جاموس: الأتراك تعرضوا لضغوط دولية للتطبيع مع الأسد

سوريتنا-متابعات:

قال رئيس هيئة التفاوض د. بدر جاموس: إن المسؤولين الأتراك أكدوا له أنهم تعرضوا لضغوط دولية كبيرة للمضيّ في التطبيع مع الأسد.

كلام جاموس جاء في معرض رده على سؤال طرحه بسام إسحق عضو مجلس سورية الديمقراطية الذي حضر برفقة ممثلة “الإدارة الذاتية الكردية” في واشنطن سينم محمد، إلى الندوة التي عقدها مركز “هوفر” للأبحاث في واشنطن، والتي غاب عن حضورها رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة سالم المسلط، حول موقف هيئة التفاوض من التطبيع التركي مع الأسد.

“بدر جاموس تحت سقف واحد مع ممثلي “مسد” في واشنطن”

لاحقاً غرّد جاموس مبيناً أنه شارك في هذه الجلسة الحوارية إلى جانب مدير مجموعة العمل الخاصة بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي راسل بيرمان، والمبعوث الأميركي السابق إلى سورية جويل ريبورن، بحضور شخصيات أميركية وعربية فقط، وأن النقاش تمحور حول العملية السياسية وتدهور الأوضاع في سورية وتأثير الزلزال وخطورة استغلال النظام وبعض الدول لهذا الملف الإنساني.

وعلم “نداء بوست” من مصادر خاصة أن محاولات جرت من جانب ممثلي الإدارة الذاتية التابعة لـ “قسد” في واشنطن للتواصل مع وفد المعارضة السورية الذي يزور العاصمة الأميركية، بهدف جمع هيئة التفاوض مع أعضاء في مجلس سورية الديمقراطية تحت سقف واحد لتشكيل اختراق يحدث لأول مرة، بين الوفد السوري المعارض القادم من إسطنبول وممثلي الإدارة الذاتية التي يقودها تنظيم تعتبره تركيا العدو رقم (1) على لائحة التنظيمات الإرهابية التي تستهدفها وتهدّد أمنها القومي.

وكان وفد من المعارضة السورية قد زار العاصمة الأميركية واشنطن الثلاثاء الماضي 25 / 4 / 2023، وتضاربت الأنباء حول طبيعة هذه الزيارة بحسب موقع “نداء بوست” والتي بَدَتْ حافلة من ناحية عَقْد العديد من اللقاءات مع الخارجية الأميركية ومراكز بحثية ومنظمات أميركية مختلفة

زيارة جاموس رافقه فيها رئيسُ الائتلاف الشيخ سالم المسلط، الأمر الذي خلق حالةَ ارتباك بروتوكولية، فالائتلاف يمثّل الكتلة الكبرى في هيئة التفاوض ورئيسها هو عضو في الائتلاف الذي يترأسه المسلط، وبالتالي يجب أن يكون الوفد برئاسة المسلط لا جاموس، ولكن ما حصل هو العكس.

فيما كان الوفد قد تشكل في الأساس من جاموس وعضو المجلس الوطني الكردي عضو الهيئة إبراهيم برو، وفدوى العجيلي عضو الهيئة والرئيس السابق للهيئة أنس العبدة، بالإضافة إلى سمير التقي كمستشار للوفد.

وفي اتصال هاتفي أجراه “نداء بوست” معه أكد رئيس هيئة التفاوض أن رئيس الائتلاف مثله مثل رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس اللجنة الدستورية هم أعضاء في هيئة التفاوض وأنه من الطبيعي أن يكون رئيس الائتلاف ضمن أعضاء الوفد الذي يترأسه رئيس الهيئة، وأضاف جاموس ” أردنا أن نظهر موحدين في كافة مؤسسات المعارضة أمام تيار التطبيع الجاري مع الأسد حالياًِ”.

في وقت لاحق أعلن جاموس عن لقاء جمعه والوفد السوري المعارض مع باربارا ليف نائب وزير الخارجية الأميركية، بينما اكتفت الخارجية الأميركية والسفارة الأميركية في دمشق بنشر صورة جمعت ليف بضيوفها وقوفاً، مع تعليق قالت فيه: إن واشنطن ما تزال متمسكة برفض التطبيع مع الأسد وبالقرارات الأممية المتعلقة بالقضية السورية.

وفي معلومات حصرية حصل عليها موقع “سوريتنا” من الأوساط السياسة في واشنطن، نقلت عن مصادر متطابقة قولها إن لقاء السيدة ليف جاء فقط من باب رفع العتب كما يقال، حيث تم اللقاء مع وفد المعارضة على مدخل باب مكتبها في وزارة الخارجية، ولم تمانع السيدة ليف في التقاط صورة معه، مع اعتذارها عن عدم قدرتها عقد لقاء، في حين ضخمت الأمر بعض المواقع الإعلامية، التي اعتبرت هذه الصورة، كما لو أنها التقطت خلال اللقاء، وهذا الكلام بعيد عن الحقيقة كما أكدت المصادر.

وقد تواصل “نداء بوست” مع أعضاء في الائتلاف وهيئة التفاوض لسؤالهم عن الزيارة وجدول أعمالها، غير أنهم قالوا: إن جاموس لم يقدّم إحاطة حتى الآن حول زيارته.

الزيارة شملت لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي  وعدداً من المنظمات الأميركية، بالإضافة إلى ندوة حوارية انتقد فيها رئيس هيئة التفاوض مسارات التطبيع العربي مع الأسد، فيما تسرّبت أنباء، غير مؤكدة عَبْر السوشيال ميديا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عن أن المسؤولين الأميركيين أخبروا جاموس ووفده أن الولايات المتحدة لن تفعل شيئاً لوقف التطبيع العربي والتركي مع الأسد، وأن المعارضة السورية أمامها طريق وحيد هو وضع يدها بيد الإدارة الذاتية المنبثقة عن مجلس سورية الديمقراطية الذي يقوده حزب العمال الكردستاني PKK  في شمال شرق سورية.
ولم يَصدُر أي رد رسمي من هيئة التفاوض يؤكد مثل هذه المعلومات أو ينفيها.

هل طلبت واشنطن الانفتاح على “قسد”؟

“نداء بوست” سأل عضو الوفد السيدة فدوى العجيلي عن صحة مثل هذه الأنباء، فنفت أن يكون الأميركيون (الرسميون) قد تطرقوا إلى هذا الطرح، وأكدت أن الحديث اقتصر في كافة اللقاءات على الأوضاع الإنسانية وعلى موضوع التطبيع مع الأسد الذي توافقت فيه وجهتَا النظر الأميركية والسورية حول رفضه تماماً. وأن نقاشاً جانبياً جرى مع المبعوث الأميركي للملف السوري إيثان غولدريتش تناول ممارسات “قسد” في المناطق التي يسيطر عليها، لكن العجيلي أكدت أن المسؤولين الأميركيين “لم يعرض أي منهم على الإطلاق على هيئة التفاوض مدّ اليد للإدارة الذاتية أو التعاطي مع مبادرتها الأخيرة”.

تحرُّكات لصالح مَن؟

وكانت “الإدارة الذاتية الكردية” التي تسيطر على ثلاث محافظات سورية (دير الزور والرقة والحسكة) قد أبدت استعدادها للقاء النظام السوري من أجل التوصل إلى حلّ لما وصفتها بالأزمة السورية. وقالت في بيان “نؤكد استعدادنا للقاء الحكومة السورية والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية”، مناشِدةً الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري بأن يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً يُسهم في البحث عن حلّ مشترك مع الحكومة السورية. بمعنى أن تقوم هذه الأطراف بالتوسط للإدارة الذاتية لدى الأسد.

عرضُ “الإدارة الذاتية” جاء بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق التي التقى فيها الأسد، في أول زيارة منذ عام 2011 حين بدأ الأسد بارتكاب المجازر بحق الشعب السوري وتطبيق الحل الأمني الذي رفضته الدول العربية والغربية على حدّ سواء.

وفي تلك الفترة قام الأسد بتسليم المناطق الشرقية قطاعاً إثر الآخر لميليشيات كردية وليدة آنذاك، أطلقت على نفسها اسم “وحدات حماية الشعب” PYD يقودها صالح مسلم عضو حزب العمال الكردستاني التركي، ومن ثَمّ تأسيس فرع سوري مسلح للحزب انخرط في اتفاقيات مع نظام الأسد على حماية المصالح النفطية ومؤسسات النظام الأمنية في المنطقة الشرقية ومنعها من السقوط في أيدي الجيش الحر.

أدناه رابط “فوكس بركس” والخبر عن مطالبة واشنطن لهيئة التفاوض بفتح قنوات تواصل مع “الإدارة الذاتية”

https://www.fox-press.org/?p=14062

وحين ظهر تنظيم “داعش” سارعت هذه الميليشيات لتقديم خدماتها للتحالف الدولي،  مقابل تمكينها من حكم المنطقة، وكان شرط المعارضة السورية والجيش الحر والفصائل السورية المختلفة للتعاون في عمليات مشتركة مع وحدات الحماية الكردية ضد داعش هو فك ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني، لكن هذا المطلب لم يلقَ الاستجابة من قِبل تلك الوحدات التي غيرت اسمها وضمت إليها بعض الفصائل المسلحة من عشائر عربية وكتائب مسيحية تتبعها، وأعلنت مجلساً حمل اسم مجلس سورية الديمقراطية أو ما عُرف باسم “مسد” فيما صار اسمها العسكري “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” ولإدارة المنطقة المُستولَى عليها تم إعلان قيام “إدارة ذاتية”، فيما بقيت أجهزة الأسد الرسمية والأمنية تعمل بشكل كامل في كافة مواقعها.

وخلال الأعوام الماضية، شهدت علاقات “قسد” والإدارة الذاتية التابعة لها مساريْنِ؛ أحدهما معلن والآخر بعيد عن الأضواء، ففي الشكل المعلَن تعتبر الإدارة الذاتية عن نفسها أنها جزء من المعارضة السورية، حتى أنها طالبت بالانضمام لهيئة التفاوض.

في الوقت الذي عقدت فيه هذه الإدارة نفسها العديد من المباحثات في دمشق مع مسؤولي النظام الأمنيين، بالإضافة إلى زيارات قامت بها إلهام أحمد القيادية في مجلس سورية الديمقراطية، وترافق ذلك مع تنسيق أمني وعسكري واقتصادي متواصل منذ عام ٢٠١٢.

أما المسار المعلن من جانب الأسد، فقد تجسّد بإعلانه الدائم رفضه لأي شكل من أشكال التعاون مع الإدارة الذاتية، وهو لا يزال يصفها بأنها مكونة من “خَوَنَة وعملاء للأميركيين” كما عبّر في مقابلة خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو  بالقول: إن “أي جهة أو فرد يعمل لصالح قوة أجنبية هو خائن وعميل بكل بساطة”.

استجداء وحرق أوراق

وبدت الإدارة الذاتية في الفترة الأخيرة، كمن يستجدي أي اتفاق مع الأسد يمكن له -أو يضمن لها- سلامة وجودها بعد التطبيع التركي معه. فقد أعلنت مؤخراً بعد سنوات من رفع شعار “روج آفا” وغربي كردستان وغيرها، تمسُّكها بـ”وحدة الأراضي السورية”.

ويبدو أن المحاولات الأخيرة لـ”قسد” وإدارتها الذاتية عَبْر التواصل المباشر مع هيئة التفاوض وتوريطها في طبخة مسمومة، تأتي في سياق صراع حزب العمال الكردستاني مع أنقرة، أكثر منها خدمة لنظام الأسد وترتيب أوضاع سورية الداخلية،  وذلك بهدف نزع ورقة المعارضة السورية من يد تركيا وجرّ هيئة التفاوض باتجاه “قسد”.

ويخشى التنظيم الكردي الإرهابي أن يذهب ضحية لتفاهُم تركي مع الأسد يخسر فيه ما اعتبره مكاسب قد تم تحقيقها بإعلان شكل من أشكال الفيدرالية من جانب واحد، على حساب الحركة الوطنية الكردية السورية والتي يمثلها المجلس الوطني الكردي، وعلى حساب عرب المنطقة الشرقية الذين يشكلون غالبية سكانية ساحقة في المحافظات التي يحتلها حزب العمال الكردستاني والميليشيات التي تتبعه، وكل ذلك يحدث في ظل تصاعُد الأصوات المنادية في واشنطن بانسحاب القوات الأمريكية من سورية، مما يترك الميليشيا الكردية الانفصالية متعددة الجنسيات التي قدمت إلى سورية ورقةً في مهبّ الريح.

المصدر نقلا عن موقع “نداء بوست” بتصرف، موقع “فوكس برس”

شاهد أيضاً

بالصور: أكبر المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة

اسطنبول لندن لندن مصر المغرب فرنسا اسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *