وجهة نظر: الوطن والمواطنة والدولة الوطنية




 

 

 

 

 

 

الدكتور باسل معرواي 


المواطنة مفهوم مشتق من الوطن(الارض)..وهي منظومة من القيم تكرس معنى المساواة بين المواطنين وتحترم التعددية والتنوع وتلغي جميع الفوارق العرقية ووالطبقية والدينية والاثنية ….وهو ليس شعاراً داخلياً أو مرتبط بمجتمع وأرض بذاتها…بل مفهوما فلسفياً عاماً شاملاً وكاملاً يصلح (كما اثبتت التجارب البشرية) لكل الأمم والشعوب في أي أرض كانت.
وبذلك يكون الوطن هو الضمير الجمعي لأي مجتمع يحرص على حماية المواطن وحقوقه وأيضا حماية الملكية العامة لأن الوطن هو ملك للجميع.
ويرتبط ويتداخل مفهوم الوطنية بالقومية كثيرا.. إلا أن مفهوم الوطنية أوسع وأشمل من مفهوم القومية، حيث ترتبط الوطنية بالأرض بينما ترتبط القومية بروابط الدم والثقافة واللغة …بمعنى أنه يمكن أن تتشارك العيش بسلام عدة قوميات بوطن واحد ويكون لها نفس الحقوق والواجبات..بينما في الدول القومية لن يتحقق ذلك نظرا لنظريات سيادة عرق أو نقائه أو تفوقه على غيره من الأعراق….وترتبط الوطنية بالأرض وتعطيها هويتها ولا تأخذها منها.
وتشترط الوطنية امتلاك مشاعر الحب للوطن والتضحية لأجله والفخر به.
ودولة المواطنة تقوم أساسا على إرادة العيش المشترك بين المواطنين في ظل نظام ديمقراطي يوازن بين الحقوق والواجبات المتساوية لجميع المواطنين دون أدنى تمييز حيث ان فكرة المواطنة بجوهرها قامت على الحرية التي يتمتع بها كل فرد من أفراد المجتمع وكذلك المساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات والعدالة في توزيع الثروة الوطنية بين المواطنين وحفظ الامن والسلام لهم.
ومن واجبات المواطنة مشاركة المواطن(الصالح) في جميع المؤسسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدولة ومساهمته الفاعلة في صنع القرار أولاً…وثانيا : المراقبة والمحاسبة عن طريق المؤسسات الشرعية والقانونية في الدولة أو منظمات المجتمع المدني (غير الحكومية).
وأخيراً…لايمكن أن تتحقق دولة المواطنة والقانون إلا بقيام نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الانسان..وكم نتمنى لدولنا العربية أن يثمر ربيع شعوبها على ذلك وبفترة زمنية لا تطول واختصار ما أمكن التطور الذي شهده تطور مفهوم الدولة الوطنية عبر اكثر من قرنين في اوربة الغربية والولايات المتحدة الأميركية.

شاهد أيضاً

وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا” يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *