كرسي الرئاسة السوري في سوق البازار الروسي ..كش ملك ” الحلف غير المقدس”..!!

 

معركة الرئاسة السورية التي بدأت !!!

إما أن رأس النظام  بشار الأسد لم يدفع بدل عقود عمل لشركة “فاغنر” للمرتزقة الروس، أو أنه لم يدفع ثمن القمح الذي إشتراه من روسيا.. ليس هناك من سبب ثالث للاكتشاف الروسي المتأخر بأن نظامه فاسد وضعيف، وبلا مستقبل.

معايير السياسة في روسيا ليس لها منطق واضح.

هي تُبنى في الغالب على حسابات الربح والخسارة التي يعتمدها أي دكان صغير، لا أي مؤسسة كبرى، أو دولة عظمى.

لذلك فإن الانطباع الأول الذي تكوّن جراء الحملة الاعلامية الروسية المنظمة على الأسد وأسرته ومحيطه، هو “الابتزاز والضغط ” للحصول على المبالغ المستحقة، التي لم تحدد قيمتها الفعلية، ولم يُذكر ما إذا كانت تشمل صفقات السلاح والذخيرة التي كانت إيران ولا تزال تغطيها.

لا يمكن لأحد أن يتصور أن روسيا، التي زجّت بجيشها ومرتزقتها وسلاحها الجوي والصاروخي في العام 2015 لحماية الأسد ومنعه من السقوط في غضون أسابيع، (حسب التقديرات الروسية والايرانية المعلنة رسميا في ذلك الحين) ، لم تكن تملك تلك المعلومة الراسخة عن أن فساد نظام الأسد هو جزء من تكوينه، وتاليا هو الوجه الآخر لوحشيته.

في تلك الفترة، كانت الفكرة السائدة هي أن إجتماع الفساد السوري مع الفساد الروسي الذي لا يزال يذهل العالم كله، سيؤدي الى حلف مقدس بين جهازين مافويين، يمكن أن يصمد لعقود طويلة، ويساهم في تعزيز قبضة النظامين على البلدين، مع غلبة واضحة للجهاز الروسي الضخم والقوي الذي يمكن ان يبتلع سورية بسهولة فائقة.

لا دليل حتى الآن على أن تلك الحملة الروسية على الأسد وفريقه، تعني فك ذلك الحلف، بل ربما فقط تغيير بعض رموزه وقواعد عمله وإعادة توزيع مهامه وتقييم مصالحه المشتركة.. مستفيداً من تضاؤل الدور الايراني وندرة الاموال التي كانت طهران تضخها في شرايين نظام الأسد، والتي فاقت كل ما دفعته جميع الدول العربية والاجنبية في تدخلاتها السابقة في الحرب السورية.

مقابل عدم التسليم المسبق بان فساد نظام الأسد هو مشكلة روسيا الكبرى وهاجسها الاهم في سورية، لا يمكن إستبعاد فرضية ان موسكو تساوم طهران بشكل غير مباشر على تغطية ديون الأسد المتراكمة، طالما أنها لا تزال تمتلك إحتياطياً نقدياً معقولاً، قدره الأميركيون أخيراً بنحو 110 مليارات دولار، بات النظام الإيرانية يضيق في الإنفاق منها على حلفائه ووكلائه في الخارج ، في ظل أزمته الاقتصادية الخانقة التي تفاقمت جراء غزو فيروس كورونا القاتل.

في سياق الحملة الروسية الراهنة على نظام الأسد ورد تفصيل مثير، وهو إستطلاع الرأي الذي أجراه معهد روسي رسمي مقرب من الكرملين، وأفادت نتائجه أن 23 بالمئة من السوريين فقط يؤيدون إعادة ترشيح الأسد في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

هنا أيضاً لا يبدو أن الروس يكشفون سراً دفيناً، يعرفه العالم أجمع، ولم يعد ينكره حتى أشد الموالين للأسد الذين يفقدون ثقته به يوماً بعد يوم.. وهم في الواقع أولئك الذين شملهم وحدهم الاستطلاع وجاهروا بموقفهم من النظام، من دون ان يميلوا طبعا الى المعارضة السورية، التي يدرك العالم أجمع أيضاً أنها لم تعد قادرة على نيل نسبة الـ 23 بالمئة! ( المعارضة كمؤسسات  بما يسمى ائتلاف وهيئة تفاوض وحكومة مؤقتة وما شابه، لن تحظى حتى بنسة أقل من 5% – موقع سوريتنا ) .

في هذا التفصيل، يبدو أن الكرملين حسم أمره، وتخطى فكرة “الابتزاز”، أو ربما إرتقى بها الى مستويات أوسع وأشمل وأبعد من حدود سورية..بناء على واحدة من أهم مفارقات التدخل الروسي في سورية أن موقف القيادة الروسية من الأسد شخصيا، تدرج من عدم الثقة الى عدم التقدير إلى عدم الاحترام وصولاً إلى الازدراء المعبر عنه أخيراً بطريقة لم يسبق لها مثيل.
ومن الوقائع المعروفة لذلك التدخل الذي لقي تأييداً بل ترحيباً عربياً ودولياً أن موسكو حاولت منذ اليوم الأول المساومة على الأسد، لكن أحداً من العرب والأميركيين والاوروبيين لم يبد إهتماماً.

لكنها أوحت أكثر من مرة لجميع هؤلاء أن الأسد لن يكون بالضرورة مرشحها لولاية رئاسية جديدة، بل ربما لن يرشح نفسه للمعركة المقبلة المقررة العام 2021.
لعل هذا هو جوهر ما تقوله الحملة الروسية، التي تطلب من الأسد صراحة أن يستعد من الآن لترك الرئاسة العام المقبل، وتدعو الآخرين الى التفاوض على إسم الرئيس السوري المقبل.

ساطع نور الدين
المدن: 20 / 4 / 2020
ملاحظة : العنوان ومتن المادة منشورة بتصرف ….

شاهد أيضاً

لعنة الانقسام وأثرها في انسداد شرايين الثورة

المحامي عبد الله السلطان محامي وكاتب سوري حالة التفكك السورية إلى أين؟ متى نودع حالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *