حكاية جديدة من حكايات موقع “سوريتنا”..قصة نزوح مؤلمة تعيشها المحمد مع أطفالها الـ 5 بريف إدلب الشمالي بعد اعتقال زوجها منذ سبع سنوات

ة

في منزل صغير غير مكتمل البناء، حطت السيدة خالدية المحمد، رحالها في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، بعد أن وصلت من قريتها سرجة في ريف إدلب الجنوبي، نازحة بسبب كثافة القصف الذي تعرضت له القرية والقرى المحيطة، تعاني السيدة خالدية أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل غلاء إيجار المنزل والفقر الشديد الذي تعاني منه، وإعالتها لأسرتها منذ اعتقال زوجها قبل 7 سنوات

تروي السيدة المحمد في شهادتها لموقع”سوريتنا” تفاصيل معاناتها قائلة: اسمي خالدية المحمد من قرية سرجة الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، لدي أسرة مكونة من 5 أفراد، أصغرهم يبلغ من العمر 9 سنوات، قامت قوات النظام باعتقال زوجي أثناء ذهابة لمدينة حماة بهدف التجارة، وذلك في العام 2012، ليترك لي خلفه أسرة تحتاج لإعالة والكثير من التكاليف والأعباء، كان يعمل في مهنة تخزين الخضار والفواكه وبيعها، وكانت أحوالنا المادية جيدة نوعاً ما، ولكن بعد اعتقاله تدهورت الأوضاع وأصبحت لا أعلم كيف أتدبر احتياجات الأسرة

وأضافت المحمد قائلة: منذ تاريخ اعتقاله لا نعلم عنه أي شيء ولم تصلنا أخبار عنه أبداً، ومنذ تلك الأثناء وأنا أحاول التأقلم مع وضعي المعيشي وبدأت أكمل عمل زوجي بمساعدة شقيقي، حتى يتسنى لي تحمل أعباء المعيشة، ومع كل ما حدث من قصف جوي وبري على القرية وخصوصاً في الفترة الأخيرة، فضلت البقاء فيها بسبب أوضاعي المادية المحدودة، ولكن القصف بدأت تتصاعد وتيرته بشكل كبير جداً خلال الأيام التي سبقت تقدم قوات النظام، فقررت الخروج من القرية منذ منتصف الشهر كانون الأول/ديسمبر، خرجنا عبر سيارة أقلتني أنا و5 أطفال، إلى بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، وبعد 3 أيام من البحث عن مأوى عثرت على منزل مؤلف من غرفتين وغير مكتمل البناء، وبإيجار شهري 35 ألف ليرة سورية

وتابعت المحمد حديثها قائلة: أجبرت على القبول به لعدم وجود منازل في البلدة، وعدم توفر مكان آخر نلجأ إليه، وفي ظل البرد الشديد والأمطار الغزيرة، عشرات العائلات نزحت مؤخراً للبلدة، دون أي تلتفت اي منظمة إنسانية لحالنا، أعيش في هذا المنزل ظروف صعبة جداً، من فقر شديد وغلاء في أسعار معظم السلع الغذائية والتموينية، وإلى الآن لم أتمكن من شراء مواد تدفئة وقد شارف فصل الشتاء على الانتهاء، المنزل أيضاً يحتاج للكثير من التجهيزات مثل أبواب ونوافذ وأدوات مطبخ وغيرها، خرجنا تحت وطأة القصف ولم نتمكن من إخراج أي شيء من أغراضنا، توجه إلينا موظفون من مجلس البلدة المحلي، وتم تسجيل الأسماء، لكن إلى الآن لم نتلق أي نوع من أنواع المساعدات، وأحاول الآن إيجاد عمل لابني الكبير الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، ولكن دون فائدة أيضاً، الكثافة السكانية في البلدة ساهمت في عدم وجود فرص عمل، ولا أعلم إلى متى سأستمر على هذا الحال في ظل هذا الوضع، نفتقر لوجود مواد التدفئة، والمواد الغذائية، ومياه الشرب، كما يلزم الكثير من أعمال الصيانة للمنزل، ومع ذلك فلا سبيل أمامي سوى البقاء بسبب صعوبة الحصول على منزل بشكل مجاني، أو حتى وجود خيمة في أحد المخيمات،

وختمت السيدة خالدية المحمد شهادتها لموقع”سوريتنا” قائلة: أناشد المنظمات الإنسانية والجهات المعنية لمساعدتي في تأمين بعض الاحتياجات، والوقوف إلى جانب جميع العائلات التي نزحت خلال الفترة السابقة، كما آمل أن تتوقف آلة القتل والتدمير ونتمكن من العودة إلى منازلنا في أقرب وقت

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *