بشراك يا وطني الذبيح

سوريتنا:

نشر الصديق العميد عوض العلي قصيدة في حسابه على الفيس بوك أمس الإثنين رصدها موقع “سوريتنا”، تحت عنوان ” بشراك يا وطني الذبيح”، ننشرها كما هي منشورة من قبل الصديق العلي :

” بشراك يا وطني الذبيح

عقد من السنوات مرّ وخافقي تكويه من حر الجوى الأشواق

وهواك مذ غادرت يسكن أضلعي يا موطني ويلومني العشاق

ولكم نثرت على الخدود صبابةً ولكم ترقرق دمعها الأحداق

مازلت أجهل كم تملكني الهوى ولكم بحبك في الهوى أنساق

غرّبت في طول البلاد وعرضها وتجاذبتني في الورى أعراق

ولكم تهودج في الصباح حمائل لكم أعتراني في المنام عناق

من لهفتي أو من تلوع غربتي أو وحشتي تنبيك كم أشتاق

عبثاً أحاول لا تلين عزيمتي ولغير أرضك لاتنيخ نياق

دارت دواليب الأسى في موطني وتراكمت فوق الذرى أطباق

ونمَتْ بأرض الشام كل رذيلةٍ وتسيد الطاعون والوقواق

وغدا مسيلمةً يسوس بلادنا ويقودها الواشون والسراق

داسو على قيم الفضائل كلها ورعوا النفاق وأُبعدتْ أخلاق

والظلم يزخر في شرائع حقدهم والجور أضحى في البلاد رواق

ملؤوا السجون وأوصدوا أبوابها وصنوف ألوان العذاب تُذاق

في كل زاويةٍ ترى حراً يئن ووثقوا أصفاده الفساق

نهبوا البلاد ونفطها وتقاسمته جحافل الصبيان والأُُفّاق

غدت البلاد رهينةً وحبيسةً والكل في جنباتها استرقاق

فالحر إما في القيود مكبل أو في الأقاصي كأسه دهّاق

بشراك ياوطني الذبيح تمزقت للخوف في وقع النفوس رباق

لم يبق للباغين أي مهابة وتحررت من قيدها الأعناق

الله أكبر ثورة نادى بها غرّ الجباه على الخلاص تلاقو

ثار الأباة بشيبهم وشبابهم أحيوا النفوس ورُسِّخ استحقاق

قالوا الكرامة لاتنازل دونها مهما اصطلى بأوارها المشتاق

حريتي نجم تلألأ في الدجى لكم استنار بهديه الحذّاق

ثار الأباة وزينوا ساحاتهم واخضوضرت في غصنها الأوراق

وتشرعت للريح كل خيامهم وصدى الحناجر ملؤها الآفاق

راياتهم في كل واد تزدهي وعلى الهضاب شراعها خفاق

فهم القواطع هاجرت أغمادها والكل أضحى للوغى تواق

وهم الكماة إذا الرماح تطايرت وهم الرماة إذا السهام دفاق

غصت بأقدام الرجال بلادنا لكم احتواها شارعٌ وزقاق

أحفاد عمر والزبير وعامر وابن الوليد وصحبه الأوداق

والخيل واجمة تسربل جندها والحق مِلْأََ صدورهم فهّاق

يحدوهم العدل المغيب في الحما ولنبل غايتهم رسى الميثاق

هذي بلادي لاتنام مُهانةً ها هم بنوها في الوغى زُهّاق

يتسابقون على المنايا في الضحى عند الغروب رقادهم حرّاق

وتعاهدوا أن المعالي دونها روح تسامت أو حِمىً سبّاق
رانت على حُمر الليالي دونهم وتآمرت من حولهم أحداق

والعلقمي توارثت أحفاده غدر المغول وغلّهم ونفاق

وتجمعت زمر تضرّج حقدها من حوله ونأى بها الأشفاق

والقيصر الموهوم يبحث بين قتلانا عن الزمن الخليّ صفاق

لافرق عنده أن نموت بضربة أو غيلة أو تؤوِنا الأعماق

لافرق أن صرختْ على أشلائه أُمّ الجنين ومسّها الإرهاق

وأبو العمائم ذاك يشفي غله من شامنا يمن السعيد عراق

والأسودان قلوبهم وعمائم وأخو الضغينة يعتليه دِهاق

بدم الصقيع تشبعت أكبادهم وعلى الجريمة صحبة ورفاق
هم يحقدون على الشآم وأهله وتوارثوا الداء الدفين صعاق

ومضت لواعج بغضهم لكانها بين الضلوع تعشعش اللقلاق

نهشت نوائب حقدهم أعماقنا نهْش الضباع ولدغة العملاق

هذي الضغائن والدسائس والأذى طبع تجذر فيهم ونفاق

أواه لو تدرِ الصخور غليلهم لتشطرت وتناثر المسحاق

لو يعرفون صلاح يشحذ سيفه بين الجموع لما تجاسر عاق
يا أيها الوطن المعتق عزةً ضلت نفوس القوم لا ترياق

فأبا رغال تزاحمت أحفاده وتراكمت في عارها تنساق

ياويحهم ألِفوا التآمر والخنا ونواكسٌ بين الورى سُرّاق

فترى عميل يخون عرض بلاده. ورغيف أمه باعه الأفّاق

وترى بطوناً تعتلي وتعرّمت. ويسومها الدولار والاملاق

الظالمون سيذهبون وخلفهم متسلقون عماهم استرزاق

لا تقبل الأعذار مهما غلّظوا فمصيرهم يا موطني الإخفاق

مانام خطبٌ أو تقطب جرحه إلا ارتوت من سفحه الأعماق

بعد العزاء سنلتقي ونرى الجراح. يلفها عند الضحى الإشراق

تمضي ونمضي والهضاب بنفسج والغار تاجٌ والحمى مشتاق

بقلم: العميد عوض أحمد العلي “

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧

شاهد أيضاً

بوليفيا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.. وتشيلي وكولومبيا تستدعيان سفيريهما للتشاور

أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا،  الثلاثاء، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *