بأدق التفاصيل..قرار تعسفي وجائر تتخذه مستشفى تركي بمارع بحق الدكتور عثمان حجاوي

سوريتنا-خاص:
في خطوة تعسفية وخلفية انتقامية إن لم نقل لأسباب غير مفهومة ولا نريد التعمق في دوافعها، كي لا نثير النعرات ونخلق الحساسية، أنهت إدارة مستشفى مارع التابعة لوزارة الصحة التركية أمس الأول الجمعة 6 / 8 / 2021، عقد طبيب القلبية السوري عثمان حجاوي وفصله، بسبب تلفيقات واتهامات ومزاعم، بعد عمل له استمر لأكثر من أربع سنوات.
وفي التفاصيل: أبلغت إدارة مستشفى مارع بريف حلب الشمالي البروفيسور عثمان حجاوي طبيب أختصاصي أمراض قلبية والحاصل على البورد الأوروبي والكود العالمي لجراحة القلب، بإنهاء عقده إعتباراً من 6 / 8 / 2021، والاستغناء عن خدماته..
ومتابعة لحيثيات هذا القرار والوقوف على أسبابه ومسوغاته ودوافعه، تواصل موقع “سوريتنا” مع مصادر خاصة بموقعنا، والتي تمنت علينا عدم ذكر الأسماء لأسباب أمنية في الشمال السوري، وتوصلنا بداية إلى التالي: أخذت إدارة مستشفى مارع ورئيس الأطباء التركي، قراراً تعسفياً مفاجئاً وجائراً ينص على فصل الدكتور عثمان حجاوي من عمله في المستشفى، وزاد على ذلك منعه من ممارسة عمله الطبي في جميع “المناطق المحررة”، وذلك على خلفية وقوفه إلى جانب الطبيب رافل العلوان الذي تعرض للإهانة من قبل ممرض تركي ويدعى علي رضا، الذي يعمل في المستشفى نفسها، حيث كان له سابقة في توجيه الإساءات لكامل الكادر الطبي .

الشكوى المقدمة من الدكتور رافل علوان بحق الممرض التركي

ويحمل قرار الفصل توقيع رئيس الأطباء التركي في المستشفى Erol Tekçe وهو مدير المستشفى في الوقت ذاته وكذلك توقيع المدير الإداري، في حين أمتنع نائبه الدكتور عبد الرحمن رئيس الأطباء السوري حسب المصدر التوقيع على القرار المذكور، لعدم اقتناعه بحيثيات القرار من أساسه، والذي تضمن أيضاً منع الدكتور حجاوي من مزاولة العمل في عموم المستشفيات الموجودة في المنطقة سواءً التركية أو المدعومة من قبل المنظمات الإنسانية، علماً أنه قدم عرضاً لمواصلة العمل في المستشفى المذكور الذي فصل منه، بشكل مجاني إن تطلب الأمر، في سبيل تقديم الخدمات الطبية للناس.

نص قرار الفصل والذي يغيب عنه توقيع د. عبد الرحمن حافظ


وأضاف المصدر في حديثه لـ”سوريتنا” يعرف الدكتور حجاوي بمواقفه ومشاركاته الثورية في عموم المناطق المحررة، ودوره البارز في تقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها، ومواقفه الصلبة إلى جانب أصحاب الحق، دون استثناء. ويبدو أن الموضوع تحول إلى مسألة انتقام شخصي، فيكف لجهات أو شخصيات تقوم باتخاذ هكذا قرارات..

طبيب القلبية الدكتور عثمان حجاوي

وفي إطار الوصول للحقيقة بدقة أكثر تواصلنا مع الدكتور عثمان حجاوي، الذي تفضل مشكوراً وأطلعنا على تفاصيل ما جرى يومي الخميس والجمعة الماضيين، إذ بدأ حديثه بالقول: حصل أنني رفضت ما تعرض له زميلي الدكتور رافل علوان يوم الخميس، حيث تلقى سيل من الشتائم والسباب من قبل ممرض تركي لا يتجاوز عمره الـ25 سنة، لسبب تافه لا يستحق كل ما وجه للدكتور علوان، إلا أن الممرض المذكور وبدل من أن يعتذر للدكتور رافل، بالعكس أصر على أن يعتذر الدكتور منه، وهو الموقف والتصرف الذي رفضناه بالمطلق، لأفاجأ يوم الجمعة أنني مطلوب من قبل إدارة المستشفى، وحين مراجعتي لها، إبلغت بقرار الفصل بذرائع ومزاعم غير صحيحة بالمطلق، كل ما في الأمر أرادوا الانتقام مني، ووجهوا لي تهم باطلة، منها أنني وصفت الوجود التركي بالاحتلال، وأسباب أخرى واهية وغير منطقية وغير صحيحة .وعند سؤاله من قبل موقع “سوريتنا” عن عدم وجود توقيع نائب مدير المستشفى على قرار الفصل، قال : ” درجت العادة أن يوقع الدكتور عبد الرحمن حافظ في المكان المخصص له، بحكم كونه نائب المدير على جميع القرارات إلى جانب مدير المستشفى، إلا أنه لم يوقع لعدم قناعته بهذا القرار ورفضه له أساساً”، مضيفاً أن المشكلة في القرار، أنه لم يكتف، بمنعي من العمل وتقديم الخدمات الطبية للناس المحتاجة في المستشفى فقط، بل في عموم المناطق المحررة، في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة التركية، وحتى تلك التابعة للمنظمات الإنسانية..
إلى ذلك أشار الدكتور حجاوي إلى أنه ورغم قرار الفصل، عرضتُ على إدارة المستشفى أن أعمل مجاناً على الأقل لمدة يومين في المستشفى لتقديم الخدمات نظراً لحاجة الناس إلى مجال تخصصي، إلا أنها رفضت..
ونوه الدكتور حجاوي إلى الاجتماع الذي جمعه ومجموعة من الأطباء السوريين مع نائب والي كلس، إلا أن ذلك لم يفض إلى أيّ نتيجة تذكر، ناهيك عن الأسلوب الجلف الذي عوملنا به من قبل نائب الوالي الذي لم يحترم حتى فارق السن بيننا كأطباء وعمره..
الجدير ذكره أن الدكتور حجاوي ألتحق بالثورة منذ الأيام الأولى لها، وأصيب في داخل مدينة حلب، عندما تم قصف الطبابة الشرعية، وأعلن عن استشهاده نتيجة إصابته الخطيرة، لكن يبدو أن الأعمار بيد الله، وما حصل له أن قلبه توقف لدقائق، وعاد للعمل، ورغم ذلك لم يفكر بمغادرة البلد وترك الناس المحتاجة له، ولايزال مستمراً بنشاطه.. والذي أزعج الكثيرين أن قامة مثل هذا الدكتور الثوري الشريف أن يتعرض لهكذا موقف بسبب ممرض صدرت منه إساءة بحق طبيب سوري، وهو ما رفضها الدكتور حجاوي، ليأتي هذا القرار المجحف والتعسفي بحقه .

تواصل موقع “سوريتنا” مع الدكتور عبدالرحمن حافظ، رغبة منا مشاركة رأي جميع الأطراف والسماع منه تفاصيل أكثر كونه يمثل إدارة المستشفى، إلا أنه اعتذر.. وأحالنا إلى مدير صحة كلس في تركيا.. طبعا لم نتواصل بحكم عدم إجادتنا للغة التركية وعدم توفر مترجم لدينا…

في غضون ذلك تواصلنا صباح اليوم الأحد مع الدكتور وليد تامر نقيب أطباء حلب الحرة، من أجل معرفة موقف النقابة من القرار الجائر الذي اتخذ بحق الدكتور حجاوي، فأرسل لنا على الفور مشكورا، صورة عن البيان الذي أصدرته النقابة وأدانت فيه هذا الإجراء من قبل إدارة المستشفى، وتمنت التراجع عنه وإعادة الاعتبار إلى الطبيب المفصول..

صورة عن بيان نقابة أطباء حلب الحرة


يضاف إلى ما سبق، وصلت لموقع ” سوريتنا ” معلومات من مصادرنا الخاصة، أن ما تعرض ويتعرض له الكادر الطبي السوري في ما يسمى بالمناطق المحررة في الشمال السوري أكان من قبل ممثلي الجانب التركي أو بعض الفصائل المدعومة من تركيا، ليست المرة الأولى، بل سبق وأن تعرض الكادر الطبي في مستشفيات مدينة الباب بريف حلب الشرقي إلى اعتداءات وصلت لدرجة الضرب والأذى من قبل فصيل الحمزات، من دون أن يتخذ أي إجراء بحقهم …
ليس هذا فحسب، بل تجدرا الإشارة إلى أن مرتب الممرض التركي القادم من داخل تركيا يصل إلى الـ10 آلاف ليرة تركية، فما بالكم بمرتب الطبيب التركي، في حين لايتجاوز مرتب الطبيب السوري الاختصاصي أكثرة من 3500 ليرة تركية فقط، وقد يصل للحد الأدنى له إلى 2000 ليرة تركية …تخيلوا يا رعاكم الله …

شاهد أيضاً

أعْذَرَ مَنْ أَنْذَر.. العبيدات يحذر

موقف المواطن العربي العادي وخاصة السوري من إسرائيل بدأ في التغير بعد ثورات الربيع العربي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *