إنفجار بيروت يهدد الأمن العالمي


جاء في وكالة “أخبار اليوم”:

كيف يُمكن للبنان، بإمكاناته المتواضعة، أن ينجح بالتحقيق في حدَث يحتاج الى خبرات تقنية وعسكرية دولية، عالية الدقّة؟ وهل باستطاعة الدولة اللّبنانية أن تُحيِّد نفسها عن ضرورة المشاركة الدولية الحتمية في التحقيق بأسباب انفجار مرفأ بيروت، خصوصاً أن الضحايا والجرحى والمفقودين ليسوا لبنانيّين فقط؟

وإذا أضفنا الى كلّ ذلك، المطالب الداخلية الشعبيّة بإجراء تحقيق دولي، خصوصاً أن أي تحقيق لبناني لم يصل مرّة الى خواتيم دقيقة في أي ملف، بالإضافة الى طلَب الحصول على صُوَر عن الانفجار من الأقمار الإصطناعية، نجد أن أفرقاء السلطة في لبنان باتوا في ورطة كبيرة، وذلك مهما كابروا.

وكما كان الهدف من إنشاء المحكمة الخاصّة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو الوصول الى الحقيقة، ووضع حدّ للإغتيالات، فإن تشكيل لجنة تحقيق دولية، وربما محكمة دولية في ما بَعْد، لمحاكمة من يُظهِر التحقيق أنهم تسبّبوا بالكارثة، هو أكثر من ضرورة، وذلك لبناء دولة لبنانية حقيقية من جهة، كما لتحييدها عن صراعات المنطقة التي ترزح عملياً تحت نيرها منذ الستينيات.

النتيجة تحدّد

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن “لا فرق عملياً بين لجنة تحقيق دولية أو محكمة دولية في ما بَعْد، من حيث أنه بحسب نتيجة التحقيق، إما تُحال القضيّة الى المحكمة الجنائية الدولية أو لا. فنتيجة التحقيق هي التي تحدّد المسار”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “لجنة التحقيق الدولية يُصار الى تشكيلها واتّخاذ القرار في شأنها من قِبَل مجلس الأمن الدولي. وبالتالي، هي بحاجة الى قرار من مجلس الأمن حتى نتمكّن من تشكيلها. وهذا الطّلب يُقدَّم إما من قِبَل الحكومة اللّبنانية، أو من جانب أي دولة تكون عضواً من أعضاء مجلس الأمن، باعتبار أن ما حصل يهدّد السّلم والأمن الدولي. وبالتالي، يتوجّب توفُّر شرط أن يكون الحدث الذي يُطالَب بتحقيق دولي في شأنه، يهدّد الأمن والسّلم الدولي”.

ورأى أن “رفض الدولة اللّبنانية للتحقيق الدولي يمكنه أن يستمرّ، وذلك رغم أن انفجار مرفأ بيروت شكّل حدثاً يفوق بحجمه وبتداعياته لبنان. ولكن سبب ذلك يعرفه الجميع، وهو أن الدولة اللّبنانية هي عملياً في يد “حزب الله”، و”الحزب” هو الذي يرفض التحقيق الدولي، لأنه ربما يكشف بعض ما ليس (الحزب) في وارد كشفه اليوم، وما لا هدف لديه من كشفه حالياً أيضاً”.

تحييد لبنان

وشرح المصدر أن “العضو العربي في مجلس الأمن حالياً هي مصر، ويُمكنها تقديم طلب لإجراء تحقيق دولي في لبنان. كما يُمكن لفرنسا أن تقوم بذلك، لكَوْنها هي إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. ولكن أي دولة في مجلس الأمن لها الحق في أن تطلب منه استصدار قرار لتشكيل لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت”.

وحول إمكانية أن تُساعد اليد الدولية بالتحقيق في انفجار المرفأ، في تحييد لبنان عن صراعات المنطقة التي يرزح تحتها منذ الستينيات، في ما لو أن أسباب الإنفجار تعود الى نشاط عسكري، أجاب: “نعم، هذا صحيح بكلّ تأكيد. فالحدث أتى بحجم كارثة، ومن المؤكَّد أن لبنان بات بحاجة الى وضع حدّ نهائي لهذا العَبَث، بموازاة إنهاء الفساد المستشري فيه”.

وختم:”ما هي الضريبة التي دفعها الذين ماتوا في الانفجار؟ وما هو الهدف من موتهم؟ ما حصل مؤسف، وهو يحتاج الى تحرّك سريع يوقف تلك الأعمال في شكل كامل”.

شاهد أيضاً

وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا” يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *