الزواري المهندس الذي انتقم لنفسه من إسرائيل ميتا

اغتالته إسرائيل، لكنه انتقم لنفسه بعد 7 سنوات من اغتياله وألحق بها أول هزيمة عسكرية مدوية

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري المسلح لحركة “حماس” دخول مسيرة “الزواري” الانتحارية الخدمة لأول مرة، واستخدامها أثناء عملية “طوفان الأقصى”، فمن هو الزواري؟

ولد محمد الزواري في صفاقس بتونس عام 1967 وقبل التحاقه بالمدرسة اصابه مرض الربو الحاد مما جعله غير قادر بنفسه الذهاب إلى المدرسة، كانت والدته تحمله يوميا على ظهرها إلى المدرسة في الذهاب والإياب .

كان بيان لـ”كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لـ”حماس” الذي صدر بعد يوم من بدء عملية “طوفان الأقصى” 7 تشرين الأول 2023 جعل من محمد الزواري بطلا للعملية الاولى التي حدثت داخل “إسرائيل” منذ بدء الحروب العربية مع إسرائيل،

لم تتمكن الجيوش العربية كلها على مدى 70 عاما من إلحاق الهزيمة بإسرائيل ولو مرة واحدة، إلا أن شخصا واحدا تمكن بفعل عبقريته الهندسية وإيمانه أن يرسم طريق النصر ، وتطريما لجهوده أهدت

وأشار بيان القسام إلى أن سلاح “حماس” الجوي شارك بـ35 مسيرة انتحارية من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال، وساهم في التمهيد الناري لعبور مقاتليها إلى الأراضي المحتلة.

اغتيل الزواري في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 من أمام منزله في تونس بعد أن أطلق مسلحان النار عليه فأصيب بثماني رصاصات استقرت ثلاث منها في مواضع قاتلة.

وتشير أصابع الاتهام إلى ضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله، باعتباره من الذين أشرفوا على مشروع طائرات “أبابيل” وطائرات بلا طيار، فضلا عن مشروع غواصة تسيّر عن بُعد. 
وكانت وزارة الداخلية التونسية اتهمت آنذاك جهاز استخبارات دولة أجنبية بالوقوف وراء عملية اغتيال الزواري التي شارك فيها، بحسب الرواية الرسمية التونسية، 11 شخصا (3 تونسيين و8 أجانب)،

توجه إلى السودان مقصد كثير من الإسلاميين آنذاك والذين وجدوا فيها الترحاب، فكانت محطة مفصلية في حياة هذا الشاب، بل وغيرتها رأسا على عقب. وفي السودان باشر الزواري في عملية نقد ذاتي ضمن مجموعة من الشبان من الذي وجدوا أنفسهم ملاحقين أمنيا بسبب انخراطهم في عملية “تحرير المبادرة” التي تبرأت منها “حركة النهضة” لاحقا، فانتهى آلاف الشبان، أعمارهم بين 15 و26 عاما، في السجون، بعد أن صدرت في حقهم أحكام قاسية، وتركوا وراءهم عائلات مضطهدة وموصومة بالإرهاب.

توجه إلى السودان مقصد كثير من الإسلاميين آنذاك والذين وجدوا فيها الترحاب، فكانت محطة مفصلية في حياة هذا الشاب، بل وغيرتها رأسا على عقب. وفي السودان باشر الزواري في عملية نقد ذاتي ضمن مجموعة من الشبان من الذي وجدوا أنفسهم ملاحقين أمنيا بسبب انخراطهم في عملية “تحرير المبادرة” التي تبرأت منها “حركة النهضة” لاحقا، فانتهى آلاف الشبان، أعمارهم بين 15 و26 عاما، في السجون، بعد أن صدرت في حقهم أحكام قاسية، وتركوا وراءهم عائلات مضطهدة وموصومة بالإرهاب.

لم يتقبل الزواري تخلي “حزب النهضة” التونسي عن “إخوانه”. وبعدها انتهت علاقته بحزب النهضة وانتقل إلى السودان حيث عرف الفقر المدقع ما دفعه للعمل في ورش بعيدا عن المستقبل الذي كان ينتظره بحكم نبوغه وتميزه الدراسي، لاسيما أنه كان قاب قوسين من التخرج كمهندس ميكانيك.

خلال فترة إقامته بالسودان، انتقل الزواري إلى البوسنة والهرسك نصرة لمسلميها خلال الحرب (1992-1995)، ومكث هناك أشهرا عدة، عاد بعدها إلى السودان حيث بقي حتى عام 1996 ليستحصل على الجنسية السودانية وينطلق من المساجد في تشبيك علاقاته مع حركات إسلامية من جنسيات مختلفة بما فيها الفلسطينية؛ ومن هناك بدأت قصته مع “حماس”.

ما إن مرت التسعينات وحلت الألفية الثالثة حتى بدأ محمد يتنقل بين عواصم عدة بجواز سفر يحمل اسم مُراد. وقتذاك فرض عليه نشاطه الجديد ضمن الجناح العسكري لـ”حماس” تأصيل الكتمان في ذاته، ولذلك لم يكن من السهل تقييم شخصيته التي كان يكتنفها الغموض طيلة تجربته “السرية” كمهندس بطاقات استثنائية راكم خبرات واختبارات قد يكون أبرزها العمل في “التصنيع الحربي في السودان”، بحسب أحد معارفه.

تم تجنيد حركة حماس للمهندس الزواري عام 2006 بعد الوقوف على قدراته الهائلة في الهندسة الميكانيكية وعلوم الكمبيوتر والصناعة الحربية التي اكتسبها خلال إقامته في السودان. والتحق الزواري بوحدة التصنيع في “كتائب القسام” وفُتح له المجال لمزيد من تطوير مهاراته في دورات تدريبية مكثفة في سوريا، وبخاصة في إيران، استمرت نحو نصف عام، ليكمل بعدها اختباراته مع فريق “القسام”؛ فمن إيران انتقل الزواري إلى غزة حيث شارك في تطوير صناعة الطائرات من دون طيار وأطلق عليها اسم “أبابيل-1″، وهي استعملت للمرة الأولى عام 2014 في معركة “العصف المأكول”، بينما كان آخر مشروع له غواصة مُسيرة عن بُعد مثل محور أطروحته للدكتوراه، إلا أن اغتياله حال دون إتمامها، فيما نوقشت أطروحته كتكريم له بعد أشهر من اغتياله.

أنجز الزواري مع فريق التصنيع نحو 30 طائرة بدون طيار قبل “معركة الفرقان” عام 2008 على قطاع غزة. ومكث قرابة 9 أشهر بغزة واستكمل بناء وتطوير مشروع الطائرات بدون طيار.

يذكر المقربون منه أن الزواري قبل اغتياله بعام واحد كان يشكو من مطاردات وعمليات رصد من قبل “وحدات البحث” في صفاقس، كما أنه تعرض لمضايقات إدارية كانت تضطره إلى الخروج من تونس كل ستة أشهر لتجديد إقامة زوجته السورية،

وقالت السلطات التونسية إن منفذيْ الاغتيال الرئيسييْن البوسنييْن ألفير ساراك وآلان كانزيتش، ومعهما النمساوي كريستوفر، دخلوا التراب التونسي بحرا عبر ميناء حلق الوادي في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2016.
التزمت الحكومة التونسية الصمت حيال عملية اغتيال الزواري حتى أنه لم يصدر عنها أي موقف، وبعد مرور أعوام على اغتيال محمد الزواري يقول شقيقه محمد لـ”المجلة”: “إن جهات سياسية نافذة تواطأت في الجريمة وسهلت للمجرمين ولعملاء الموساد إتمامها من دون عناء وأمام منزله

ويقر محامي المهندس الزواري وجود نوع من التواطؤ والحماية الدولية لمنع تسليم الضالعين في عملية الاغتيال للقضاء، حتى أن بعض المتورطين في القضية دخلوا تونس بعد جريمة الاغتيال، وتم التعامل معهم بشكل عادي من السلطات التونسية، ولم يؤخذ أي جراء قضائي ضدهم.

واتهم المحامي دولا مثل مصر وبلجيكا والسويد بأنها رفضت تنفيذ بطاقات إنابة عدلية بحق المتورطين في الاغتيال، باستثناء تركيا،

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *