رسالة العميد مناف طلاس الى الشعب السوري

 

أهلنا الأعزاء على امتداد سورية الحبيبة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحييكم تحية الكرامة، ولا أملك إلّا أن أنحني إجلالاً وإكباراً لجميع تضحياتكم العظيمة على مدى اثنتي عشرة عاما مضت من عمر ثورة الشعب السوري ، وإني إذ أتوجه إليكم اليوم  بهذه الكلمات الموجزة، فليس إلّا لأؤكّد لكم بأنني واحد منكم، متجذّر فيما نعانيه ، وكل عملي ومسعاي، ومنذ انطلاقة ثورة الحرية، هو جزء مما تفكرون به وتعملون لأجله، كما أتوجه بعد التحية لكم ، بأحر التحيات والشكر لجميع زملائي ورفاق دربي الاحرار في المجلس العسكري من ضباط وصف ضباط وأفراد ، هؤلاء الذين كان لي شرف النضال معهم في إعلان انشقاقهم وانحيازهم إلى ثورة أهلهم، والضباط السوريين الذين اختاروا طرقا أخرى للتعبير عن موقفهم ورفضهم لاستخدام القوة الغاشمة ضد الشعب السوري ، وإلى جميع من وقف معنا وآزرنا في تصدّينا لآلة البطش والإجرام التي استهدفت أهلنا السوريين، ولعل ابتعادنا طيلة الفترة السابقة عن الواجهات الإعلامية، وكذلك نأْيُنا عن تصدّر المشاهد ، وعدم مشاركتنا في العديد من الكيانات الرسمية وسواها في المشهد السوري، لا يعني أبداً ابتعادنا عن قضيتنا ولا يعني كذلك بالمطلق تخلّينا عن المسؤولية حيال قضيتنا السورية العادلة، ولكن أؤكد لكم بكل صدق أننا لم نغب بفكرنا وقلوبنا وامكانياتنا وكل أحاسيسنا عما يعانيه شعبنا ، وعما يجري ببلدنا، ولكن مسؤوليتنا الأخلاقية قبل كل شيء، وتماهينا المطلق مع قضية شعبنا، قد اقتضى منّا، بل أوجب علينا ألّا نكون مشاركين في العبث بتضحيات السوريين والمغامرين بمصيرهم، بل ما نؤكّده على الدوام ونقوله بملء الفم: إن الثورة بحاجة إلى كيانات وقيادات لديها الاستعداد الدائم للتضحيات والعطاء والقدرة على التماهي مع تطلعات الشعب والعمل بإخلاص على تحقيقها، أمّا حين تكون الأمور تمضي في سياقات بعيدة عن ذلك، فإن أي كيان أو قيادة ستصبح عبئاً على الشعب السوري. ولعل موقفنا الرافض لجميع المسارات التي تحاول الالتفاف على قضيتنا السورية، وكذلك مقاومتنا لجميع الضغوط الخارجية والداخلية التي حاولت ثَنْيَ إرادتنا وزجنا في المسارات والجوقات العابثة بقضيتنا، لهو تجسيد حقيقي  لموقفنا المبدئي المتمثل باستمرار النضال مع أهلنا السوريين حتى تحقيق أهدافهم بالانتقال من دولة الاستبداد والتسلّط والإبادة والحاكم الأوحد، إلى دولة القانون والعدالة والديمقراطية، وهذا لن يتحقق إلّا بزوال النظام القائم والتنظيمات الإرهابية ، ومحاكمتهم إزاء جميع ما ارتكبوه من جرائم بحق السوريين ، والعمل بكل إصرار على منع تعويمه وإعادة تسويقه من جديد.

أهلنا السوريين الاحرار : في ظل ما يشهده الواقع السوري والإقليمي من محاولات تهدف إلى الالتفاف على ثورة السوريين وتجاوز حقوقهم وتضحياتهم فإن إنشاء حركة تحرر وطني و التنفيذ الفعلي لانتزاع تمثيل السوريين والوصاية عليهم من جميع الأطراف التي وجدت باستمرار المأساة السورية المجال الأرحب لتجريب مواهبها وتجسيد رغباتها ومصالحها ما دون الوطنية، وإعادة المبادرة فيما يخص تمثيل السوريين إلى الشعب السوري ذاته، لم يكن لدينا أي شك بفشل أي مسعى يهدف إلى حل عادل للقضية السورية بمعزل عن إرادة السوريين، وعلى الرغم من شيوع الأفكار التي تحاول تعزيز القناعة بان القضية السورية باتت بأيدي الدول ولم يعد لأصحابها السوريين تاثير وارادة للتغير ، إلّا أننا ما زلنا نجدد اليقين بأن الشعب السوري ما يزال هو صاحب المبادرة الأقوى والأوراق الأكثر فاعلية، شريطة ان يبادر أبناؤه المخلصون إلى طرد الوهن والركون إلى الأوهام التي تحاول التعلق بالمنقذ الخارجي، وهذا ما يجعلنا نؤكد للجميع بأن مشروع المجلس العسكري انبثق من إرادة السوريين، ولن يكون إلا مشروعاً وطنياً سورياً بعيداً عن أي شكل من أشكال الارتباط أو الوصاية لأية جهة، سواء أكانت دولية أو إقليمية. قضيتنا  تجسّد قضية هي غاية في النبل والمشروعية، وكبوتنا أو تعثرنا لا يعني لنا سوى المزيد من اليقين بالنصر.

العميد الركن مناف طلاس        

قائد المجلس العسكري السوري

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *