الشاب السوري محمود يتصدّر زوايا الرأي في الصحف التركية …ماذا كتبت ..؟!

أجزم أن الشاب الهارب من ملاحقة خفافيش الظلام الأسدية في محافظة حماه السورية، لم يخطر بباله أو حتى يتسنى له التفكير ولو لبرهة، ما جزاء الإحسان الذي سيلاقيه جراء نشميته وإنسانيته في تلك اللحظة وهو يتأهب لإنقاذ حياة إسرة أب وأم، ولم يعر عنصرية بعض الأتراك تجاه إخوانه السوريين، كل ما فكر به ودفعه هي نخوته وإنسانيته بعيداً عن أي اعتبار آخر, ولم يدر بباله أن يتحول إلى مادة دسمة للإعلام التركي الذي كرمه وأثنى على إنسانيته  بعد إنقاذه سيّدة تركية وزوجها من تحت الأنقاض، إثر زلزال ضرب ولاية إلازيغ” قبل أيام، وبات الشغل الشاغل  لهذا الإعلام، حيث تصدّر اسمه -فضلا عن الأخبار وصفحات التواصل الاجتماعي- عناوين مقالات الرأي أيضا.

التسجيلات المصورة:

وكانت التسجيلات المصوّرة للشاب محمود المنحدر من محافظة حماة، لحظة اجتماعه بالسيّدة التي أنقذها، وعقب انتشار المئات من الأخبار عنه، قد جلبت صدى واسعا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التركية المرئية منها والمكتوبة، ليتصدر اسمه كذلك مقالات الرأي للعديد من الكتّاب، الذين تصدّوا لكل من كان يرفض التواجد السوري في تركيا.

كتاب الرأي :

“محمد أجيت” الإعلامي والكاتب لدى صحيفة “يني شفق” تساءل فيما إذا كانت المواجع التي عاشها محمود في سوريا، لعبت دورا في البطولة التي جسدها في إنقاذ السيدة التركية وزوجها، قائلا: “من هو الشاب محمود؟ يا تُرى كم عمره؟ هل يا تُرى تعرّض للعنصرية لكونه سوريا؟ هل لعبت المواجع التي جلبها معه من المناطق التي هاجر منها في الموقف البطولي الذي جسّده؟”

وسرد الكاتب ما جاء على لسان السيّدة التركية عقب إنقاذها وزوجها، من تحت الأنقاض من قبل “محمود”، حيث قالت: “عندما رأى زوجي ضوءا من الأعلى -ضوء هاتف محمود- صفّر طالبا المساعدة، أنقذ محمود زوجي، ومن ثمّ أنقذني أنا، رأيت الدماء وقد ملأت يديه، على الرغم من ذلك كان يقول لي (انتبهي يا أختي من الزجاج الذي في الأرض، انتبهي كي لا تجرحي نفسك، محمود هو البطل الذي أنقذنا”

وتابعت السيّدة أنّها بعد خروجها من تحت الأنقاض ظلّت تبحث عن محمود، حيث أضافت في الإطار نفسه: “كنت أسأل أين الطفل؟ ( ocuk nerede) -وهي كلمة تُطلق على الذكر والأنثى حتى ولو كان الشخص في عمر الشباب- فظنّ الجميع أنني أبحث عن ابنتي أو ابني، ولكنني كنت أعلم أنّ طفلي ليسا في المنزل، لأنني كنت قد وضعتهما لدى أهلي، فالطفل الذي كنت أسأل عنه هو محمود.

درس في الإنسانية:

الإعلامية والكاتبة لدى صحيفة “خبر ترك” “ناغيهان ألجي” تساءلت في مقالة كتبتها، فيما إذا كان المحرّضون ضد السوريين في تركيا، قد شعروا بالعار، بعد البطولة التي جسّدها “محمود العثمان أم لا، قائلة: “أثبت الزلزلال أنّه لا أهمية للفروق العرقية، وأنّ كل من يعيش فوق الأراضي التركية شعر بالأحاسيس والمشاعر ذاتها التي عاشها المتضررون من الزلزال، لا فرق بين تركي أو كردي أو عربي، وأسأل إن كان البعض ممن يتهم السوريين بالعيش في تركيا على حساب الدولة، ويحاول في كلّ فرصة الإساءة لهم، إن كان شعر بالعار إزاء المشاهد التي انتشرت أم لا؟”

ومن جانبه “علي أيوب أوغلو” ذهب إلى أنّ “محمود العثمان” لقّن العالم من خلال ما قام به، درسا في الإنسانية، موضحا، أنّ الدرس الذي يجب استخراجه من الموقف البطولي الذي جسّده محمود هو “أنّه لا أهميّة للفروق المذهبية والعرقية واللونية بين البشر، وأنّ المهم هو البحث فيما إذا كان الفرد الذي نتعامل معه إنسانا صالحا أم لا”

“كاظم أوزتورك” كذلك تحدّث في مقالته على موقع “يني قونية” عن محمود، لافتا إلى التلاحم الذي شهدته ولاية إيلازغ عقب الزلزال الذي أودى بحياة 39 شخصا، وجرح المئات، موردا ما قالته السيّدة التركية لحظة كانت في المستشفى عن الشاب محمود: “لا نفتأ نعرب عن تذمّرنا من السوريين، الشاب محمود ظل يحفر في التراب بهدف إنقاذي إلى حين جُرحت يداه بالدماء، لن أنسى ما فعله من أجلنا ما دمت على قيد الحياة”

ويذكر أنّ زلزالا بقوّة 6.8 درجة، ضرب ولاية إلازيغ شرقي تركيا مساء الجمعة، حيث وصل عدد الوفيات إلى 39، فيما تجاوز عدد المصابين الألف

شاهد أيضاً

بالصور: أكبر المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة

اسطنبول لندن لندن مصر المغرب فرنسا اسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *