سيناريو “قيصر” في 17 حزيران الجاري: لبنان وسورية في الزمن الجديد


كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:

قانون قيصر لن يرحم، لا في سورية ولا في لبنان. سيفتتح القانون الأميركي زمناً جديداً في الدولتين الجارَتين، وسيكون تاريخ 17 حزيران 2020 موعد البداية على أن يمتدّ التطبيق على مدى سنتين.

لا يُفصح مصدرٌ مطّلع على تواصل مع الإدارة الأميركيّة، في حديث لموقع mtv، عن كيفيّة المباشرة في تطبيق القانون خلال أقلّ من أسبوع من الآن، وذلك “لئلاّ نكشف الستار قبل أيّام عن التدابير والإجراءات الفجائيّة والتدريجيّة التي ستُحاول جهات سياسيّة ورجال أعمال معنيّين، كما على صلة عميقة وقديمة بالدولة السوريّة، القيام بكلّ ما أمكَن للهروب من وطأة العقاب الأميركي”.

بالنسبة الى الأميركيين، فإنّ “ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرتين اللبنانيّة والسوريّة أصبح أمراً عادياً ويدخل ضمن الروتين الذي سيعيشه الشعبان على مدى زمنيّ لا يقلّ عن سنة ونصف، حتّى بلوغ حالة الإعتياد الإقتصادي والمعيشيّ، إلاّ أنّ الإستثنائيّ في القانون سيتمثّل في الضربة الموجعة التي ستتلقّاها كل شركة أو شخصيّة من الداخل عمّقت علاقتها التجاريّة مع الدولة السوريّة، خصوصاً الشخصيّات والمرجعيّات السياسيّة البارزة التي سبق وقدّمت دعماً إن على المستوى الماليّ أو اللوجستيّ أو العسكري للسلطات السوريّة وأجهزتها”.
“ما يربط الرئيس السوري و”حزب الله” مشروع استراتيجي واحد تعزَّز منذ 10 سنوات حتّى اليوم، وهذا الترابط سيُدفع لبنان الثمن”، يقول المصدر، علماً أنّ سوريا تشكّل المنفذ البرّي الوحيد أمام الدولة اللبنانيّة على الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي سيؤثّر حتماً على العلاقات الإقتصادية التي تربط الدولتين، مع الإشارة إلى أنّ إجمالي نشاط التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 600 مليون دولار بينها 92 مليون دولار للإستيراد و229 مليون للتصدير، بينما يصل إجمالي الإستيراد في التجارة الخاصة إلى 92 مليون والتصدير إلى 200 مليون.
وفي حين تشخص الأنظار نحو الإنعكاساتٍ المصرفيّة ضمن إجراءات “قيصر”، يتركّز النظر باتّجاه قطاع الكهرباء اللبنانيّ المُرتبط باستجرار الطاقة من مؤسسة الكهرباء السوريّة، خصوصاً أنّ قيمة الطاقة الكهربائية المُستوردة من سورية تتجاوز الـ 80 مليون دولار أميركي سنوياً عبر شبكَتي ربط، الأولى بين محطة طرطوس السورية ومحطة دير نبوح بقدرة 120 ميغاواط، والثانية بين محطة ديماس السورية ومحطة عنجر بقدرة 80 ميغاواط.

والجدير بالذكر أنّ الدفع كهربائياً يتمّ بالدولار الأميركي، وبمبالغ ضخمة، وهو الأمر الذي يدرس القيّمون على التطبيق وقفه، لأنّه يُشكّل دعماً للسلطة السوريّة، على ألاّ يتسبّب ذلك بانقطاع إضافيّ في الكهرباء على الشعب اللبناني.

تتجنّب الأوساط ذكر أيّ تفصيل أو إسم كي تبقى العمليّة مُحكَمة ومضبوطة من دون أيّ تسريب أو إعلان ينعكس سلباً على التطبيق… 6 أيّام فقط ستبدأ تباعاً بالإفصاح عن “الزمن الجديد” الذي ينتظر مصير البلدين.

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *