إبراهيم: المجمع المقدّس: “أذن من طين وأذن من عجين”…!!

المجمع المقدّس خلال انعقاد في العطشانة بلبنان

سوريتنا-متابعات:

وجهت اللجنة الخاصة لمتابعة قضية سيادة المطرانين المخطوفين المغيبين يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس والمتروبوليت بولص يازجي مطران أبرشية حلب للروم الأرثوذكس، رسالة إلى المجمع المقدّس الذي عقد جلسته الأخيرة في العطشانة بلبنان في 6 / 6 / 2923، بدعوة من البطريرك مار إغناطيوس إفرام الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية في العالم، وفيما يلي نص الرسالة ننشرها كما وصلت نسخة منها لموقع “سوريتنا” :

” أصحاب النيافة أعضاء المجمع المقدس المحترمين
تحية الإجلال والتقدير وبعد..
يتزامن انعقاد دورة مجمعكم المقدّس بعد أكثر من شهر على الذكرى العاشرة للعملية الغادرة الجبانة التي استهدفت تغييب و اختطاف المطرانين سيدنا مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس و متروبوليت بولص يازجي مطران ابرشية حلب للروم الأرثوذكس، في 22 / 4 / 2013، كما يأتي انعقاده أيضاً قبل مضي عام على عملية الاقتحام التي نفذت في وضح النهار من قبل زوار الظلام ومن معهم ويدعمهم للجناح الخاص للمطران مارغريغوريوس يوحنا إبراهيم في 15 تموز 2022، بأمر من البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني وحضوره شخصياً إلى جانب المطران يوسف بالي السكرتير البطريركي والمطران بطرس قسيس المعتمد البطريركي في حلب وكهنة الأبرشية الأب الخوري شكري توما والأب جورج كلور والأب مارسيل وزير ونائبي رئيس المجلسين المليين في حلب السيد مجد لحدو والسيد سعيد تورو ،حيث تم نزع الشمع الأحمر عن أبواب جناح المطران مارغريغوريوس يوحنا ابراهيم واقتحامه من دون إعلام مسبق لأعضاء مجمعكم المقدس، ومن دون تعيين لجنة مؤلفة من بعض أعضاء المجمع، بالإضافة لممثل عن عائلة سيدنا يوحنا كي يكون كل شيء موثقاً بأمانة وحسب الأصول والأعراف والتقاليد، وذلك حسب المقتضى، كشهود يتم أمامهم التوثيق وتدوين كل ما كان موجوداً في هذا الجناح…
وبناءاً على ماتقدم، نود إحاطة مجمعكم المقدس بمايلي :
1- إن الخطوة التي أقدم عليها البطريرك مار اغناطيوس إفرام الثاني، تستوجب مساءلته عليها، وعليه أن يتحمل تبعاتها القانونية، فهل يمتلك المعلومة الدقيقة والموثقة، كي يذهب إلى اتخاذ قرار بتنصيب مطران يحل مكان سيدنا المطران يوحنا المغيب، وبالتالي إن من موجبات اتخاذ هكذا إجراء يلزم البطريرك بتقديم الدليل الذي يثبت يقينه ومعرفته المطلقة أن المطران يوحنا إبراهيم لم يعد على قيد الحياة (لا قدر الله) ،في حين كان بمقدوره أن يتصرف كما فعل الروم الأرثوذكس أو أن يلجأ إلى التكليف المؤقت وليس إلى تسمية البديل..
2- توافرت معلومات مؤكدة، أنه لحظة اقتحام الجناح الخاص للمطران يوحنا إبراهيم، لوحظ وجود سطو سابق على مقتنياته، وتعرض الخزنة للكسر والخلع ومن ثم تلحيمها.. ألا يستدعي ذلك إجراء تحقيق جنائي لمعرفة الفاعلين مرتكبي هذه الجريمة؟ وإبلاغ الجهات المعنية لإجراء التحقيق، لا سيما في ضوء الحديث عن دخول أشخاص على صلة بالبطريرك إلى المطرانية ومن ثم إلى جناح سيدنا يوحنا، وارتكابهم هذا الفعل البشع، قبل وصول البطريرك لمقر المطرانية..
وكان يتوجب على البطريرك إبلاغ الجهات المعنية فوراً، لرفع البصمات والعثور على أدلة جنائية في موقع ارتكاب الجريمة، وعدم العبث بالموقع وتعمد إخفاء الإدلة..
3- كان ينبغي على البطريرك أن لا يقُدم على اقتحام الجناح الخاص بسيدنا المطران يوحنا إبراهيم، إلا بأمر من النيابة العامة في حلب، وبحضور أحد أفراد عائلة سيدنا يوحنا إبراهيم..
إننا نضع بين أيديكم هذه الحقائق للوقوف عليها، ومساءلة البطريرك، الذي بدوره يتوجب عليه تقديم التوضيح، مبيناً للأسباب التي دفعت به للإقدام على هكذا خطوات تنافي الأخلاقية المسيحية، ناهيك عن المخالفة القانونية…وبخلاف ذلك يصُبح جميع أعضاء المجمع متهمين بالتواطؤ مع البطريرك وعرقلة سير العدالة..
نلتمس منكم أصحاب النيافة استجلاء الحقيقة وإحقاق الحق، نطلب الحقيقة منكم بالوقوف ومسألة قداسته عن ما حدث بالتفصيل وماذا وجد بداخل الجناح واين وضع ما وجده وماذا حصل بمقتنيات المطران يوحنا الشخصية والكنسية والفكرية ولا نبتغي شيئاً سوى الحق، تأسياً بقول السيد المسيح: “كل من هو من الحق يسمع صوتي”.
نفع بكم الرب، وجعلكم ملاذاً للفضيلة وعوناً للإنسانية.

نختم بهذا المثل لقداسته :
الملح هو أرخص مادة عند التاجر .. ولكنه الأغلى عند ابن الاصل ..

فائق محبتنا
اللجنة الخاصة لمتابعة لقضية المطرانين المخطوفين”

المطرانان المخطوفان المغيبان يوحنا إبراهيم وبولص يازجي

وبهدف الوقوف على النتائج والرد الذي تلقته اللجنة الخاصة من المجمع المقدّس جواباً على الرسالة المرسلة من قبلها، وهل كانت هذه الرسالة هي الأولى التي ترسل من قبل اللجنة للمجمع المقدّس خلال السنوات العشر على عملية اختطاف وتغييب المطران يوحنا إبراهيم، تواصل موقع “سوريتنا” مع السيد فهمي إبراهيم إبن شقيق المطران يوحنا إبراهيم، وعضو اللجنة الخاصة والمقيم في الولايات المتحدة الأميركية.

وقد تلقى الموقع الجواب الشامل على جملة الأسئلة التي طرحتها إدارة الموقع عليه مشكوراً، جاء فيه :

كل الشكر لموقع “سوريتنا” على تسليط الضوء على نقطة مهمّة ومحوريّة وحسّاسة في قضيّة المطران المغيّب قسرآ مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس..

إنّ موضوع قضيّة المطران يوحنا إبراهيم مع المجمع السرياني الأنطاكي موضوع مثير للجدل وذلك للأسباب آنفة الذكر وهي

أولاً: هو أحد أعضاء المجمع المقدس

ثانياً: أكثرهم شعبيّة وشهرة

ثالثا: رئيس أهمّ أبرشيّة في الشرق الأوسط، ومعروف عالمياً وكان يلقّبونه بسفير الكنيسة السريانيّة في العالم..


وأضاف إبراهيم، اليوم انتزعوا منه كرسي الأبرشية ، وجرّدوه من لقبه وأبرشيّته واعتبروا الابرشيّة شاغرة وهذا إعلان غير مباشر عن وفاة المطران من دون أيّ دليل حسي، ونسوا قضيته وذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث دأبوا على تلفيق وتلقين السريان، وخاصة من يعتبرون انّ رئيس الكنيسة لا يمكن أن يتكلّم إلّا الصدق .. بأنّ هذا المطران لن يعود، متسائلاً ابن شقيق المطران : ولا نعلم سبب كلّ هذا الحقد الرهيب، الذي يكنّه رئيس هذه الطائفة بالتعاون مع أغلبيّة اعضاء المجمع الأنطاكي لهذا المطران، مع العلم أنّه حتى لحظة كتابة هذه السطور لا يوجد أيّ دليل حسّي وملموس بأنّ المطران يوحنا إبراهيم قد فارق الحياة، لا بل هناك أدلّة كثيرة تشير إلى مكان اعتقاله وتؤكّد أنّ المطران لايزال على قيد الحياة، كما أنّ هناك جهات رسميّة تعمل على هذا القضيّة بحساسيّة ودوبلوماسيّة عالية رغم البطء الشديد في سير عمليّة التحرير(الإفراج)، ولكن موضوع التحرير وكيفيّة التحرير، وكيفيّة التعامل مع القضيّة من خلال المنظّمات الدولية في التعامل مع هذه القضيّة فهذا موضوع آخر ويتطلّب شرحا طويلا لكنّه سينجلي على خير .
 
وتابع السيد إبراهيم : ورداً على الأسئلة التي تفضّلتم بها، لقد بدأنا كمجموعة أشخاص إلى أن بات لدينا لجنة أسقفية بشكل رسمي.
وبدأنا منذ عام 2014 بتوجيه الرسائل إلى المجمع السرياني الأنطاكي، ممثّلاً بشخص البطريرك الجديد آنذاك أفرام كريم الذي أصبح بطريركاً منذ عام 2014، بعد وفاة البطريرك المثلث الرحمات زكا الأول عيواص.

إنّ الرسائل التي أرسلت إلى المجمع السرياني الأنطاكي، والتي تجاوزت المئات منها، هي رسائل رسميّة ومذكّرات داخليّة ورسائل خاصّة إما من العائلة أوعن طريق اللّجنة الأسقفية الرسميّة أو عن طريق اللّجنة الخاصة المتابعة لقضيّة المطرانين،

لكن لم يصلنا كعائلة أو كلجنة منذ عشر سنوات أيّ ردّ رسمي من هذا المجمع أو من البطريركية، وينطبق على هذا المجمع المثل القائل :” أذن من طين وأذن من عجين”.

مضيافاً، لا بل على العكس فقد اعتادوا تلفيق الأخبار  ونشر الأكاذيب (بحسب تعبيره) وتجاهل كلّ ما نرسله، والاكتفاء برفع الصلوات كتغطية إعلاميّة للحدث الأليم، مع العلم أنّ جميع المطارنة أعضاء المجمع الأنطاكي يعرفون تماما ماذا نريد ولماذا نكتب ولماذا نصرخ،

فكلّ مانريده من هذه الطائفة، من هذه الكنيسة، ومن هذا المجمع هو أن يحافظوا على كرامة وسمعة هذا المطران الذي خدمهم جميعا ورفع شأن أبرشيته والكنيسة السريانية. هذا المطران المخطوف ساعد الكثيرين منهم ودعمهم ووقف معهن في شدائدهم، ولولا المطران إبراهيم، لما وصل البطريرك أفرام كريم إلى سدة البطريركية، إذ ساعده وتبناه منذ أن كان راهباً..

وهنا يعود السيد إبراهيم للسؤال ومفاده، فهل هكذا يردّ الجميل؟ وهل هذه هي المكافأة التي يكافئونه بها؟ ، من خلال تهميش قضيّته وجعل الناس ينسون أو يتناسون هذه القضيّة، ولكنّهم لا يعلمون بأنّنا اصحاب حقّ وسنستمر في هذه القضيّة إلى الرمق الأخير ولا أحد يستطيع أن يوقفنا عن المتابعة والوصول للخواتم المرجوة ، لا بل وتحريره إن شاء الله، مؤمنين بالله وواثقون بأنّ الله سيأخذ حقّ هذا المطران، وسيعطي كلّ ذي حقّ حقّه.

نحن خُذلنا وطُعنا كعائلة، كلجنة أو كشخص المطران يوحنا إبراهيم، من هذه الطائفة ومن هذا المجمع بشخص رئيسه وأغلبية أعضائه، وخاصة من الأمانة العامة التي هي مجرّد صورة وليست فعل.

مشيراً بالقول : “وأريد أن يعرف الجميع مسيحيون عامة وسريان خاصة بأن هذا المجمع هو “مجمع عار” كونه أراد أن يدوس كرامة إنسان، جعل لهذا المجمع قيمة في يوم من الأيام، ولكن لن نسمح لأحد أن ينسى هذه القضيّة، ولن نتساهل مع أحد”.

وأضاف: أتمنى من كلّ أعضاء المجمع الأنطاكي ، أن يراجعوا مواقفهم، وأن يعيدوا ذاكرتهم قليلاً ليذكروا فضل المطران عليهم ومواقفه معهم. وليدركوا أنّه في حال حدث لهم مكروه كما حصل مع المطران يوحنا إبراهيم فلن يقف أحداً معهم. أتمنّى أن يكونوا يداً واحدة، قلباً واحداً، وفكراً واحداً، وأن يحافظوا على كلمتهم وعلى مراكزهم التي أصبحت هشّة، فأيّ موجة رياح بسيطة تستطيع أن تقتلع أسماءهم وتاريخهم وأمجادهم، إن كان لديهم تاريخ أو إن كانوا فعلاً أهل لهذه الرتب الكهنوتية.

ويتساءل بعض الناس وهذا السؤال مهم جداً، لماذا عائلة المطران يوحنا إبراهيم لا زالت تعمل على هذه القضيّة؟ أو لماذا أقحمت نفسها في هذه القضيّة؟ الجواب هو بسبب تخاذل  المجمع السرياني الأنطاكي و تقاعس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بشخص رئيسها، الذي كان مع الأسف تلميذاً لدى المطران يوحنا إبراهيم ومقرباً أكثر من الكثيرين، وتبنّاه و دعمه في نيل هذه الرتب الكنيسة ولكن مع الأسف هذه هي الحياة، كلّ إنسان يعمل بأصله و بما تربّى وتعلّم.
وبسبب تهميش الكنيسة لقضية المطران يوحنا إبراهيم اضطرت العائلة وبعض المحبّين وبعض الأعضاء ضمن اللّجنة الخاصّة تحمّل المسؤولية على عاتقهم ومتابعة ملفّ القضيّة،

ولكن في النهاية والقول الأخير هو لله ولعدالة السماء ولن ينجو أحد من المحاسبة، هناك محاكم دولية قد أقيمت وكلّ شخص قام بعرقلة أو تلفيق أيّ شيء في سير القضية سيتمّ استدعائه .

أتمنّى للشعب السرياني والكنيسة السريانيّة الازدهار بغض النظر عن مواقف هذا المجمع الأنطاكي المخجلة ،

فالشعب السرياني شعب أصيل، وله تاريخ وأمجاد وماض عريق، والكنيسة السريانية كنيسة عريقة لها تاريخها وعراقتها وأمجادها ولا تقاس هذه الكنيسة بهذا المجمع الموجود حالياً الذي هو مجرد صورة لا أكثر ولا أقلّ، نتمنّى من الجميع الصلاة من أجل عودة المطران يوحنا إبراهيم الذي رفع من شأن هذه الكنيسة خلال العقدين الماضيين من خلال رحلاته وتجواله، وعلاقته المتينة مع الكثير من الشخصيات السورية والعربية والعالمية مسلمين ومسيحيين .

وختم جوابه بالقول : “صلّوا من أجل عودته وان شاء الله نُفرح الجميع بأخبار سارة جيدة عن المطران يوحنا إبراهيم الذي اشتاق له كلّ من عرفه وتعامل معه وأحبّه من خلال مواقفه وعمله وصدقه ووفائه.
 أيّ استفسار من أيّ شخص يريد الخبر اليقين نتمنّى التواصل مع اللّجنة أو العائلة ..”

إلى هنا وينتهي رد السيد فهمي إبراهيم ابن شقيق المطران المختطف المغيب يوحنا إبراهيم، وعضو اللجنة الخاصة..

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *