قصص وحنين بين اللبنانيين والمرفأ… هذا ما سلبته منا الجريمة

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

“نسّم علينا الهوى من مفرق الوادي، يا هوا دخل الهوى خدني على بلادي”… أغنية رافقت اللبنانيّين دائماً في صباحاتهم لكنّها تعود اليوم لتحيي بهم ذاكرة وطن جميل ومعلم بات حطاماً، مستعيدين السيّدة فيروز في فيلم “بنت الحارس” التي غنّتها في مرفأ بيروت في العالم ١٩٦٧ بين البحارة والصيّادين.

فلمرفأ بيروت أو ميناء بيروت مساحة من حنين اللبنانيّين الذين تربطهم “نوستالجيا” مع ماضي زمن لبنان الجميل وبيروت الازدهار والنهضة، ويوم كان المرفأ قديماً يلعب دور المطار ومحطة وداع العائلات لأبنائها او استقبالها لهم عائدين من الاغتراب.
فمرفأ بيروت فيه الكثير من حزن وفرح اللبنانيّين، وقد غنّى له وديع الصافي:
“يا صخرة المينا لا تشمتي فينا، ياما على عتابك وقفو حبايبنا، وقفو أهالينا.
لميل البحر ثلثك صار ذايب، عليكي كثر ما وقفو حبايب، يا هل ترى بيعود ماضينا يا صخرة المينا؟”.
ما خسرناه بدمار المرفأ، ليس فقط محطة استيراد وتصدير، إنّما لؤلؤة هذا الشرق التي كانت سبب نهضة بيروت وعمرانها، ولؤلؤة لبنان الكبير الذي سيحتفل بمئويته الأولى بعد أيام.
خسارة المرفأ هي خسارة لجزء من دور لبنان التاريخي كصلة بين الشرق والغرب، من خلال الترانزيت الذي امتاز به منذ زمن، تماماً كما حصل ابان الحرب الأهلية اللبنانية التي أفقدت لبنان هذا الدور ايضا لصالح موانئ اقليمية لم يكن لها أي دور بوجود مرفأ بيروت.

فما خسرناه عبّر عنه خير تعبير الكاتب سمير عطالله الذي قال في حديث لإذاعة “الشرق” مع الاعلامي يقظان التقي: “كل عمرها بيروت مرتبطة بالمينا، انا لما غادرتها بالحرب كتبت اول رواية لي “مسافر بلا ميناء”، الرحالة الفرنسيون والاوروبيون، كبار الكتاب، كبار الشعراء، الادباء: شاتوبريان، لامارتين، كبار المفكرين وصفوا موقعها من خلال الميناء، على البحر، حجمها اكبر من عمرها، ما ساعها، لذلك الميناء في بيروت يعتبر امتدادا للبحر، مثل كل مرة زارها نزار قباني وادونيس ومحمود درويش، في حدا لم يقرأ عن ميناء بيروت من الشعراء العرب والفرنسيين، من الفنانيين التشكيليين الكبار والمصورين التاريخيين. أشك. هذا الميناء هو كل بيروت، بيروت تعمرّت حول الميناء، استدعاها الميناء، فيه كل أسس المدينة واصواتها وصورها، وما حدا توقع كل هذه الفظاعة والجريمة بحقه وبحق هذا الجمال الهائل”.

نعم هذا ما فقدناه بخسارة المرفأ… كم هي كبيرة خسارتنا…

الصورة: أقارب وعائلة لبنانيّة من بلدة بكيفا – راشيا الوادي تستقبل أحد أبنائها في “بور بيروت” في الستينات، والفيديو من فيلم “بنت الحارس”

المصدر : موقع ” MTV” اللبناني

شاهد أيضاً

وجهة نظر..ما هي احتمالات الحرب في سورية؟

كتب العميد الركن أحمد بري لـ”سوريتنا” يستدل المراقب لما يجري على الساحة السورية من شمالها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *