وجهة نظر..الأسد في عنق الزجاجة..لن يخرج منها ابداً

كتب د.باسل معراوي لـ “سوريتنا

عندما يلامس الدولار الأميركي عتبة الـ2 ألف ليرة سورية (عملياً لا يمكن شراء دولار واحد من السوق بإقل من 14 ألف ليرة سورية، وهو مرشح للإرتفاع أكثر)…و بعد إعادة نظام الأسد للجامعة العربية و فتح أفق للتطبيع مع أنقرة …وتسريب أخبار عن اتصالات بين الولايات المتحدة ونظام الأسد تَمّت في عُمان على خلفية محاولة إطلاق سراح صحفي أميركي مُختطف….وبعد إحتفال إعلام الأسد بالإنتصار وهرولة الجميع إلى دمشق….لم ينعكس كل ذلك على ماكان يتمناه الأسد بِتدفّق مساعدات مالية عربية( تحت عناوين شتّى) وغضّ طرف أميركي عن إختراق العقوبات عليه أو حتى التوسّط العربي لإزالتها أو تخفيفها على الأقل ..كل ذلك لم يحصل وبدأ إنسداد الأفق السياسي يلقي بظلاله على الحالة الإقتصادية..
يأتي وزير الخارجبة الأردني مُمثّلا للعرب وحاملاً في حقيبته ما يُطلق عليه خطة عربية ويُسمع النظام كلاماً قاسياً متهماً إياه بعدم تقديم أيّ خطوة كان قد تعهد بها سابقاً…
قد تكون المملكة العربية السعودية تَسرّعت كثيراً بخطوتها الأخيرة اتجاه الأسد …لكن ذلك التسرّع لم يكن بإمكانه تجاوز الخطوط الحمر الأميركية والتي تمنع وصول بنساً واحداً لشرايين النظام المالية اليابسة …
وتتوارى المملكة السعودية خلف الدبلوماسية الأردنية وكأنها وَفّت لإيران ما وعدتها به لقاء حصولها على التهدئة من أذرع الحرس الثوري الإيراني في المنطقة…
و في السادس عشر من تموز استقبل الأسد في دمشق أحد الأذرع الإيرانية إنه رئيس الوزراء العراقي وقال في حضرته إنّ سورية عانت من أطماع جيرانها في أراضيها (ويقصد بذلك تركيا) في إشارة منه إلى إستعصاء أيّ حلحلة بين دمشق وأنقرة تسعى موسكو لإحداثها نكايةً بالغريم الأميركي…
ولم ينسَ الأسد التعريج عن تَعرّض بلاده لحرب إرهابية عقائدية وبالطبع يقصد بذلك الدول الخليجية وبالذات المملكة العربية السعودية والتي كثيراً ما كان يرددها مع أبواق محور المخدرات والمسيرات الإيراني قاصدين بذلك السلفية الجهادية الوهابية .
كلام الأسد يَدُلّ على حنقه ويأسه من حدوث أي إختراق مع أنقرة والرياض …
وبالطبع ألقى بظلاله على اقتصاد النظام صدور خطط محاربة قانون كبتاغون الأسد الأميركية ..حيث تَمّ الإعلان عن تحالف دولي من 80 دولة ومنظمة ستتعاون فيما بينها لخنق الأسد مالياً عبر محاربة أهمّ مصدر مالي متبقي له.
ولكي يُقدّم لافرنتيف روسيا للعالم كقوة عظمى أعلن مؤخراً عن إستمرارية الحركة والحياة في المسار الرباعي ..لكن الرئيس التركي المتحرر من ضغوط الإنتخابات والمرتاح من الضغوط الروسية ( والتي لم يعد يأبه لها كثيراً ) سَدّد الضربة الفنية القاضية للأسد عبر إعلانه بأنّ القوات التركية ستبقى في الشمال السوري وفقاً للشروط الثلاثة التركية المعلنة…
وهي موجودة بدوافع الحفاظ على الأمن القومي التركي وإن طلبات نظام الأسد بالإنسحاب قبل التطبيع لايمكن قبولها أو مناقشتها ….فالإهتمام التركي مُنصّب الآن بإتجاهين وغايتهما معالجة الأزمة الاقتصادية التركية…
أولهما تحسين علاقة أنقرة مع الغرب وقد ظهر ذلك جلياً قبل وأثناء إجتماع قمة الناتو…وإرساء أسس علاقات اقتصادية متينة مع بعض دول الخليج العربي حيث يصطحب معه 200 رجل أعمال تركي ومن المتوقع نجاح جولة الرئيس أردوغان الخليجية
قام الرئيس التركي بصفع الرئيس الروسي بل توجيه اللكمات إليه في الأسبوع الماضي ولم يَتلقّ إلا إمتعاض خجول من برلماني روسي بأن تركيا تَتحوّل إلى دولة غير صديقة….وكلام الرئيس التركي الأخير عن فيتو على التقارب مع دمشق صفعة للأسد ولبوتين أيضاً….
لم يتمكّن نظام الأسد من تخطي مأزقه العربي بدعم ومسعى إيراني ولا تخطي العقبة التركية بدعم ومسعى روسي….وسيبقى في عنق الزحاجة ولن بخرج منها..

شاهد أيضاً

عن الاصطفاف الأميركي- الأوروبي مع إسرائيل

خطار أبودياب شكلت مفاجأة تخطي جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعطفا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *