المجموعة الثانية في الميزان: إنكلترا لتحقيق لقب طال انتظاره… وصدام مرتقب بين إيران وأميركا

ساوثغيت يأمل في فك عقدة منتخب إنجلترا مع الألقاب الكبيرة خلال مونديال قطر (رويترز)

مع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، المونديال الأكثر تكلفة إطلاقاً، والحدث الضخم بالنسبة لدولة قطر، والذي أكد رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جان إنفانتينو أنه سيكون «الأفضل في التاريخ»، نستعرض هنا حظوظ منتخبات المجموعتين الأولى والثانية.

*المجموعة الثانية تضم إنكلترا وإيران والولايات المتحدة وويلز

دائماً ما يكون المنتخب الإنكليزي مرشحاً للمنافسة على البطولات التي يشارك بها، إلا أن الفريق ظل صائماً عن الألقاب منذ تتويجه بكأس العالم عام 1966.

ورغم ما تملكه إنكلترا من مقومات تحقيق المجد، فإنها دائماً ما تصدم جماهيرها في المناسبات الكبرى، ومنذ 1966 تعاقب مدربون أمثال رون غرينوود وتيري فينابلز وغلين هودل والإيطالي فابيو كابيلو والسويدي سفن إريكسون وغيرهم على تدريب المنتخب، ولم يقترب أي منهم من تحقيق اللقب الذي تتمناه البلاد. ومع المدير الفني غاريث ساوثغيت كانت إنجلترا قاب قوسين من إنهاء صيامها في مونديال روسيا السابق في 2018 عندما وصل الفريق للدور قبل النهائي، لكنه خسر أمام كرواتيا. وتواصلت عقدة الإنجليز مع الأدوار النهائية عندما تأهلت إلى نهائي بطولة أمم أوروبا 2020 على أرضها في ملعب ويمبلي، وخسرت بركلات الترجيح أمام إيطاليا. لكن ساوثغيت ومجموعته الشابة يذهبون إلى قطر بطموحات كبيرة، وبأمل مواصلة النسق التصاعدي وهذه المرة بانتزاع الكأس.



طارمي ورقة إيران الرابحة (رويترز)


ومنذ الخسارة أمام إيطاليا، ثم الخروج من بطولة دوري الأمم الأوروبية قبل شهرين دون أي انتصار تولَّد شعور لدى جماهير إنجلترا بأن ساوثغيت وصل لنقطة الجمود بعدما بات مؤمناً ببعض الأسماء التي تراجع مستواها، وكثرة التبديل في مراكز تحتاج إلى استقرار. ومنذ سحق سان مارينو 10 – صفر في ختام مشوار سهّل نسبياً في التصفيات، لم تحقق إنجلترا الفوز في ست مباريات رسمية للمرة الأولى منذ 1958 مما أثار تساؤلات حول جميع المراكز في أرجاء الملعب كافة.

وفي تلك المباريات، لم تسجل إنكلترا من اللعب المفتوح في ست مباريات باستثناء تعادلها 3 – 3 مع ألمانيا في ويمبلي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بدوري الأمم الأوروبية. ورغم كل الأسلحة التي يمتلكها ساوثغيت في منتصف الملعب، أمثال فيل فودن وجاك غريليش وبوكايو ساكا، فإن إنكلترا لا تزال معتمدة بشدة على هاري كين وحده لتسجيل الأهداف.

وسجل كين 51 هدفاً في 75 مباراة، يليه رحيم سترلينغ الذي سجل 19 هدفاً، وهو اللاعب الوحيد في التشكيلة باستثناء كين الذي سجل رقماً مزدوجاً من الأهداف. وفي الدفاع، يمر هاري مغواير بفترة صعبة لكنها لم تهز ثقة ساوثغيت في مدافع مانشستر يونايتد واختاره بالتشكيلة النهائية.

وبغضّ النظر عن مجموعة اللاعبين في أي مركز آخر في الفريق، فالحقيقة الراسخة الوحيدة هي أنه يمكن الاعتماد على كين البالغ عمره 29 عاماً لتسجيل الأهداف، وهذه المرة سيكون معه ماركوس راشفورد المتألق مع مانشستر يونايتد مؤخراً والعائد للتشكيلة الدولية بعد غيام عام كامل.

وسيكون على كين الحائز جائزة هداف كأس العالم 2018 (ستة أهداف) العبء الكثير في خط الهجوم، لكن المؤشرات ترجّح أن يجتاز رجال ساوثغيت مجموعتهم دون عناء بل تصدّرها.

وتخوض إيران مونديال 2022 متسلحة بعودة مدربها البرتغالي كارلوس كيروش لقيادة الفريق لولاية ثالثة وظهور ثالث على التوالي في المونديال، لكن الشكوك تحيط بالتشكيلة التي غلب عليها لاعبون من كبار السن.

ووصل كيروش ليخلف الكرواتي دراغان سكوتشيتش الذي قاد الفريق لضمان التأهل لكأس العالم. وخلال خمس مشاركات سابقة لم تتخطَّ إيران دور المجموعات، لكن بعد الوقوع في قرعة تضم إنكلترا وويلز وأميركا يرى كيروش ورجاله أن باستطاعتهم تغيير السجل المحبط والعبور للدور الثاني.

ويتوجه المنتخب الإيراني إلى قطر وسط حالة من الارتباك تسود البلاد ومظاهرات متكررة تدعو لمزيد من الحرية وحقوق الإنسان. كما يُتوقع أن تكون الأجواء مشحونة سياسياً خلال المباراتين أمام إنجلترا وأميركا. وتضع إيران آمالها على نجمها مهدي طارمي، مهاجم بورتو البرتغالي، إلى جانب سردار آزمون لاعب باير ليفركوزن الألماني، وعلي رضا جهانبخش جناح برايتون الإنجليزي، من أجل البحث عن آفاق جديدة بكأس العالم.‭‭



غاريث بيل أيقونة ويلز (رويترز)


وفرض طارمي نفسه واحداً من اللاعبين المثيرين للاهتمام بالدوري البرتغالي ونادي بورتو المنضم إليه في صيف 2020. حيث ساعد الفريق في الفوز بثنائية الدوري والكأس الموسم الماضي، كما كان مستواه مبهراً في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل أجمل هدف في 2021 بركلة خلفية مزدوجة خلال الخسارة 2 – 1 من تشيلسي في دور الثمانية.

ويدخل المنتخب الأميركي مونديال قطر وهو مطارَد بأشباح الماضي، وبرغبة في تبديد المخاوف بعد الفشل في التأهل لكأس العالم الأخيرة في روسيا.

ويريد المنتخب الأميركي الذي ضمن أحد المقاعد الثلاثة المؤهلة عبر تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، أن يثبت جدارته في قطر، وقبل استضافة نسخة 2026 الموسعة برفقة كندا والمكسيك.

ولم يعطِ المنتخب الأميركي انطباعاً جيداً لجماهيره خلال فترة الإعداد حيث فشل في تسديد أي كرة على المرمى خلال المباراة الودية قبل الأخيرة التي خسرها صفر – 2 أمام اليابان في سبتمبر (أيلول) الماضي. وبعد أيام قليلة فرضت السعودية عليه التعادل دون أهداف في مواجهة كانت فيها الأفضلية للمنتخب العربي. ويرى غريغ برهالتر، مدرب المنتخب الأميركي، أن النتائج في اللقاءات الودية لا تعبر عن مستوى فريقه الحقيقي، ودعا الجماهير وأعلام بلاده للوقوف وراء اللاعبين ودعمهم.

ويدرك برهالتر، الذي كان أصغر من يتولى المنصب منذ 1995 حين أصبح المدرب قبل أربع سنوات في سن 45، حجم الضغط جيداً، وهو الذي كان لاعباً بالمنتخب في آخر مرة بلغت فيها دور الثمانية لكأس العالم عام 2002.

ومثل الولايات المتحدة تخوض ويلز كأس العالم للمرة الأولى منذ 64 عاماً وسط شكوك في قدرتها على العبور للدور الثاني، وقد تتوقف آمالها في ذلك على مواجهة إنجلترا في «قمة بريطانيا». وتأهل فريق المدرب بوب بيدج لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1958 عبر الملحق بعد التغلب على النمسا وأوكرانيا.

ومنذ ضمان بطاقة التأهل لقطر، خسرت ويلز أربع مرات في خمس مباريات لتهبط من المستوى الأول لدوري الأمم الأوروبية، ما يثير الشك حول حظوظها في كأس العالم. ويضع المنتخب الويلزي آماله على أيقونته غاريث بيل الذي ساعدت موهبته الفريق على منافسة الكبار.

ومكانة بيل وقدراته لا تَخفى على أحد، فهو الهداف التاريخي لمنتخب ويلز برصيد 40 هدفاً في 108 مباريات. ويُنسب له جزء كبير من الفضل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، إذ سجل ثلاثة أهداف قادت ويلز للفوز على النمسا وأوكرانيا في الأدوار الفاصلة.

لكن انتقاله إلى الدوري الأميركي لينضم إلى لوس أنجليس بعد مشوار بارز مع ريال مدريد وتوتنهام، لم يحقق على ما يبدو الهدف المرجوّ منه وهو مساعدته في الاستعداد بدنياً لكأس العالم بعيداً عن بريق مسابقات الدوري الأوروبية، حيث لم يلعب لأكثر من نحو 60 دقيقة في أي مباراة بالدوري، وكثيراً ما اقتصرت مشاركته على ظهور شرفي في الدقائق الأخيرة، وهو ما أحبط مدرب ويلز، روب بيدج. وربما فقد بيل إيقاعه بعض الشيء، لكن مدربه واثق بأنه لا يزال قادراً على التألق بصورة حقيقية في المناسبات الكبرى وسيكون كأس العالم شاهداً على ذلك.

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *