الواقع التعليمي في مخيمات ريف إدلب الشمالي بين فكي كماشة …قسوة الطبيعة وبؤس الواقع

ريف إدلب الشمالي- خاص بالموقع :

صعوبات بالغة يواجهها الأطفال من تلاميذ المدارس في مخيمات النزوح الحديثة في ريف إدلب الشمالي، إثر نزوحهم من بلداتهم ومدنهم و تركهم لمقاعد الدراسة، وتتواجد على أطراف بلدتي أرمناز وكفرتخاريم عدد من المخيمات العشوائية التي أقيمت حديثاً بعد عمليات التصعيد التي نفذتها وتنفذها ميليشيا الأسد وحليفها المحتل الروسي على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي، ويتواجد ضمن هذه المخيمات مئات الأطفال في سن الدراسة، ويتابع جزء كبير منهم دراسته في أماكن نزوحهم، إلا أن العديد من الصعوبات تواجههم وتقف عائق أمام إكمال طريق تعليمهم، ومن أبرز تلك الصعوبات هي عدم وجود مدارس داخل المخيمات وإن وجدت فهي بعيدة عن  المخيمات، يضاف إلى ذلك ندرة السيولة المادية لدى الأهالي التي تمنعهم من شراء الكثير من مستلزمات الدراسة والاقتصار على الضروري منها، إضافة لانقطاع الدعم عن المنشآت التعليمية في الشمال السوري، وعدم توفرالإمكانيات لدى الكوادر التدريسية والمدارس بشكل عام، من حيث وسائل التعليم والإيضاح وغيرها من الأمكانيات، ما يجعل الطالب لا يحصل على درجة عالية وكافية من التعليم

300 طفل منقطعين عن الدراسة  

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع “سوريتنا“: فإن كل من مخيم الراشد الذي تقطنه عائلات من منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي، ومخيم ريف حماة الشرقي، ويقعان جنوب بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، يضمان أكثر من 300 طفل عانوا من فترة انقطاع عن  الدراسة، وأن نسبة تصل إلى 70% منهم يمارسون التعليم  في مدارس بلدتي ارمناز وكفرتخاريم، يعاني فيهما التلاميذ من صعوبة بالغة في مواصلة تعليمهم، إذ أنهم يواجهون صعوبة في قطع الطرق والتي تعتبر غالبيتها طرق طينية موحلة ويصعب بشدة سلكها حتى على الدراجات النارية والشاحنات، كما يجد الأطفال صعوبة في الحصول على مستلزماتهم الكاملة للدراسة من ألبسة واحذية وقرطاسية وحقائب وغيرها بسبب فقر الحالة المادية للعائلات، كما تعاني معظم المدارس في بلدتي كفر تخاريم وارمناز من ضعف كبير في الإمكانيات بسبب توقف الدعم عنها

مشقة الذهاب والعودة للأطفال 

في شهادته”لموقع سوريتنا” تحدث أحد نازحي مخيم الراشد في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، عن صعوبات كثيرة يواجهها أطفاله في تلقيهم للتعليم، قائلاً: منذ بداية نزوحنا قمت بتسجيل 3 من أطفالي وهم في مرحلة التعليم الأساسية في الصف الثالث والرابع والسادس في مدرسة إبراهيم هنانو بكفرتخاريم، يبعد المخيم عن قلب البلدة أكثر من 2كم، يقطعون هذه المسافة في أكثر الأحيان مشياً على الأقدام، ومع دخول فصل الشتاء وكثر الامطار الغزيرة اصبح سلك الطرقات صعب للغاية، ومع ذلك فهم يواصلون تعليمهم إلى الآن، وأعاني كباقي العائلات من الفقر الشديد، ولا نملك إلا الجزء القليل من الأساسيات، والكثير من الأطفال يعانون من ذات الصعوبات التي يعاني منها أطفالي، ولا بد من لفت الإنتباه من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة لهذا الجانب وتوفير سبل التعليم للأطفال في مخيمات النزوح بشكل عام، سيما المخيمات الحديثة التي لا تتواجد فيها مدارس، حتى يتسنى للأطفال متابعة مشوار تعليمهم

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *