برميل الأسد المتفجر..يقلب حياة العلي من الجامعة إلى الكرسي المتحرك

ريف إدلب الشمالي- خاص بالموقع : 


لم يخطر ببال عبد الحسيب العلي أن ينتهي به المطاف على كرسي متحرك يتنقل به الشاب الثلاثيني الذي كان يعج بالحيوية والنشاط  كنحلة من موقع لآخر، ليقلب برميل متفجر من بشار الأسد حياته رأساً على عقب، أقعده وشل حركة رجليه جالس على كرسي يتنقل به بين الخيام في مخيم الراشد الواقع بالقرب من بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، بعد أن أصيب بشلل كامل نتيجة استهداف منزله بعدة براميل متفجرة من الطيران المروحي ليصاب بعدة شظايا في ظهره لتجعل منه طريح الفراش ويعاني من شلل كامل في الجزء السفلي من جسده

عبد الحسيب العلي عمل منذ بداية الأحداث السورية في مجال التصوير الفوتوغرافي ومواكبة الأحداث وتغطيتها إعلامياً، حتى بداية العام 2017 التي كان فيها على موعد مع إصابته وتغير جذري في حياته، يروي الشاب عبد الحسيب العلي في شهادته لموقع” سوريتنا” عن تفاصيل معاناته، قائلاً: اسمي عبد الحسيب العلي من قرية شورلين بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي، أبلغ من العمر 32 عاماً، درست في كلية التربية بجامعة تشرين في اللاذقية لغاية عام 2012، وتركت الدراسة بعدها بسبب المتابعة الأمنية وملاحقة المناهضين للنظام من قبل الأجهزة الأمنية، ثم بدأت العمل في مجالات عدة، من تربية المواشي والزراعة وغيرها، حتى عام 2015

وتابع العلي قائلاً: وكنت من أوائل المناهضين والمعارضين للنظام ومشارك في جميع المظاهرات التي كانت تخرج في منطقة جبل شحشبو ضد النظام، ومع بداية العام 2015، توجهت لمجال الإعلام والتصوير وقد شاركت في تغطية الكثير من الأحداث، خصوصاً القصف والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران وميليشياتها الطائفية وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني بحق المدنيين في منطقتنا، تزوجت في العام 2016، وتابعت العمل  وكان غالب عملي التصوير الفوتوغرافي، وبشكل تطوعي وأنشر بعض الصور على صفحاتي الشخصية

وعن تفاصيل إصابته يقول العلي في حديثه لموقع سوريتنا”  في تاريخ 8 من الشهر الثالث آذار/ مارس من العام 2017، كنت على موعد مع إصابتي وبداية أحداث جديدة في حياتي، في ذلك الحين، كنت جالساً مع أسرتي وكان الوقت حينها في الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، ثم خرجت من المنزل قاصداً منزل لأحد الأصدقاء جنوب القرية، وأثناء الطريق كانت هناك مروحية في الأجواء، وماهي إلا لحظات حتى تم استهداف محيط مسجد القرية ببرميل متفجر أثناء مروري بالقرب منه، لم أشعر بشيء من هول المشهد وقوة الصوت، حتى وجدت نفسي في مشفى مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، وقد أصبت بحسب الأطباء بشظية داخل الحبل الشوكي في أسفر الظهر، كانت تلك الحادثة من أصعب ما واجهته أثناء فترة الأحداث، خضعت للعلاج في المشفى لمدة 20 يوماً، وبعد ذلك وجدت نفسي مقعداً على كرسي متحرك، قام أهل زوجتي بإجباري على تركها دون رغبة منها بعد إصابتي بالشلل، جلست فترة طويلة في المنزل أتلقى العلاج الفيزيائي لكن دون تحسن، وبعد عمليات التصعيد الأخيرة على المنطقة منذ قرابة 8 أشهر، خرجت برفقة أهلي إلى الشمال السوري، حيث قامت عائلات من جبل شحشبو ببناء مخيم بالقرب من بلدة كفرتخاريم شمال إدلب، تغيب عنه أغلب مستلزمات الحياة، أعيش الآن ضمن هذا المخيم ظروف قاسية جداً، من نقص في جميع المستلزمات وسوء الخدمات والفقر الشديد الذي تعاني منه العائلات هنا، فضلاً عن حالتي النفسية المتدهورة بسبب ما حدث معي

وختم عبد الحسيب العلي، شهادته لموقع سورينا” قائلاً: آمل أن أتمكن من العلاج بأسرع وقت، وأناشد المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية بمد يد المساعدة لي ولعائلتي وتأمين ما يمكن من متطلبات الحياة اليومية من غذاء ودواء ومياه للشرب ومواد تدفئة، كما آمل أن يتوقف القصف والتصعيد ليعود جميع النازحين لقراهم وبلداتهم

صورة رمزية ..ليست حقيقية

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *