العلي: فقدت ثلاثة من أبنائي على يد النظام المجرم، ولا علاقة لهم لا بثورة ولا غيرها أعاني الأمرين الفقر والعوز بعد أن كنت أملك 300 رأس من الأغنام

خسر 3 من أبنائه وزوجته ومصدر دخله ومنزله، لينتهي به الحال في خيمة صغيرة، في وضع معيشي صعب جداً، يحاول الرجل السبعيني خالد العلي أن يواسي نفسه أحياناً بالجلوس مع أصدقائه وأقاربه النازحين معه في مخيمات دركوش غرب إدلب، إلا أنه سرعان ما يخلو بنفسه ليراجع ذكرياته مع أبنائه وزوجته والأيام التي عاشها في منزله الواقع في قرية اللبويب بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي، بجسم هزيل هده التعب، واثرت به صعوبات الحياة، ووجه متجعد، يتنقل خالد العلي بين خيمته وخيام أقاربه يومياً، يزورهم ويكابد ما في قلبه من حزن على وضعه المأساوي

300 رأس من الأغنام 

يروي الحاج خالد العلي في شهادته لموقع”سوريتنا” تفاصيل ما عاناه خلال فترة الأحداث السورية، حيث قال: اسمي خالد العلي من سكان قرية اللبويب الواقعة بمنطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي، أبلغ من العمر 70 عاماً، عملت قبل بداية الأحداث السورية في مهنة تربية المواشي، وتوسعت بشكل كبير في هذه المهنة، حتى أصبحت أعشقها ولا استطيع تركها أبداً، كنت أملك أكثر من 300 رأس من الأغنام قبل العام 2017، حيث أنني تابعت هذه المهنة بعد إنطلاق الأحداث السورية، بالرغم من الكثير من الصعوبات والعوائق التي واجهت عملي، تتكون أسرته من 9 ذكور و3 إناث، ومتزوج من زوجتين، فالذكور تزوج منهم 8 وبقي أصغرهم سناً، أما الإناث فقد تزوجن جميعهن، مع بداية الأحداث السورية حاولت بشكل كبير وبكل جهدي أن أمنع إنخراط أولادي في الصراع المسلح خوفاً عليهم، وقمت بتوجيههم للعمل في مهنتي، ومع بداية الأحداث أرسلت 3 منهم للعمل في مدينة دمشق في مطعم لبيع الشاورما، ثم عادوا بعد عدة أشهر، وتم اعتقال أحدهم أثناء الطريق في سجن حماة المركزي، ودفعت مبلغ كبير من المال حتى تم إطلاق سراحه، ثم قمت بإرسال 7 منهه في العام 2016، للعمل في تركيا، وبقي معي 3، وهم توأم والآخر أصغرهم سناً، فبذلت جهد كبير في توجيههم بشكل صحيح خوفاً عليهم وحرصاً على سلامتهم، لكن مع كل ذلك فإن الموت كان أقرب مني إليهم

فقدت أول أبنائي 

وتابع خالد العلي، حديث لموقع”سوريتنا” قائلاً: في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2016، كنت على موعد مع فقد أول أبنائي، والذي كان يبلغ من عمره 30عاماً، وفي ذلك اليوم كانت 3طائرات مروحية تحلق في سماء المنطقة، وشهدت القرية حركة نزوح وحالة من الخوف والهلع، بعد استهدافها لقرى سهل الغاب القريب من منطقتنا، بينما كان هو مشغول بوضع الطعام للأغنام بالقرب من المنزل، حيث استهدفته الطائرة المروحية ببرميل متفجر أصابته بشكل مباشر، فقتل على الفور، بالإضافة لنفوق عدد كبير من الاغنام، ودمار كبير لحق المنزل، وإصابة طفل صغير وهو أحد أطفاله

وفاة زوجتي 

وأضاف خالد العلي قائلاً:  بعد تلك الحادثة مرضت زوجتي مرض شديد أقعدها الفراش لعدة أشهر حزناً عليه، ثم توفيت في بداية العام 2017، والآخر قتل أثناء وجوده في سوق بلدة كفرعويد، بعد وفاة زوجتي بشهرين، وبالتحديد في شهر نيسان/أبريل من العام 2017، حيث شنت طائرة حربية غارة جوية استهدفت سوق الأغنام في البلدة، مما أدى لمقتله مع عدد من المدنيين من أبناء المنطقة، وإصابة آخرين، أما الأخير، فقد قتل في شهر آب/أغسطس من العام 2018، حيث كان يتواجد في مقبرة القرية لدفن 3 أطفال سقطوا في قصف على القرية، وأثناء تواجد المشاركين في الدفن في المقبرة قامت قوات النظام باستهدافهم بقذائف المدفعية، وبحسب ما نقل لي أحد الذين كانوا متواجدين هناك، فإنه قبل مقتله بلحظات حاول الاحتماء داخل القبر الذي كان مجهز، وينادي من داخل القبر على المتواجدين بأن يخلوا المقبرة، فسقطت قذيفة بجانبه أصابته شظية منها في مؤخرة رأسه ليسقط قتيلاً، كانت تلك الأحداث تنزل علي كالصواعق فكل واحد من هؤلاء الثلاثة يحتل مكانة في قلبي، وهم كل ما أملك في حياتي، لا أعلم إلى هذه اللحظة كيف استطعت مقاومة الأوجاع والأحزان التي تركها فقدهم وخسارتهم، بالإضافة لزوجتي التي كانت من أحب الناس إلي

خسرت 3 من أبنائي 

وأضاف خالد العلي، قائلاً: مع بداية حملة التصعيد الأخيرة على المنطقة والقصف الكثيف الذي تعرضت له كل قرى جبل شحشبو في ريف حماة الغربي، بما فيها قريتنا، نزحت انا وزوجتي الثانية، إلى مخيمات دركوش في ريف إدلب الغربي، واستقر بي الحال في خيمة تخلو من جميع مقومات الحياة، ومع مرور كل يوم فيها تزيد معه معاناتي داخل هذه الخيمة، بعد أن خسرت 3 من أبنائي ومصدر دخلي، ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد فقط، فبعد نزوحي من منزلي، دمرته طائرات النظام بشكل شبه كامل، بعد اشتداد القصف الذي طال القرية، اعاني في الوقت الراهن من شح كبير في المواد الغذائية ومياه الشرب،كما أحتاج لتبديل الخيمة أو الانتقال لمنزل يقيني وزوجتي برد الشتاء القادم، حالتي الصحية متدهورة ومع ذلك أتنقل مشياً كل يوم لتأمين حاجاتنا وختم خالد العلي قائلاً: أناشد المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة العاجلة، فلم أعد قادر على تحمل أعباء النزوح من من شراء مياه الشرب والمواد الغذائية والعلاج، وآمل في النهاية أن تنتهي هذه المأساة ونعود جميعاً إلى قرانا وبلداتنا التي هجرتنا الحرب منها 

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *