“البالعة”.. أهله ‫يفترشون الأرض ويلتحفون السماء

ريف إدلب الجنوبي – خاص بالموقع ك


تقع قرية البالعة في ريف إدلب الغربي، وتتبع لمنطقة سهل الروج، هي قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 5 آلاف نسمة، إلا أنها كانت وجهة لعشرات العائلات النازحة من مناطق القصف في ريفي إدلب الجنوبي، وريف حماة الغربي والشمالي، حيث أقام المجلس المحلي في القرية مخيم صغير على أطرافها، لإيواء النازحين، وهو مخيم عشوائي يتواجد فيه قرابة 100 عائلة، معظمهم من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي، يعاني المخيم والذي أطلق عليه اسم مخيم البالعة نسبة لاسم القرية، من ظروف معيشية وخدمية سيئة، في ظل عدم توجه المنظمات الإنسانية إليه، وعجز المجلس المحلي عن تقديم المساعدات، ويحتاج المخيم للعديد من الاحتياجات الضرورية، خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء لهذا العام

وفي شهادته لموقع”سوريتنا” تحدث حيان المحمد، أحد القائمين على المخيم، تحدث عن سوء الأحوال فيه، ومدى استجابة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لتلبية احتياجات النازحين في المخيم، حيث قال: المخيم يقع في منطقة زراعية ترابية، ومع قدوم فصل الشتاء بدأت تزداد المخاوف من غرق المخيم بشكل كامل، المخيم يحتوي على 100 عائلة تقريباً نزحت خلال فترة الأحداث الأخيرة، أكثر ما يواجه النازحون هنا في هذا المخيم هو اهتراء الخيم التي تم تشييدها، ولا بد من تغييرها بشكل فوري، في حين يوجد بعض العائلات لا تزال تفترش الأرض ولا يوجد لديها خيام تحتمي بها

وتابع المحمد حديثه قائلاً: المخيم يعاني ايضاً من غياب الخدمات بشكل كامل، حيث أن الطريق الوحيد الذي يصل المخيم بالخارج هو عبارة عن طريق ترابي غير معبد، ومع هطول الأمطار  اصبح طريق وحلي لا يمكن للسيارات والشاحنات العبور من خلاله، كما أن المخيم يفتقر لوجود دورات مياه ويفتقر ايضاً لوجود مركز صحي قريب منه، بالإضافة لشح المياه، وخصوصاً مياه الشرب، وشح المواد الغذائية والطبية

وأضاف المحمد قائلا: العائلات المتواجدة في المخيم هي عائلات نازحة من قرى وبلدات ريف حماة الغربي مثل منطقة سهل الغاب وجبل شحشبو، وقرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، هذه العائلات خرجت دون أن تتمكن من إخراج أي شيء من ممتلكاتها الشخصية أو أثاث منازلها، وتعيش الآن ضمن خط الفقر، في ظل عدم توفر فرص للعمل في الشمال السوري لآلاف الشباب النازحين، وتعاني العائلات في مخيم البالعة من حالة إنسانية يرثى لها

وختم المحمد حديثه، قائلاً: يعمل المجلس المحلي بضمن إمكانيات متواضعة ويقدم لنا ما تيسر له من مياه للشرب وبعض المواد الغذائية بكميات قليلة ولا تكفي لجميع العائلات، ناشدنا الكثير من المنظمات الإنسانية منذ تواجدنا هنا بالتوجه للمخيم وتقديم المساعدات للعائلات المتضررة، فلم تلقى مناشداتنا آذان صاغية لدى هذه المنظمات، حيث أن المنظمة الوحيدة التي قامت لمرة واحدة بتوزيع وجبات غذائية هي منظمة عطاء، وذلك منذ بداية نزوحنا، أما الآن نناشد جميع المنظمات بضرورة تقديم يد العون والمساعدة للعائلات النازحة في مخيم البالعة

بدوره تحدث حازم العقلة، أحد نازحي المخيم وهو من منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي، عن وضعه المشابه لوضع بقية المقيمين في المخيم، وعن شح المواد الغذائية ومياه الشرب، فصلاً عن باقي المستلزمات الهامة، وعدم توفر أدنى مقومات الحياة في المخيم، حيث قال: منذ قرابة 5 أشهر أعيش أنا وأسرتي المكونة من 7 افراد في خيمة واحدة ضمن مخيم البالعة، خرجنا تحت القصف الجوي والبري دون ان نخرج شيء من أثاث منازلنا، وتوجهنا لهذا المخيم الذي بني بإمكانيات ضعيفة وعلى نفقة النازحين دون دعم من اي منظمة

وتابع العقلة حديثه قائلاً: منذ قدومنا إلى هذا المخيم لم نلحظ قدوم اي منظمة لتقديم الدعم، ونعاني ظروف معيشية صعبة، حيث نقوم بشراء مياه الشرب والمواد الغذائية والتموينية والخبز، في ظل ارتفاع كبير في الأسعار، ونعاني من معضلة عدم وجود صرف صحي جيد في المخيم، حيث لا وجود لدورات مياه، وجراء ذلك تجبر العائلات على بناء مراحيض مبدأية في القرب من خيامها، كما أن الخيم غالبيتها مستعملة قام بعض الأهالي بشرائها والبعض الآخر لا يزالون يفترشون الأرض، وتحت الأشجار، ما يزيد من معاناتهم

وختم العقلة شهادته قائلاً: نتمنى أن يتم تقديم المساعدات اللازمة والضرورية لسكان المخيم بشكل فوري، مثل تغير الخيام وبناء خيام جديدة وبشكل منظم وكافي لجميع العائلات، بالإضافة لتبحيص أرضية المخيم، وتعبيد الطريق، وتزويد النازحين بالمواد الغذائية ومياه الشرب، وقبل كل ذلك تقديم مواد تدفئة من مازوت وحطب وفحم للنازحين، وتوفير بيئة صالحة في المخيم وإصلاح الصرف الصحي وبناء دورات مياه، وختاماً نأمل أن نعود في القريب العاجل لمنازلنا الذي هجرتنا الحرب منها

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *