وجهة نظر..ماذا تريد دول الخليج من بشار الأسد؟ وما الثمن الذي يطلبه؟

كتب العميد الركن أحمد بري*لموقع “سوريتنا”

يعلم الجميع أن هناك مصالح متبادلة بين الدول أو الأشخاص في التعامل فيما بينها، إلا في سورية فكل ما يدخل إليها لايستفيد منه إلا سوى فئة قليلة من الشعب،
أقول هذا الكلام عن معرفة ودراية كاملة لما يقوم به النظام وطريقة تعامله مع مايسميه الشعب في سورية.

كنت في عام 2007، برتبة عقيد ركن أخدم في أحدى قطعات الجيش وتحديداً في الفرقة 11 / د، وفي إحدى الأيام، لا أذكر التاريخ بالضبط كنت في حقل الرمي أشرف على رمي أسلحة المشاة لوحدات المدفعية في اللواء، اقترب مني أحد الضابط وهو برتبة عقيد، ولم يكن متبع دورة أركان جيش، وكان حينها مديراً لحقل الرمي، حيث نحن متواجدين، ورغم أنه لم يكن عقيد ركن مثلي ولكن كان أقدم مني بالرتبة، وبدأ حديثه وهو منفرج الأسارير وفرح وهو يخبرني أنه وبمناسبة عيد الأضحى والذي كان قد صادف مروره قبل ما يقارب أكثر من أسبوع ونصف لحظة حديثه، فقال: إنه وصله هو والآخرين ظروف، بداخلها مبالغ ماليه بحدود الخمسة آلاف ليرة سورية أيام عز الليرة السورية أنذاك أي ما يعادل المئة دولار أميركي تقريباً، وكرتونة إغاثة فيها مالذ وطاب ولحم مثلج ومغلف مصدره السعودية وهذا من مخلفات الأضاحي لذلك العام.
كان ذلك الضابط بسيط ويميل للسجذاجة وهو من ريف اللاذقية وبالتحديد من بيت ياشوط.
وهنا بدأت استدرجه بالكلام لأعلم منه تفاصيل أكثر، إذ ذكر لي أنه و بمعدل كل شهرين وسطيا يصل للمنطقة الساحلية وللقرى الموالية لبشار الأسد تحديدا أموال ومساعدات توزع بشكل سري ولايتم اطلاع الشعب السوري عليها،
علما وحسب معلوماتي وما كنت أسمعه من السوريين أن المناطق الشرقية في سورية، كانت تعاني من الفقر والحرمان، خاصة في سنوات الجفاف والقحط بأكثر بكثير من المناطق الساحلية.
وبعد السؤال والتدقيق علمنا أن الأخوة في دول الخليج لايتأخرون وبأي مناسبة من إرسال المساعدات وبكافة أنواعها المالية والعينية للشعب السوري على أمل أن تصل محتاجيها، ولكن في الحقيقة كان النظام يوزع تلك المساعدات ويخص بها جماعته ومواليه.

ولقد تأكد لنا ذلك بعد إنشقاق المرحوم عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية، والذي تكلم مستفيضا حول هذه المواضيع .
إذا نعود لصلب الموضوع. وهو أن الأخوة في دول الخليج كانت تريد من النظام أن يستلم المساعدات ويوزعها على مستحقينها، بينما النظام يريد منهم أن يسلموها أياه كي يسرقها ويتصرف بها كما يشاء .
والآن وبعد كل ماجرى ويجري هل تتوقع السعودية ودول الخليج مجدداً من بشار الأسد ونظامه أن تتحسن سيرته ويصحح وضعه وحاله، أم أنهم مجبرون على ذلك.؟
النظام فعل ما لم تستطع أميركا فعله سواء مع شعبه أو مع دول الجوار أو حتى مع غير الجوار، من اعتقالات وقتل وتدمير وتجارة مخدرات وإرسال أسلحة وتنفيذ تفجيرات وإغتيالات وفي مختلف أنحاء العالم دون الخوف من رقيب أو حسيب.
هل تتوقع الدول العربية أن يتعدل ذيل الكلب وينفذ وعداً واحداً من الوعود التي قطعها على نفسه سابقا .
لقد قام بشتم الملول والامراء والرؤساء العرب وسخر منهم بأكثر من مناسبة ووصفهم بأنصاف الرجال وبالغباء المتقع . وهاهم الآن يقربونه منهم فما هو السر ؟؟؟؟؟.
وما هو مكسب الدول العربية من عودة بشار ونظامه للصف العربي. هل لتشجيعه على المزيد من الأعمال أم مكرها أخاك لا بطل .
بالمقابل ما الذي يريده بشار منهم؟ هل المطلوب أن يسامحوه على كل مافعل ويغدقون عليه المزيد من الأموال كي يشتري المزيد بها المزيد من الأسلحة الفتاكة لقتل ما تبقى من الشعب وتقوية ميليشياته الإجرامية ومن ثم إرسالها باتجاه دول الخليج لتخريبها وتسليم ما بقي من سورية لإيران وروسيا؟، قادم الأيام كفيلة بالإجابة على أسئلتنا…

*رئيس أركان الجيش الحر سابقاً

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *