من حكايات “سوريتنا”..المعاناة ترافقهم إينما حلو، حتى في بيوتهم..!!

 


بعد عودتهم الأخيرة إلى قراهم في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، بدأت تتفاقم معاناة العائدين إلى بعض قرى سهل الغاب مثل قرى قسطون والعنكاوي وزيزون، حيث تفتقر هذه القرى لأبسط مقومات الحياة، وتعتبر شبه معدومة من تواجد أفران الخبز ومحطات المياه والصرف الصحي والمنشآت الطبية والأسواق وغيرها، ومع قدوم شهر رمضان المبارك لهذا العام 2020، باتت هذه العائلات المتواجدة في منطقة سهل الغاب تعاني من صعوبة بالغة في تأمين مستلزماتها بشكل عام


الحاج مصطفى الممدوح، والبالغ من العمر 58 عاماً، عاد مؤخراً إلى قريته قسطون بعد رحلة نزوح طويلة أمضاها في مخيمات الشمال السوري، وفي شهادته لموقع” سوريتنا” يتحدث الممدوح عن معاناته ومعاناة العديد من العائلات في القرية، قائلاً: منذ عودتنا إلى القرية منذ قرابة الشهر ونصف ونحن نعيش ظروف قاسية جداً، ومن بين أكثر ما يؤرق راحة العديد من العائلات حالياً هو عدم وجود أفران الخبز أو مياه الشرب أو حتى منشئة طبية أو مدارس، كما أن جانب النظافة والصرف الصحي معدمان بشكل كامل


ويضيف الممدوح قائلاً: قرابة العام من النزوح قضيناه في مخيمات الشمال السوري متنقلاً برفقة عائلتي من مخيم لآخر، فقررنا العودة بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لنتمكن من زراعة أراضينا الزراعية وجني محصولها الذي لا نملك غيره من أجل سد احتياجات عائلاتنا، إلا أننا أتينا نحو معاناة من شكل مختلف، الدمار في كل مكان وغلاء كبير في الأسعار بسبب قلة السلع والمواد التي يجلبها البعض إلى هذه المنطقة لبيعها، فنجبر على قطع مسافات طويلة باتجاه منطقة جسر الشغور أو دركوش لشراء المستلزمات


ويختم الممدوح شهادته قائلاً: ومع قدوم شهر رمضان المبارك تزداد المتطلبات وتتفاقم المعاناة دون وجود حلول معينة لإعادة بث الحياة في هذه القرى من منطقة سهل الغاب والتي شهدت مؤخراً عودة لعشرات العائلات، نناشد جميع الجهات المعنية من منظمات إنسانية ومؤسسات مدنية وعلى رأسها مؤسسة الدفاع المدني، للمساهمة في إيصال المساعدات العاجلة لهذه العائلات والعمل على تحسين الواقع المعيشي في القرى الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة في منطقة سهل الغاب

والجدير بالذكر أن منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي قد نزح منها سكان معظم القرى في حركة نزوح تعتبر هي الأكبر، بعد اشتداد وتيرة المعارك بين كل من قوات النظام والميليشيات المساندة له من جهة، ومن جهة أخرى فصائل المعارضة المسلحة، وانتهت تلك المعارك بسيطرة ميليشيا الأسد وميليشياته تحت غطاء جوي روسي مكثف حتى وصلت ميليشيا الأسد إلى قرية القاهرة في الجزء الشمالي من منطقة سهل الغاب


وتعتبر منطقة سهل الغاب من المناطق الزراعية بامتياز وذات أهمية بالغة فهي كانت تعتبر خزان غذائي للشمال السوري بسبب وجود مساحات زراعية شاسعة فيه، وكانت تتقاسم كل من فصائل المعارضة وقوات النظام السيطرة على المنطقة قبل بدء العمليات العسكرية البرية من قبل قوات النظام في شهر نيسان/ أبريل من العام الفائت 2019، حيث كانت تقع تحت سيطرة نظام الأسد الكثير من قرى الجزء الغربي من سهل الغاب مثل قرى الرصيف والجيد وشطحة وجورين وغيرها، فيما كانت فصائل المعارضة تسيطر على الكثير من القرى من السهل، من بلدة قلعة المضيق جنوباً إلى أطراف جسر الشغور غربي إدلب

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *