تعقيبا على افتتاحية “مسار” حول مراجعة لأداء المعارضة السورية!

سوريتنا-متابعات:

تعقيبا على افتتاحية جريدة “مسار” للحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي، فقد وردنا من د.منذر أبو مروان إسبر، ما اسماه مقدمة حول المراجعة لأداء المعارضة السورية، والتي رأى أنه من الضروري الاعتراف بالفشل من أجل بناء جديد… وفيما يلي النص ننشره كما وردنا حرفيا :

” مقدمة حول المراجعة لأداء المعارضة السورية


نعم لابد من الأعتراف بالفشل من أجل بناء جديد


قامت افتتاحية صحيفة “مسار” للحزب الشيوعي السوري في عددها رقم (74) آذار 2023، بمراجعة لأداء المعارضة السورية .

وتأتي اهمية هذه المراجعة كونها تشكل إضاءة لأداء المعارضة عبر دلالات أساسية :

_ المعارضة بدلالة الآخر وهو النظام السوري القمعي .
_ المعارضة بدلالة اثني عشر عاما من حدث الانتفاضة الشعبية
_ فشل الانتفاضة الشعبية وبالتالي مقولة “الثورة الدائمة “لهذه الانتفاضة .

وإذا كان هذا مايشكل بنية الافتتاحية وبما أن اية مراجعة تعني النقد الذاتي للمعارضة وأن هذا النقد الذاتي هو مسألة مسار معارض برمته للوصول إلى القول بفشله ، نجدنا نتقدم بمايلي :

1_ أن “تبلور معارضة سورية عام 1976 “كما تبدأ الافتتاحية بذلك، ضد السلطة أي بعد ستة سنوات من قيام النظام عام 1970 وترسخه ،إنما ترافق مع انشراخات في احزاب هذه المعارضة بين من بقي منها في سلطة جبهة النظام وموالاته لها، وبين من اختار العمل من خارجه وضده في المعارضة ، بحيث نجم عن ذلك وضعية سياسية سورية مأزومة في قلب حكم تم تصنيعه بالعنف والسجون وتوطد طبقة جديدة لاتعرف سوى السلطة والثروة مبدأ وهدفا ، وتشكل قطيعة مع تاريخ سورية الحديث .

2_ تتعرض الافتتاحية إلى مجزرة ضباط مدرسة المدفعية في حلب عام ١٩٧٩والتي قام بها الإخوان المسلمون الذين أعلنوا الكفاح المسلح وبرنامج الثورة الإسلامية الذي لا يعترف الا “بالاحزاب التي تدين بعقيدة الامة ” . إذن نحن هنا في عملية تأريخ المعارضة بالعلاقة مع التعارضات الكلية بينها في كيان تجمع وطني ديمقراطي وفي كيان “قيادة الوفاق” لمجموعات الإخوان المسلمين . ولذا فان ادانة الارهاب والارهاب المضاد لم يكن مسالة “توازنات “بين النظام والإخوان المسلمين وانما لان كلا منهما كان مناهضا للديمقراطية .

٣_ أن المعارضة السورية بدلالة الذات دخلت في مرحلة من الانكماش على نفسها بعدم قدرة التجمع الوطني الديمقراطي على تحوله إلى ” تكتل جبهوي عريض ” كما طرحت إحدى نشرات الحزب الشيوعي المكتب السياسي . وفي الوقت الذي تتجاهل فيه الافتتاحية المعارضة الوطنية الديمقراطية في الخارج والإعلان عن نفسها في” برنامج التجمع الوطني الديمقراطي باريس ١٩٧٦”وتحوله إلى لجنة دعم النضال الوطني الديمقرطي في سورية المتعاضدة مع التجمع في دمشق ، فإن هذا الأخير لم يستحب للمطالبة بانفتاحه على قوى أخرى ( حزب العمل الشيوعي ) طوال سنوات ،اداء تدعيم للتجمع نفسه .

٤_ أن الافتتاحية تتناول باهتمام احداث أعوام
1979_ 1982و مرحلة من ” الصيام السياسي” الذي كانت تجتابه النضالات السياسية في سورية إعتقالات وملاحقات ، الا أنها تتجنب التعارضات الجديدة في أداء المعارضة نفسها اي ضد بعضها بعضا ، بقيام التحالف الوطني لتحرير سورية عام 1982في بغداد . فاذا كان الإخوان المسلمون قد قطعوا الطريق على إمكانية تغيير وطني ديمقراطي سلمي فإن التحالف زاد من أزمة المعارضة السورية بادخالها في حمأة الصراع بين النظام البعثي في بغداد والنظام البعثي في دمشق بعد فشل ميثاق العمل القومي بينهما عام 1978.

٥_ هكذا وجد الشعب السوري نفسه أمام معارضات تقول كلها بأنها ضد الديكتاتورية وتتحدث جميعا باسم هذا الشعب ولانقاذه إلا أنها تستخدم “حرفتها السياسية ” في التعارض فيما بينها وعدم قدرتها على إيجاد حد أدنى من التنسيق السياسي لإخراج السياسة المعارضة من تهافت انشقاقاتها وتعارضاتها وبانقطاع العلاقة العضوية مع الشعب بحيث لايمكن فهم ماتم إلا من خلال العلاقة مع الاخر ولا بالعلاقة مع الذات واخيرا العلاقة فيما بينها ايضا وهذا ما ينطبق على المجموعات السياسية الجديدة .

6_ ترى الافتتاحية انه بدلالة المعارضات الأخرى في الربيع العربي فإن المعارضة السورية “كانت اسوأ معارضة من حيث الأداء والنتائح بالقياس إلى المعارضات في البلدان العربية ….تونس ومصر واليمن وليبيا ” ، وهذا صحيح .ولكن لابد من إيضاح أن المعارضة السورية لم تجد في الانتفاضة الشعبية الحدث الشعبي الكبير إلا الغرق في الذاتية السياسية واستخدامه من قبل المناوئين لكل عمل سياسي مشترك ، نقصد شرخ المعارضة مجددا بين هيئة التنسيق الوطنية التي قامت في دمشق ودعت الجميع إلى العمل المشترك وبين قيام المجلس الوطني ومجموعاته في قطر وتركيا بعدها لرفض كل محاولات الوحدة أو التنسيق .

٧_ تشدد الافتتاحية وهي على صواب أن ” كل حديث عن “الثورة المستمرة” هو تغطية على الفشل والهزيمة” .والمفارقة أن يلتقي على هذا الحديث في الثورة الدائمة اليمين الأصولي واليسار الليبرالي ، انكارا للواقع ونفيا إياه ،بحيث أن النخب “العارفة ” و”العالمة ” ترفض الاعتراف بالفشل الذي يمكن من بناء معارضة جديدة في سياق جديد يخلصها من بذور الضعف التي رافقتها والبراغماتية المغلوطة التي وقعت فيها ، والتعارضات النزاعية التي انهكتها، وصولا إلى التعامل مع القضية السورية ،لابدلالة مايريده الشعب السوري ،وانما بدلالة حيازة القوى الخارجية عليها ، اي غياب استقلالية القرار الوطني السوري وبكلمة حق تقرير المصير .

نعم يجب التشديد على الاعتراف بالفشل والهزيمة ، وأن يأتي الاعتراف متأخرا ،لأنه يفتح الباب أمام بناء معارضة جديدة بأداء جديد وفي سياق جديد للقضية السورية والعالم .

*د.منذر أبو مروان إسبر

30 /3 /2023

أدناه رابط افتتاحية “مسار” المنشورة في موقع “سوريتنا” أمس الأحد

https://our-syria.com/70949/

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *