سوريتنا صحافة حرة – لسوريا الحرة
تبلغ من العمر 38 عامًا ، وهي أم لعشرة أطفال تشغل منصب المفوض الروسي لحقوق الطفل. بسبب تورطها في ترحيل عشرات الآلاف من الأطفال الأوكران إلى روسيا ، فقد طالتها العقوبات الغربية وصدرت مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم حرب”.
كانت هذه الروسية البالغة من العمر 38 عامًا على رأس نظام لترحيل الأطفال الأوكران منذ 24 فبراير/ شباط. وقالت في سبتمبر/أيلول “تبنى الروس بالفعل 350 يتيما من منطقتي دونيتسك ولوهانسك ، وينتظر أكثر من ألف طفل تبنيهم” . بالمناسبة فهي لا تتحدث عن الترحيل بل عن “الإنقاذ”حسب زعمها.
ومع ذلك ، فقد تم وضع نظام كامل في مكانه منذ
بداية الحرب في أوكرانيا. يوجد الآن أكثر من 6000 طفل أوكراني في الأراضي الروسية ، معزولين عن والديهم ووضعوا في مراكز “إعادة التثقيف” أو “برامج الاندماج” ، وفقًا لتقرير أعده مرصد النزاعات وقام بتجريبه فريق من الباحثين من الجامعة الأمريكية في ييل. وفقًا للتقرير نفسه ، الذي يعتمد على مصادر مفتوحة ، تم افتتاح 43 مركزًا على الأقل في جميع أنحاء روسيا. تقع غالبيتها بالقرب من الحدود الأوكرانية ، وتضم عشرات “المعسكرات”.على شواطئ البحر الأسود وسبعة في شبه جزيرة القرم. العشرون المتبقية منتشرة بين عدة مدن روسية ، في مناطق موسكو أو كازان أو إيكاترينبرج ، وبعضها غريب الأطوار في أقصى شرق البلاد ، في شرق سيبيريا. في هذه المراكز ، يتلقى الأطفال “رعاية” ، “دروس يومية في اللغة والتاريخ الروسيين” ، أوضحت ماريا لفوفا بيلوفا على شبكاتها. بل هو “تلقين” بحسب تقرير الجامعة الأمريكية ، مما يؤكد الدور المركزي الذي لعبه المفوض في هذا النظام.
تجسد ماريا لفوفا-بيلوفا ، التي عينها فلاديمير بوتين ، مفوضة حقوق الطفل في عام 2021 ، المثال الذي يجب اتباعه في بلد ينخفض فيه معدل المواليد. وهي أم لعشرة أطفال ، خمسة أطفال وخمسة تم تبنيهم ، من بينهم شاب أوكراني يبلغ من العمر 15 عامًا من ماريوبول ، فيليب. “الآن أعرف كيف يبدو الأمر أن تكون أماً لطفل من دونباس. إنه صعب ، لكننا نحب بعضنا البعض. أكدت لفلاديمير بوتين في 16 فبراير “أعتقد أنه يمكننا إدارة كل شيء” . وشددت على أنه “بفضل” الرئيس الروسي أنها تمكنت من تبني فيليب. كما اتخذت تحت الوصاية ثلاثة عشر طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة. تعتني بأطفالها مع زوجها ، بافيل كوغلمان ، عالم الكمبيوتر السابق الذي أصبح كاهنًا للكنيسة الأرثوذكسية في عام 2019.
سرعان ما صعدت ماريا لفوفا بيلوفا في الرتب من مدينة بينزا إلى منصبها كمفوضة لحقوق الطفل، وهي مدينة تقع على بعد أكثر من 500 كيلومتر جنوب شرق موسكو ، كانت في البداية معلمة غيتار مع آنا كوزنتسوفا – التي شغلت المنصب قبلها مباشرة – أسست في عام 2008 جمعية خيرية تسمى Blagovest في بينزا. إن الارتباط بدعوة اجتماعية يتحول بالفعل إلى حقوق الأطفال ، ومساعدة العائلات الكبيرة ، والأطفال في دور الحضانة أو الأيتام. في عام 2014 ، أنشأت وأدارت Quartier Louis ، وهو مركز للتكيف الاجتماعي للشباب ذوي الإعاقة. بدأت دورها السياسي في نفس الوقت. بعد عدة مناصب محلية ، انتهى بها الأمر للانضمام إلى الحزب الحاكم ، روسيا المتحدة ، في عام 2019 ، عندما بدأ زوجها إعادة تدريبه المهني. في عام 2020 ، شاركت وفازت في مسابقة “قادة روسيا” ، وهي مسابقة إدارة وطنية. نقطة الانطلاق النهائية التي دفعتها ، بالكاد بعد عام ، إلى دورها الجديد كمفوضة لحقوق الطفل.
بسبب أنشطتها ومثل العديد من أعضاء الحكومة الروسية ، تعرضت ماريا لفوفا بيلوفا للعقوبات الغربية. يعتبر النقل القسري للأطفال من مجموعة إلى أخرى فعلاً يشكل جريمة إبادة جماعية على النحو الذي حددته الأمم المتحدة. كما أنه انتهاك لاتفاقيات جنيف. صودرت في ديسمبر 2022 لتوثيق هذه الانتهاكات التي تهدف إلى “الترويس” و “التشهير” و “نزع الأوكرنة”قاصرين ، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الجمعة 17 مارس/ آذار مذكرة توقيف دولية تستهدف المستشار والرئيس بوتين بارتكاب “جرائم حرب”. العدد الدقيق للأطفال الأوكرانيين النازحين على الأراضي الروسية غير معروف وربما تم التقليل من شأنه. تمكن تقرير ييل من تتبع ما لا يقل عن 6000 طفل أوكراني إلى مراكز إعادة التأهيل الروسية. في منتصف مارس/ آذار، أشارت كييف إلى أنه تم “ترحيل” أكثر من 16200 طفل إلى روسيا. في يناير/ كانون الثاني، أعطت موسكو رقما مختلفا تماما: 733000 طفل أوكراني كانوا سيصلون إلى أراضيها منذ 24 فبراير 2022.
نقلا عن صحيفة “ليبراسيون” بتصرف
