بيان للجنة الوطنية في السويداء يحمل سلطة الاستبداد مسؤولية ما حدث ويحدث

سوريتنا-خاص:

أصدرت اللجنة الوطنية في محافظة السويداء بيانا في الثاني من آب 2022، رصده موقع “سوريتنا”، أشار إلى أن السلطة المتسلطة منذ أكثر من خمسة عقود هي سبب جميع الكوارث والمصائب التي حلت ليس في السويداء فقط، بل على امتداد ساحة الوطن من اقصى الشمال حتى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى الغرب، مسلطا الضوء على ما يجري داخل السويداء خلال السنوات الأخيرة من عمر الثورة.

وأكد البيان أنه لا يمكن فصل ما يجري في السويداء عن الوضع العان في سورية، والحل النهائي مرتبط عضويا بين المحلي والوطني، وفيما يلي نص البيان كما وصلنا حرفيا :

” بيان.
لقد أثبتت الأحداث السورية عبر هذه السنين الإحدى عشرة من عمر الثورة، ومن قبلها الخمسين سنة من عمر الاستبداد، انها دائماً بإدارة هذه السلطة المُتسَلِّطة التي تَغوَّلَت على الدولة والمجتمع، وجعلت من الدولة عصاً غليظةً للطاعة والتطويع، واستعملت كل السبل من الترغيب والترهيب في محاولة دائمة للسيطرة على كل مفاصل الدولة، وتغييب المجتمع وتكبيله بقانون الطوارئ والأحكام العرفية، ترصد حركته، لتتساهل مع الغث والفاسد منه، بل تُقويه وتشرعنه سياسياً واجتماعياً، وتبطش بالسمين والقويم منه، تُشيطنه وتخونه حتى القضاء عليه.. هكذا تعاملت مع الشعب السوري في حراكه الثوري منذ اليوم الأول لانطلاقته السلمية المدنية التي طالبت بالحرية وحق الحياة الكريمة، وكلنا يعلم كيف جعلت من تنظيم فوضى السلاح ورقةً رابحةً  بيدها، وذلك لتقوية بأس من يخدمها، وسهولة الإدانة لمن يقف بوجهها، والقضاء عليه قضاءً مُبرماً…
إن ما يحدث في السويداء هو واحدة من المسرحيات التي تُقَدَّم في كل أنحاء سوريا ، من عامودا إلى العَانات، المُعلم واحد، والشعب السوري يدفع الثمن، وهكذا سحبت السياسة من المجتمع، وصادرت حرية قراره السياسي، مُحاولةً أن تجعل منه تابعاً ومُصفقاً، مُغيب الوعي ومسلوب الإرادة، مُساهماً في انتشار فوضى السلاح وفوضى الأخلاق من خلال تصنيع  ما لا نهاية له من المجموعات والعصابات المسلحة على مساحة الوطن، لإدارة هذه المهمّات الجهنمية المُدمرة، وكل فترة تُمهّدُ السلطة لأزمة جديدةٍ تقودها واحدة من هذه الفصائل للقضاء على من افتُضحَ أمرها بالفساد والجريمة التي لم تَعُد تُحتَمَل، وتُساهم السلطة بالتأسيس للثقة الاجتماعية لهذا الفصيل الجديد، وهكذا دواليك.. وبالتالي إن تقييم السلطة لهذه الفصائل، ليست أكثر من أدواتٍ رخيصةٍ للحفاظ على هذه الفوضى وتنظيمها, في محاولاتٍ مُستمرةٍ لتضييع البوصلة الوطنية عند العامّة، وإدانة من يطلب الحرية والكرامة….
إننا في القوى الوطنية في السويداء إذ نعتقد ان هذه الفوضى من الفلتان الأمني والأخلاقي وانتشار الجريمة والسرقات والخطف والقتل بدمٍ باردٍ وانتشار المُخدرات، إنما هي بعلم السلطة وإدارة أجهزتها الأمنية، وبإشراف وتمويل من حزب الله الإيراني في محاولة جادة منه لتشييع المنطقة وتأمين طريق المخدرات عبر المنطقة الجنوبية، ليس هذا حسب بل إنشاء مصانع للمخدرات وترويجها وبكل أسف بين الشباب وطلاب المدارس!!!!
فإننا: مع تقديرنا للجهود التي بُذلت، وأسفنا على الدماء والتضحيات التي قُدمت لاجتثاث إحدى مقرات الجريمة، ووكر من أوكار حزب الله في المحافظة.. في جبل العرب!!! ، نُدين كل  المُمارسات غير الإنسانية، الخارجة على القانون، وعلى أبسط الأعراف الاجتماعية، والمُخرّبة للبنى الأساسية للمجتمع والدولة، ولا سيما قتل الأسرى ورمي الجثث في الشوارع، لعمرنا إن ذلك عملٌ شنيعٌ مُدان بكل القوانين والأعراف الإنسانية، وإننا نؤكد : إن كل هذه الفوضى المُنظمة لا تزول إلا بإزالة هذا النظام الاستبدادي وأعوانه، الذي دمر البلاد وهجَّر العباد، وعاد بفسيفساء المجتمع السوري الرائع إلى التقسيمات ما قبل الوطنية، ( العرقية والطائفية والعشائرية والعائلية البغيضة) ليس هذا وحسب بل أثقلَ البلاد بأربع احتلالاتٍ جديدةٍ، جاءت حملاً إضافياً على كاهل الشعب السوري الثائر على الظلم والاستبداد والفساد.. وبعد كل ذلك، كيف لنا أن نحل مشكلاتنا المحلية وعودة الأمن والأمان في السويداء في حضرة هذا النظام الفاسد؟؟؟!!!
إن الحل المحلي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحل الوطني الشامل للمسألة السورية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والقانونية، وذلك حسب القرارات الدولية ذات الصلة التي تؤكد  على الانتقال السياسي من الاستبداد إلى الدولة الوطنية الديمقراطية التي تُعيد للإنسان السوري وعيه المُغيَّب وكرامته المسلوبة وثقته بنفسه وبدولته التي يصنعها بإرادته…
كما ونُهيب بكل الفعاليات والشخصيات الوطنية ( السياسية والاجتماعية) في جبل العرب أن لا تَنجر وراء هذه المسرحيات الكوميدية والتراجيدية  المكشوفة بآن، إنهم يلعبون ليس بقوتنا اليومي فحسب، بل بأعصابنا وبعقولنا ومرتكزاتنا الوطنية التاريخية، وبفضائنا الوطني ، ومُقدراتنا في صناعة مُستقبلنا ومُستقبل أبنائنا، فلنستمر بوعينا السلمي المدني، ونتمسّك بأهدافنا الوطنية، وعلى رأسها سوريا دولة مستقلة موحدة أرضاً وشعباً، وأن نبقى في المكان الصحيح حتى يأتي اليوم المنشود، وينتهي المخاض، ونولد من جديد مع ولادة الدولة الوطنية الحرة المستقلة الديمقراطية لكل مواطنيها….
الرحمة للشهداء الأبرار.. والشفاء للجرحى.. والحرية للمعتقلين…
وعاشت سوريا حرة مستقلة، محررة من الاستبداد ومن كل الاحتلالات البغيضة…

القوى الوطنية في السويداء..
الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء.
تجمع القوى الوطنية في السويداء..
اللجنة الوطنية في المحافظة…
السويداء في ٢ / ٨ / ٢٠٢٢ ”

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *