة طريق ضمن إطار زمني معين بموجب المادة رقم 4 من قرار مجلس الأمن رقم 2254.

كما لم يستطع فرض المواد 12، 13، و14 من قرار مجلس الأمن رقم 2254 التي تدعو لإطلاق سراح  المعتقلين السياسيين الذين ما يزالون يتعرضون للتعذيب والقتل على يد نظام الأسد.

كما إنه لم يكشف عن رفض وفد نظام الأسد للالتزام بالبروتوكول، وبالتالي كان عليه أن يستبعد هذا النظام بشكل كامل من ما يسمى باللجنة الدستورية، ولم يفعل ذلك، إضافة إلى أنه لم يبادر للقيام بتجميد عمل اللجنة الدستورية خلال عمليات قصف نظام الأسد وحليفه الروسي للمدنيين، ولم يتخذ موقف جاد يشير إلى أن استئناف جلسات الدستورية مشروط بوقف إطلاق النار.

واختتم الموقعون رسالتهم بالتحذير من مغبة مواصلة بيدرسون إخفاء عدم حدوث أي تطور قد يعطي انطباعاً، وبشكل غير مقصود، بأن العملية السياسية ما تزال جارية. وبذلك فقد مصداقيته في أعين السوريين وتحول إلى شخص غير كفؤ لاستكمال هذه المهمة التي أنيطت به.

وفيما يلي نص الرسالة كما وردتنا :

معالي السيد أنطونيو غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة

نحن سوريون في الشتات وفي مخيمات اللجوء والنزوح: 

نود أن نهدي إليكم أجمل تحياتنا وأمنياتنا الطيبة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، ونبين لكم الآتي: 

  1. يقبع ملايين الأطفال والبالغين السوريين في مخيمات النزوح واللجوء في سوريا ودول الجوار في البرد والصقيع في أعياد الميلاد المجيد في ظل عدم الاستجابة الكافية من مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة في حمايتهم وتأمين الرعاية لهم. 
  2. إن هؤلاء الأطفال لا أحلام لهم ولا أمل يراودهم في مستقبل أفضل وهم يرون العالم أجمع يقف عاجزا أمام حمايتهم من بطش وقصف النظام الاستبدادي المجرم في دمشق وحليفيه الروسي والإيراني الذين ارتكبا مع نظام بشار الأسد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن تجاوزها أو غفرانها من دون محاسبة جادة ومسؤولة. 
  3. إن الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة -التي لم تنهض بحماية مبادئها وقيمها وقوانينها ولم توفر الفعالية اللازمة لمبدأ المسؤولية عن الحماية الذي أقرته عام 2005 – باتت للأسف تشكل غطاء لاستمرار نظام بشار الأسد و روسيا وإيران في ارتكاب جرائمهم. 
  4. إن تفويض وولاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تلزمه بالبحث عن آليات تنفيذ بيان جنيف لعام 2012 المؤيد بقرار مجلس الأمن رقم 2118 وبالقرار رقم 2254 لعام 2015، لكن وللأسف نجد أن السيد غير بيدرسون قد تجاوز حدود ولايته وتفويضه وذلك بتحوله لأشبه بمبعوث روسي يقوم فقط بتيسير أعمال اللجنة الدستورية التي انبثقت عن مؤتمر سوتشي الذي دعت له ورعته روسيا الاتحادية بهدف تعطيل مسار الحل السياسي الدولي كما نص عليه بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة.
  5. لقد فشل السيد بيدرسون في توفير الحد الأدنى من الشفافية المطلوبة في مهمته كما أنه لم يستطع تحقيق أي نجاح في إلزام النظام بالسير وفق خطة عمل ذات إطار زمني واضح كما نصت عليه الفقرة 4 من ال قرار2254، ولم يستطع إلزام النظام بتطبيق الفقرات 12 و13 و14 من القرار 2254 والتي تنص على ضرورة الإفراج عن المعتقلين الذين يعانون العذاب والألم والموت على يد نظام بشار وميليشيات إيران.
  6.  لقد تحولت مسيرة الحل السياسي تحت إدارة السيد بيدرسون إلى مجرد اجتماعات استعراضية تتم على فترات متقطعة، من دون احترام لقواعد الاجتماعات التي لا يعترف النظام أصلا أنه يشارك بها، بل يكتفي بالقول أن الوفد الذي يرسله لهذه الاجتماعات مدعوم من قبله ولا يمثله، وهذا يعني من الناحية العملية أن المسار السياسي متوقف إذ لا وجود لعملية تفاوضية ولا لوفود تتفاوض ضمن جدول أعمال وإطار زمني محددين، ورغم هذه الحقيقية يساهم السيد بيدرسون بالتضليل الذي يمارسه النظام عبر التغطية على هذه الحقائق البسيطة والادعاء أن هناك مسارا سياسيا نشطا. 
  7. نود أن نذكر أن قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 قد نص في فقرته الحادية والعشرين على اتخاذ إجراءات بناء على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال  خرق النظام لأي بند من بنود هذا القرار، وعلى الرغم من ارتكاب النظام لعشرات الخروقات لهذا القرار ولا سيما تكرار استخدامه السلاح الكيماوي وتعطيله للحل السياسي وفق بيان جنيف اللحق الثاني في هذا القرار، فإن السيد بيدرسون بتصريحاته المضللة ما زال يوحي بأن العملية مستمرة وذلك لتجنيب النظام تبعات تعطيل منظومة الحل السياسي ولهذا فإنه يفقد صفة الحياد اللازمة ويغدو شخصا غير مناسب لإكمال مهمته.   
  8. لقد استطاع النظام وروسيا وإيران إضاعة بوصلة الحل السياسي عبر أعمال اللجنة الدستورية التي ما تزال وبعد عامين من تشكيلها تناقش أساسيات عملها، الأمر الذي يثبت أن تشكيلها وآليات عملها وُجدت لاستهلاك الوقت وتعطيل آليات الحل لاستكمال النظام وحليفيه الروسي والإيراني للحل العسكري الذي قرروه منذ بداية اندلاع الثورة السورية وما يزالون يسيرون في نهجه، وإن عدم اتخاذ موقف فعال من قبل المبعوث الدولي الخاص بتحديد جهة التعطيل وتحميل المسؤولية لها يجعل منه متواطئا في خطة عمل النظام وروسيا وإيران، أيا كانت نواياه -تجاه الحل في سورية- طيبة. 
  9. لقد آن الأوان لتظهر الأمم المتحدة عزمها و تصميمها على الوقوف مع أطفال سورية ومع الشعب السوري ولتظهر لهم وللأجيال القادمة ولكافة شعوب العالم أنها أمينة على مبادئها وعلى القانون الدولي ومنظومة العلاقات الدولية، وأنها لن تعمل لتأمين أي غطاء للمجرمين والقتلة يستطيعون من خلاله الإفلات من تحمل المسؤولية السياسية والتبعات القانونية عن جرائمهم المستمرة. 

مع كل الاحترام والتقدير

الموقعون:  “

وفيما يلي نسخة بالنص الإنكليزي مع أسماء الموقعين… نص PDF

https://drive.google.com/file/d/1Uny12l4fSbo8IHTFqjYfAk42ksJs7AIo/view?usp=drivesdk

تجدر الإشارة إلى أن الرسالة نشرت بالنصين العربي والإنكليزي على موقع البيت الأبيض بالعربي

شاهد أيضاً

الليلة الليلاء على غزة المحاصرة

بعد قصف كثيف مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة طيلة أسابيع ثلاث، كثفت هذه القوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *