بيان للرأي العام من عائلة الشاب الشاهد والشهيد أمين عيسى العلي ابن مدينة الحسكة شمال سورية

سوريتنا-خاص: 


أصدرت عائلة الشاب أمين عيسى العلي الذي قضى حسب عائلته في معتقلات وسجون ما يسمى بـ” الإدارة الذاتية” وأجهزتها العسكرية ومنهم ” الأسايش” ( قوات الأمن الداخلي )، بياناً انتشر عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي حصل موقع ” سوريتنا” على نسخة منه، يوضح ملابسات اعتقال هذا الشاب الذي تحول من شاهد إلى شهيد، وفق ما ورد في بيان العائلة، التي أوردت تفاصيل ما حدث وما تعرض له ابنها على أيدي ” الأسايش” من تعذيب أدت إلى وفاته وفقاً لتقرير  الطبيب الشرعي، الذي اعتذرت العائلة عن ذكر اسمه حفاظاً على حياته، وفيما يلي نص البيان حرفياً : ” بيان إلى الرأي العام من عائلة الشاب أمين عيسى العلي

بتاريخ ٢٢ أيار ٢٠٢١ اقتادت دورية تابعة لآساييش الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا ابننا الفقيد أمين عيسى العلي من مواليد ١٩٨٦، متزوج ولديه ولدين من منزله الكائن في مدينة الحسكة إلى مقر النيابة العسكرية التابعة للإدارة ذاتها.

وبعد مراجعة سلطات الإدارة من قبلنا (عائلة الفقيد) أبلغونا بأنهُ مطلوب كشاهد في قضية فساد تخص بعض الموظفين في مؤسسات الإدارة الذاتية، وأنه سيخرج قريبا ولا داعي للقلق.
ماطلت السلطات في النيابة العسكرية في الإفراج عنه مما دعانا إلى القلق حول مصيره، وقمنا بإبلاغهم بأن ابننا يعاني من الغدة الدرقية ويحتاج إلى أدويته. رفضت السلطات استلام الأدوية بحجة عدم وجود وصفة طبية لها. وفي ١٠ حزيران ٢٠٢١ قمنا بتأمين وصفة طبية وتم تسليمها إلى الناطق الإعلامي باسم قوات سوريا الديمقراطية( نوري محمود )الذي بدوره لم يعدنا بأنه سيوصل الدواء لأمين . كونه معتقل لدى جهة غير تابعة لـ قسد.

بعد ذلك قمنا بمراجعة أكثر من جهة ومسؤول تابعين للإدارة الذاتية والاتصال بهم لأكثر من مرة للكشف عن مصيره ومدى إمكانية زيارته . ولم تفلح كل محاولاتنا للوصول إليه رغم الوعود المتكررة بإطلاق سراحه قريبا.

بتاريخ ٢٨ حزيران ٢٠٢١ تلقى أخ الفقيد اتصالاً من مشفى الشهيدة ساريا التابع للإدارة الذاتية. بأن وضع أمين الصحي سيء وعليه الحضور. وعند وصوله تم إبلاغه بأن أمين قد فارق الحياة بسبب جلطة دماغية ورفضت إدارة المشفى تسليم الجثة إلا بموافقة خطية من النيابة العسكرية.
وبعد الحصول على الموافقة تم استلام الجثة ونقلها إلى منزله.
قمنا بالاتصال مع العديد من الأطباء للقيام بتشريح الجثة وتبيان أسباب الوفاة إلا أنهم جميعاً رفضوا الكشف عليه مخافة سلطات الإدارة الذاتية، إلا أننا تمكنا من الاتصال بطبيب شرعي (أصر على عدم ذكر اسمه حفاظا على حياته) وقام بإعداد التقرير الطبي وأورد فيه ما يلي:

كسر في الفك
نزيف داخلي في الجمجمة
آثار ضرب على الركبة
ضرب بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس
حرق من خلف الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار
آثار ضربات قاسية على البصلة السيسائية
أثر ضرب الشفرة على الجهة اليسرى من الوجه
حرق اليدين من تحت الابط إلى الكف بالماء الحار
حفر في جلدة البطن

(نحن عائلة الفقيد نمتنع عن ذكر اسم الطبيب حرصا على حياته وبناء على رغبته).

بعد مرور حوالي ٢٤ ساعة من استلامنا لجثة ابننا أمين تفاجئنا بتسريب فيديو من قبل بعض مؤيدي الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا على وسائل التواصل الاجتماعي وقد تم تصويره بطريقة غير مهنية وغير أخلاقية دون علمنا نحن عائلة الفقيد. وبعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي صدر عن مكتب شؤون العدل والإصلاح التابع للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بيان ينفي فيه تعرض الفقيد للتعذيب وتم فيه تكذيب الصور التي التقطت من قبل عائلتنا فورا استلامنا للجثة.

نؤكد نحن عائلة الفقيد صحة تقرير الطبيب الشرعي والنقاط المنشورة أعلاه وصحة الصور التي قمنا بنشرها وعليها آثار التعذيب بشكل واضح وليست صور مفبركة كما ادعى بيان مكتب شؤون العدل والإصلاح، في حين كنا نأمل من سلطات الإدارة الذاتية أن تقوم بالكشف عن ملابسات هذه القضية بطريقة شفافة ونزيهة دون اخفاء الحقائق وتشويهها بهذا الشكل.

وبناء عليه نحن عائلة الفقيد الشاب أمين عيسى العلي نؤكد استعدادنا لإعادة تشريح الجثة وفتح القبر مجددا تحت أنظار وسائل الإعلام وليس فقط بحضور وكشف من قبل لجنة أطباء محايدين ومختصين علما أن آثار التعذيب والتشوهات الجسدية واضحة لأي انسان عادي.

ونطالب المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بفتح تحقيق دولي نزيه وشفاف وعادل ومستقل للكشف عن ملابسات هذه الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة وفي الوقت نفسه نحمل السلطات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مسؤولية مقتل ابننا تحت التعذيب بصفتها حكومة أمر واقع مسؤولة عن سلامة وأمن المواطنين في كامل المنطقة التي تسيطر عليها.

عائلة الفقيد الشاب أمين عيسى العلي
                                                                                                                     الحسكة ٢٩ حزيران ٢٠٢١   ” 

وقد نفى حزب الاتحاد الديمقراطي أن الشاب توفي تحت التعذيب، وقال أن حادثة الوفاة طبيعية، إثر جلطة دماغية وفقاً لزعمه .
وأكد “مكتب شؤون العدل والإصلاح” التابع لـما يسمى بـ “الإدارة الذاتية”، في بيان، اعتقال الشاب أمين عيسى أمين في “سجن غويران” بالحسكة منذ 22 مايو/ أيار الماضي، لكنه نفى مسؤوليته عن وفاته “تحت التعذيب”.
وجاء في البيان، الذي وصلت نسخة منه لموقع “الحرة”: “المرحوم كان موقوفا لدى لجنة المتابعة التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” بتهمة الفساد ودفع الرشاوي، وأنه كان يعاني من أمراض سابقة ومشاكل صحية”.
وتابع البيان: “كان الشاب يتناول الأدوية التي قام أهله بجلبها له إلى المركز وفق وصفات طبيبة مرفقة. بالكشف على الجثة تبين عدم وجود أي آثار عنف وشدة وتعذيب وأن سبب الوفاة عبارة عن جلطة دماغية ناجمة عن توتر شرياني حسب التقارير الطبية ..

وينحدر الشاب أمين من ريف مدينة الدرباسية في محافظة الحسكة، وهو من مواليد عام 1986، وكانت قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) قد اعتقلته في يوم 22 من شهر مايو الماضي، بعد مداهمة مفاجئة نفذتها على منزله، وهو الأمر الذي أكده بيان “الإدارة الذاتية”.

وكان موقع “الحرة” قد حصل على صور لجثمان الشاب من ابن عمه هجار أمين، لكن يمتنع عن نشرها لقساوة المشهد، حيث تظهر آثار تعذيب من الرأس وحتى القدمين.

في المقابل، أرفقت “الإدارة الذاتية” مع بيانها صور قالت إنها للشاب أمين بعد وفاته، ويتبين فيها تعرضه لكدمات في محيط الرأس والرقبة فقط.

كما استعرضت “الإدارة” تقارير طبية تفيد بأن أسباب الوفاة “طبيعية”.

“العائلة ترد”

وردا على بيان “الإدارة الذاتية” يقول هجار أمين العلي ابن عم الضحية: “أنا شخصيا رافقت جثة المغدور منذ إخراجها من المشفى وحتى وصولها إلى غرفة الغسيل”.

ويضيف هجار أنه التقط صور الشاب بـ”يده”، ويتابع: “في أثناء غسيل الجثمان تفاجأنا وصعقنا من المشهد القاسي لآثار التعذيب”.

ويؤكد ابن عم الشاب، في تصريحات لموقع “الحرة”، أنه التقط الصور بدقة بهاتفه المحمول، ويتابع: “مستعدون لتقديم الدلائل وعرضها على خبراء الفوتوشوب”.



شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *