فراس طلاس في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية: بشار الأسد كذاب ولئيم وعنيد

سوريتنا-خاص :
تناقلت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي متقطفات من المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية، ونشرتها على صفحتها الأولى في عددها الصادر بتاريخ 19 آذار 2021، مع فراس طلاس ابن وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، وقمنا في موقع “سوريتنا” بالتواصل مع رجل الأعمال السيد فراس طلاس، الذي أبدى تعاوناً إيجابياً مشكوراً وزودنا بالأسئلة التي طرحته عليه الصحيفة وكذلك أجوبته عليها كاملة، والتي جاءت صريحة وشفافة تناول فيها بالتفصيل الدقيق شخصية بشار الأسد وطبيعته وما يتسم به من صفات، وذلك بحكم معرفته به منذ الطفولة، من خلال العلاقة العائلية التي ربطتهما ببعض، ومن أولى تلك الصفات أكد السيد طلاس أن أهم ما يميز بشار الأسد أنه كذاب ولئيم وعنيد، هذه الخلطة العجيبة من التكوين الشخصي تنذر بكوارث خطيرة، إذا ما اجتمعت في شخصية رئيس دولة، وهذا ما حصل بالفعل، إلى جانب تفاصيل ترد للمرة الأولى بهذا الوضوح والدقة عن علاقة بشار مع أسرته وأقربائه من والده إلى أشقاءه وخاله محمد مخلوف وأخيراً زوجته، إلى جانب الموقف الذي اتخذه حين اندلاع ثورة الشعب السوري عام 2011، مطالبا بالحرية والكرامة.
كما تطرقت الأسئلة إلى كيفية تعامل عائلة الأسد مع الضباط السنة، والوضع العام في سورية بعد هذه السنوات العشر من عمر الثورة، فيما يلي النص الكامل للمقابلة (حرفياً) :
* من هو بشار الذي تعرفه ؟
** في صغرهِ كان بشار الأسد شخصاً خجولاً، وعنيداً، ولا يحب الظهور أبداً، كما لا يحب أن يكون اجتماعياً، وعندما كبر تحول إلى شخص كاذب جداً، شكاك في كل شيء، ويغير رأيه وفق آخر شخص يزوره، للأسف شخصيته تقييمها لدي سلبي جداً، فهو يعتمد الكذب دوماً، والكذب المبالغ به جداً ،
بإختصار: هو شخص لئيم وعنيد وكاذب، وإذا ما اختلطت هذه الصفات وأنت تتعامل مع رئيس دولة، فأنت تتحدث عن صفات كارثية.
* كيف تحدد علاقته بشقيقه باسل والفوارق بينهما ؟
** علاقته مع شقيقه باسل كانت علاقة خوف دائم، و باسل كان دائما كثيراً ما يرعب بشار،
أما علاقته مع ماهر، فإنه في بداية استلامه للرئاسة، وقبل ذلك بفترة عندما كان يتم تحضيره للرئاسة بعدما اتخذ الأب قراره بإعداد بشار كخليفة له كونه الأبن الأكبر وفق الترتيب بعد وفاة باسل، تمرد ماهر قليلاً، لكنه بقي تمرداً غير علني تبدى من خلال علاقته مع شقيقه بشار وتشكيكه بقدراته، خاصة في دوائره الخاصة، إذ كان ماهر يعتبر أن بشار غير كفوء، فيما كان بشار يعتبر ماهر دموياً ويميل للعنف ( رغم أن السنوات العشر اثبتت أن بشار يستخدم العنف ويتسم بالوحشية أكثر من أي شخص آخر).
* ما هي صفاته حسب تحليلك؟
** كما سبق وقلت، أنه شخص لا يستقر على رأي، بل يغيره باستمرار، و كاذب، وهذه الصفة يعرفها عنه جميع رؤساء الدول الذين تعاملوا معه، و الدوائر المحيطة به تتعامل معه على هذا الأساس، فهو يراوغ كثيرا ويعطي وعوداً كثيرة دون أن ينفذ أي وعد.
* في بداية مسيرته لم يكن يريد أن يكون بديلاً لوالده على الإطلاق ، هل تذكر متى تم تجهيزه وتدريبه ؟
** في بداية مسيرته كان باسل بالنسبة لنا هو المهيأ للقيادة، وماهر للشؤون العسكرية، أما هو سيكون الطبيب الذي سيأخذ منحى مهنياً، إلا أن المسار أختلف بعد وفاة باسل، حيث تم استدعاؤه من بريطانيا، وبدأت عملية تأهيله سياسياً وعسكرياً وأمنياً، وزرع والده هذا الأمر في رأسه وعززه، ومن ثم تدريبه على يد والده، وكذلك من قبل بعض الضباط من الناحيتين الأمنية والعسكرية.
ينبغي أن أشير إلى أن تجهيزه كان قد بدأ خلال الأعوام 1995- 1997، و بدأ منذ عام 1998 يتصرف ويأخذ القرارات كما لو أنه بات الرئيس، لاسيما و أن حافظ الأسد كان في السنتين الأخيرتين من حياته لا يتواجد بشكل مستمر، بل يغييب ويتواجد بشكل متقطع .
* ما رأيك في سلوك الأسد في السنوات الأولى من “الحرب الأهلية”؟
** في بداية أول أسبوعين للثورة ارتبك الأسد كثيراً، وفكر القيام بإصلاح حقيقي، سياسي وأمني ، ولكن جزئي طبعا، إلا أنه بعد أسبوعين من ذلك أتجه في منحى آخر، حيث اتبع أسلوب القبضة الأمنية العسكرية ، ولم يقم بأي إصلاح ، واستعمل معي شخصيا تعبير قاله لي حرفياً : ” فليعد الناس إلى بيوتهم وأقوم حينها بالإصلاح المناسب”، بل حتى أنه كان ضد أي حديث عن الإصلاح ، سواء السياسي أو الأمني أو تخفيف الاستبداد أو الفساد، وبقي مصراً على أنه لا يوجد هناك فساد في البلد، وبما أن العائلة تملك البلد وفق منظوره، فكل ما يسمى فساد هو من حقها، وهذه الجملة كان يستعملها مع المقربين منه دائماً .
وبعد الأشهر الأولى أصبحت لديه قناعة كاملة أنه لا يهم أن دمر البلد (سورية) كلها، فالمهم لديه أن يبقى في الحكم .
* كيف تعامل عائلة الأسد الضباط السنة؟
** عائلة الأسد لا يهمها الضباط كانوا سنة أم علويين، بل ما يهمها هو أن يكون الضباط أسديين يدينون بالولاء المطلق والتام للعائلة، خاصة للأسد الأب ومن ثم لأبنه، لكن كون الأسد ينتمي للطائفة العلوية فأن معظم الضباط المحيطين به منذ البداية كانوا من العلويين، لذلك أصبحت الحصة الكبرى من جهازي الجيش والأمن من نصيب الطائفة العلوية.
* ما الذي دفعك لمغادرة سورية؟
** عندما بدأت الثورة في سورية ومع لجوء النظام إلى الحل الأمني والخيار العسكري، فقد كنت منذ أول أسبوعين على الأقل ضميرياً إلى جانب الشعب، وبدأت أصرح بذلك، أولاً في الغرف المغلقة، ومن ثم بشكل علني لحد ما، حول الأخطاء التي يرتكبها النظام في اعتماد الحل الأمني والخيار العسكري وسلوكه في تدمير البلد، وبدأ الضغط علي من خلال محاصرة مكتبي، وبيتي، وتقييد تحركاتي، ثم نقل لي بعض الضباط الكبار أن هناك أمراً قد صدر بقتلك ، وعليك مغادرة البلد، فقمت بذلك فعلا ، وبعد خروجي بأشهر قليلة جداً تم الحكم علي بالإعدام، ومصادرة أموالي وممتلكاتي وشركتي في سورية، بالتالي القرار الذي اتخذته منذ عشر سنوات كان قراراً للضمير، وكنت وما أزال على حق فيه حتى هذا اليوم.
* ما رأيك في الوضع الآن في سورية؟
** سورية اليوم تغرق في مستنقع، والأسد جاثم على صدرها، بمساعدة الدول المحيطة للأسف ، أتفهم وجهة نظر إسرائيل في أن ” النظام عدو والشعب عدو”، لذلك لنترك عدوينا يتقاتلان، لكن تداعيات هذا الأمر سيقود إلى فوضى كاملة على حدودها، و لا أراها قادرة على ضبطها في المستقبل القريب ، لذا فإنه يتوجب عليها أن تنظر للأمر من زاوية أخرى ، فأحيانا الأكتفاء بدور المتفرج على التدمير قد يضرك على المدى البعيد.
كان الشعب السوري خلال أعوام 2013 -2014- 2015، لديه انطباع إيجابي تجاه إسرائيل، لكن بسبب الموقف السلبي لها عاد الأنطباع السلبي ليسود عنها، خاصة بعدما اكتشف الشعب السوري أن إسرائيل هي داعم رئيس للأسد، إما بسبب إعجابها بما يفعله وإما بسبب علاقة سرية خفية بينهما.
أي مراقب يعرف أنه في السنوات الأولى للثورة كانت نظرة الشعب السوري لإسرائيل “إيجابية جداً”، وكان من الممكن أحداث إختراق حقيقي للمستقبل، أما الآن فعلى إسرائيل العمل بشكل جدي لتغيير النظرة الجديدة، حيث أصبح الأغلبية يعتقدون أن إسرائيل ومعها إيران هما الداعمان الرئيسيان للأسد، فيما تأتي روسيا بعدهما.
* أحكي لنا بعض القصص النوعية عن بشار وعائلته، قصص لم يتم تداولها بالإعلام ؟
** بشار يسخر من وفاة باسل، ولا يحب أباه، بل يغار بشكل حقيقي من والده، و في أحد الأيام وضعت صورة لوالده على صفحتي وكتبت ” كنتَ رجلاً “، فأرسل لي ضابط أمن كبير ليقول لي ماذا تقصد ؟ هل تقصد أن بشار ليس رجلاً ؟ .
وكان لديه غيرة كبيرة من باسل حتى بعد وفاته ، إذ كان يعتبر أنه يجب أن يكون الأهم لأبيه ، ولكن لم تكن تجد في شوارع سورية كلها صورة له لوحده ، إما مع أبيه ، أو مع أبيه وأخيه ، أو مع أحمدي نجاة أو مع حسن نصر الله ، ولم يحدث أن أصبح له صور بشكل منفرد إلا مؤخراً.
في العودة لما ذكرته في معرض ردي على السؤال الأول أقول : ” كان يكذبُ في اجتماعات الوزراء، وكان يُكذّب الوزراء ، فكان يتصل بهم هاتفياً ليسأل عن موضوع ما، ثم يعطيهم قراراً، ثم لاحقا ينفي في الاجتماعات الكبرى أنه أعطاهم هذا القرار، أنها مشكلة أن تكون وزيراً وتعرف في اجتماع كبير أن الرئيس قد كذب عليك أو كذب على الآخرين ، وهذا يسبب إرباكاً في آلية العمل للدولة.
وكثيراً ما كان يتعاطى مع صغار الضباط في إصلاح بعض الأمور، وكان لديه رهبة دائما من خاله محمد مخلوف، فيما لديه اليوم رهبة كبيرة من زوجته ، يخافها كثيراً ، وينفذ كل ما تريد ، حيث أصبح القرار كلية في يدها.

شاهد أيضاً

عالم إسباني يكشُف لماذا كان الزلزال في تركيا وسورية “مدمرًا” إلى هذا الحدّ

قال خوردي دياز عالم الزلازل في معهد برشلونة لعلوم الأرض التابع للمجلس الأعلى للبحث العلمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *