الإكليروس الإسلامي المعاصر





أحمد الرمح 

لإكليروس مصطلح يوناني الأصل κλῆρος، أُطلِق على رجال الدين في المسيحية، ويعني ميراث أو نصيب رجل الدين من العلم الإلهي (1). وقد اعتُمد هذا المصطلح عند المسيحيين في القرن الثالث الميلادي، بعد مؤتمر “نيقية” لفرض فهم وإرادة رجال الدين، فيما اتفقوا عليه في المَجْمع من أمورٍ لاهوتية، يُمنع على الناس الخروج عنها، ومن يرفضها يتهم بالهرطقة وتعاقبه السلطات الحاكمة المتحالفة معها (2).

ومن ثَمَّ، بات المصطلح يُطلق على رجال الدين الذين يحتكرون الحقيقة الدينية، ويدّعون بأنهم وكلاء الله في أرضه. والمصطلح في تطبيقه، وإن ظهر في المسيحية بالقرن الثالث الميلادي، من حيث الوظيفة، موجود منذ القِدم في المجتمعات (الوثنية)، حيث كان الكهنة يُعدّون وسطاء الإلهة مع الناس، ويدّعون المعرفة الإلهية، ولهم عبر التاريخ علاقة مع السلطات الحاكمة تراعي المصالح المشتركة بين الطرفين.

الإكليروس الإسلامي المعاصر! (3)

لو سألتَ أيّ مسلم اليوم: هل يوجد (رجال دين) إكليروس في الإسلام؟ فسيكون جوابه النفي! وهذا ثابت في القرآن، ولكنك لو نظرت إلى الواقع الديني لوجدت الإكليروس الإسلامي له أفرع في كل بلد، وبات سدنته يتكاثرون كالفطر في الفضائيات، يفسّرون للمتدينين مفهوم الإيمان بحسب ما يريدون ويؤمنون، ويتدخلون في حياتهم بكل صغيرة وكبيرة! ويوبّخون ويزندقون، وربما يحكمون بالردة على كل من يخرج عن فهمهم للدين!

تقلّص دور الإكليروس كثيرًا في المجتمعات المسيحية، بعد انتصار حركة التنوير وولادة الدولة الحديثة، وانتهى التكفير داخل الدائرة المسيحية، لكنه اتسع وتطور كثيرًا في حياة المسلمين، بمسميات مختلفة، من الشيخ والمرجع والدعاة الجدد في الفضائيات، إلى دار الفتوى وهيئة كبار العلماء، والأزهر، حتى المؤتمرات والمجمعات الدينية، التي تجمع هؤلاء بين الحين والآخر للاتفاق على برامج عملهم.

كيف وُلِد الإكليروس الإسلامي؟

الإكليروس الإسلامي وُلِدَ نتيجة عملية قيصرية، كانت السلطات الحاكمة تحتاج إليها لشرعنة سياستها الداخلية والخارجية، وللفصل في المسائل المختلف فيها بين الفقهاء، ونستطيع القول إنه ظهر -بشكله شبه الرسمي- في بداية العصر العباسي، من خلال تعيين “قاضي القضاة”، وعلى الرغم من أن العلماء الأحرار نأوا بأنفسهم إذ رفضوا هذا المنصب، لكونه يؤسس لإكليروس إسلامي، ولكيلا تستغلهم السلطات الحاكمة في تمرير مشروعاتها باسم الدين، كالإمام أبي حنيفة ومالك وغيرهما؛ فقد وجدت تلك السلطات من يستجيب لها، ليقيم الطرفان تحالفًا خادمًا لمصالحهما (4).

لكن الإكليروس الإسلامي المعاصر استطاع أن يبرر الحاجة لوجوده، وتثبيت هذا الوجود شرعيًا، باستخدام دليل قرآني منتزَع من سياقه، بأن “أهل الذكر” المذكورين في القرآن هم “رجال الدين”، وزعموا أن دليلهم الآية التالية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل: 43+44.

هذه الآية التي يدلّسون بها على الناس لمشروعية وجودهم، لو وضعناها في سياقها، لاكتشفنا أن المقصود بأهل الذكر في الآية هم اليهود والنصارى من أهل الكتاب، حين طلب القرآن من مشركي قريش سؤالهم عن صدق نبوءات الرجال الذين بعثهم الله من قبل، وكان الغرض الاحتكام إلى أهل الكتاب في هذا الخلاف مع الرسول الكريم، عندما دعاهم للإيمان برسالته.

ولكوننا نقرأ القرآن ببغائيًا، ولا نتدبّره، استطاع الإكليروس الإسلامي المعاصر شرعنة وجوده، مدعيًا بأنه المقصود بأهل الذكر، وأن المطلوب من المتدينين الرجوع إليهم في أمور دينهم. ونتيجة هذا التدليس من كهنة الدين الموازي، صدّق جلُّ المتدينين هذا التعريف، بالرغم من أن الأئمة الأوائل، كالطبري وابن كثير والبغوي، بيّنوا في تفاسيرهم أن المقصود به هم أهل الكتاب، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود!

المشكلة الأخطر ظهرت في شرقنا البائس بعد مرحلة الاستقلال، إذ أصبحت المؤسسة الدينية من ملحقات السلطات الحاكمة في بلادنا! وباتت تستمد قوتها من سطوة الاستبداد الحاكم، مقابل أن تمرر للحكام مشروعاتهم السياسية، فأصبحت تابعة لهم من جهة، ومن جهة أخرى تستقوي بهم لفرض رؤيتها الدينية الاجتهادية.

وهكذا أصبح للدين الموازي إكليروس إسلامي معاصر ممنوع مخالفته، ولا يجوز الخروج عن آرائه الدينية، وإلا فستُتهم بالهرطقة والزندقة، وسيقوم رجال الحسبة بجرِّك إلى المحاكم بتهمة ازدراء الأديان، وهي تهمة المقصود بها الخروج عن الفهم الإكليروسي، بالرغم من أن القرآن ذمّ هذه الطبقة في القرآن، لأنها تَدّعي تمثيل الله في الأرض، وتحتكر الحقيقة، وتجعل من ذاتها وسائط مع السماء: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التوبة:31

الإكليروس المعاصر والتنمّر السلفي!

أصبح هذا الإكليروس المتكاثر، بعد ظهور الصحوة الإسلامية، مصدرَ قلق للمجتمعات المتدينة، وعامل تفريق للمجتمع، يضرب الوحدة الوطنية بمقتل، وعلى الرغم من عدم وجود مؤسسة دينية تحتضنه رسميًا، وعدم وجود مرجعية منضبطة لديه، فإنه مدعوم بشكل ما من قبل دول نفطية، وله وسائل إعلامه التي انتشرت أكثر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويشغب بالوقت نفسه على الإكليروس المتحالف مع السلطات الحاكمة، ويمارس تنمّرًا سلفيًا على كل من يخالفه في رؤيته الدينية، ويقوم برقابة على الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، يمنعهم من إبداء آرائهم، ووصل في تنمّره السلفي إلى أن أفتى بتبديع وزندقة كل من يقوم بعمل إنساني بدافع وطني وأخلاقي، كمسألة الترَحّم على الموتى من غير المسلمين، وقد شاهدنا هذا التنمّر السلفي، بعد أنباء وفاة العالِم أحمد زويل ونوال السعداوي، وكذلك الراحل ميشيل كيلو، وغيرهم كثر (5).

ولم يكتفوا بممارسة هذا التنمّر على غير المسلمين، إنما مارسوه حتى على المسلمين ممن ليسوا على منهجم، إذ أفتوا بعدم جواز الترحّم على الشيخ محمد علي الصابوني عند وفاته، بذريعة أنه أشعري! (6)، ثم ما لبثوا أن تنمّروا سلفيًا على من هو داخل دائرتهم، كما حصل منذ أيام، عندما غرّد الشيخ طارق سويدان تغريدة قال فيها “إن اليهود والنصارى والمسلمين كلّهم ناجون يوم القيامة”، فقاد السلفي “إياد القنيبي” حملة على مواقع التواصل ضده، وصلت في شراستها إلى أنه اتهم السويدان بـ “الدياثة الدينية” ثم حذف العبارة، ووقع بينهما سجالٌ على مواقع التواصل الاجتماعي (7).

وتغوّل الإكليروس السلفي باسطًا سلطانه على المتدينين السذّج، ليتدخل في حياتهم المعاشية وطرائق طعامهم ولباسهم، وفرض لباسًا محدد الشكل للنساء، ارتداء غيره فيه شبه أخلاقية، وادعى أن حلق اللحية للرجال أمرٌ مخالف للسنة النبوية، بالرغم من أن شكل اللحية التي يدعون الناس إليها مختلف عن اللحية في السنة النبوية، إنما جعلوا شكلها هو ذاته المشابه للحية القيامة في اليهودية، إذ تترك لحية الرجل دون تهذيب أو دون أخذ منها! وبطريقة غير مباشرة، فرضوا على المشايخ (الحْطاطة) وهي كوفية بيضاء توضع على الرأس أو الأكتاف، وهي من شعائر اليهود المتدينين، يمارسونها عند حائط المبكى، أو أثناء ممارسة طقوس دينية محددة!

ثم جاء سدنة الإكليروس السلفي بتلمود إسلامي جديد، سَنَّه لهم الأب الروحي لهذا التيار “الشيخ ناصر الدين الألباني”، من خلال مجموعة كتبه المسماة (سلسلة الأحاديث الصحيحة والضعيفة) التي أنتجها، وباتت تلمود الإكليروس السلفي (8). وأصبح كل من يخالف الإكليروس السلفي هدفًا لحملات التشويه في مواقع التواصل، بوساطة “يوتيوبريين” متخصصين في ذلك، يمارسون في برامجهم استعراضًا إعلاميًا، يقنعون به البسطاء من المتدينين، ولديهم برامج في الفضائيات، مثل برنامج “قرار إزالة” الذي يمارس تنمرًا سلفيًا غير أخلاقي، يفتقد إلى المهنية العلمية والإعلامية، ضد خصومهم، وقد شوهوا شخصيات تنويرية كثيرة، وما يزالون.

نستطيع القول بأن الإكليروس السلفي المعاصر يمارس تنمّره الديني بطريقة أرثذوكسية، لا تقيم أي وزن لمن خالفهم، ليتهموهم بالهرطقة والردة والعمالة، وقد أسهمت برامجهم على “يوتيوب” في مدّ سلطانهم، وبث أفكارهم، ولم يعودوا خطرًا على الإسلام فحسب، بل باتوا خطرًا على الإنسانية. وعلى الرغم من أن هذا الإكليروس السلفي تمدد، فإنه ما يزال يعاني حالة جمود عقلي كبير، ومساكنة للتراث الفقهي، ينتقي منه ما يوافق منهجه الراديكالي، لذا يعتمد كثيرًا في أقواله على فتاوى ابن تيمية الحرّاني. أما جموده فيتمثل بأنه ما يزال يمارس اجتهاداته الفقهية والعقدية بالأدوات المعرفية التي وُضِعت في القرنين الثالث والرابع الهجريين، كما تغوّل في ادعائه الصواب المطلق، إذ غالبًا ما يُذيل آراءه بجملة تنمّرية (حرام حرام حرام)، وهو بذلك لم يرتقِ إلى تقوى العلماء الأوائل الذين كانوا يُذيلون آراءهم بقولهم “الله أعلم”، أي أن رأيهم هذا غير ملزم، إنما هو اجتهاد قابل للصواب والخطأ.

وإذا كان العلماء الأوائل متطهرين في موضوع جعل الدين مهنة للارتزاق، ورفضوا تبوّأ المناصب بالدولة، وكان لهم -كما يثبت التاريخ- مهنٌ يعيشون منها، فإن الإكليروس المعاصر، بكل أشكالهم، جعل من الدين مهنة ارتزاقية، وبمجيء عصر الفضائيات ومواقع التواصل، أصبحوا من أصحاب الثروات الكبيرة! لقد مارس الإكليروس السلفي تدليسًا خطيرًا على المتدينين، لما خلطوا بين النص ديني والاجتهاد البشري القابل للخطأ والصواب، وأوهموا الناس أنهما بمستوى واحد، وانطلت الخديعة على المتدينين، حتى باتوا يخافون مخالفتهم.

ما العمل؟

عندما نعترض على وجود الإكليروس الإسلامي أو نخالفه، أو لا نقرّ بفهمه، ستخرج إليك أصوات لتقول لك: نحن بحاجة إليهم لفهم الدين، فهم ييسرون علينا الفهم، أو يكفوننا عناء البحث عن الحقيقة! وهنا يأتي السؤال المنطقي: وهل نحتاج -إسلاميًا- إلى مؤسسة دينية؟

للإجابة على هذا التساؤل، نحن أمام ثلاث رؤى:

الأولى: رفض مطلق: لأنها ستّدعي -عاجلًا أم آجلًا- احتكار الحقيقة، وستمارس على من يخالفها استبدادًا دينيًا ضد أي محاولة تجديد أو إصلاح أو تنوير! وإن المؤمن مطلوب منه فهم رسالة ربه بحسب إمكاناته، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وهناك أيضًا مدرسة التفسير التلقائي التي تدعم هذا الاتجاه بشكل غير مباشر.

الثانية قبول مُبَرر: لا بدّ من وجود مؤسسة دينية، لأن الناس لا يستطيعون فهم بعض الوقائع المستحدثة، ولذا يحتاجون إلى مرجعية دينية تدلّهم على الطريق الصحيح، وكذلك حتى لا تحدث فوضى دينية في الفتوى وتفسير النص الديني، قد تستغلها الجماعات المتطرفة لطرح أفكارها.

الثالثة: وجود مُقَنن: لا مانع من وجودها لتقوم بحل الإشكالات اللغوية والفقهية وحتى العقدية، لكن بشرط أن تكون غير ذات سلطة على الناس في قرارها ورؤيتها الدينية، تستمد وظيفتها الروحية من الشروط العلمية، لا الإلهية، وتكون من مؤسسات المجتمع المدني، ويسري عليها ما يسري على مؤسسات المجتمع المدني قانونيًا، ولا علاقة لها بالسلطة الحاكمة.

لكن عدم السماح لأمثال الإكليروس السلفي المنهج، بممارسة تنمره الديني في الفضاء المفتوح، لا يعني منعهم من إبداء آرائهم، على خطورتها، لأن المنع ضد الديمقراطية، ولكن لا بد من وضع ضابط قانوني، يمنع هؤلاء من التنمر الديني، خصوصًا في القضايا الإنسانية والمسيئة للوحدة الوطنية، وتلاحم المجتمعات على أساس إنساني.

المشكلة أن هؤلاء يعتقدون بأنهم على صواب مطلق، لذلك يظنون أنّ فرض رؤيتهم على الآخرين حق لهم! وهذا الاعتقاد غير صحيح، فقد رفض الإمام مالك مشروع أبي جعفر المنصور، في جعل كتابه “الموطأ” مرجعًا لكل المسلمين لا يخرجون عنه، ومن قبل هذا وذاك، اختلف الصحابة في أمور كثيرة، إنْ في العبادة أو الرواية عن النبي وحتى الاجتهادات السياسية، وأما حَمْل الناس في مسائل الدين على فهم معين ومحدد، فهذا مخالف لسنّة الله، ولطبيعة فهوم البشر، وكذا مخالف للقرآن: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} هود:118. ومنع القرآنُ النبيَ من إكراه الآخرين على رسالته، إذ قال: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} يونس:99.

وبالرغم من هذه النصوص وغيرها التي تحذّر من إكراه الناس على فهم واحد، هناك إصرار من قبل الإكليروس المعاصر على أن يكون المجتمع كله ذا نمط إيماني واحد، وهذا جهل بالقرآن ومخالف للمشيئة الإلهية وسنن الله في المجتمعات: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} هود:118. وكي لا تقع انقسامات عمودية في المجتمع، أكد القرآن أن الفهم البشري للنص الديني مختلف بين جماعة وأخرى، وكي لا يدعي سدنة الإكليروس المعاصر الصوابَ المطلق دينيًا، أعطى الله عزوجل لنفسه فقط الحق في الفصل بين المتأولين المتنازعين، وأكد أنّ عملية الفصل بينهم تقع يوم القيامة حصريًا، فقال: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} السجدة:25

أخيرًا

إن مبدأ الإكراه مبدأ مخالف للقرآن الكريم، والتنمّر الديني فيه قهرية تسيء إلى الإسلام، وغياب البعد الإنساني في خطاب الإكليروس الإسلامي المعاصر أضحى مسيئًا إلى المسلمين، وخطرًا على الإنسانية، وممزقًا للنسيج الاجتماعي، ومهددًا للوحدة الوطنية! فإلى متى يظل هؤلاء يسرحون ويمرحون في تكفير الناس وزندقتهم، من دون أي رادع إنساني أو قانوني؟!

(1)ـ الإكليروس مسيحيًا: هم أصحاب الرتب الكهنوتية (رجال الدين) وتكون وظيفتهم خدمة شعب الكنيسة وقيادتهم لمعرفة الله من خلال الإنجيل والآبائيات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وفي الكنيسة توجد رتب كهنوتيه: أولها رتبة الشماسية، والقسيسية وأخيرًا رتبة الأسقف، والأخيرة هي الرتبة التي يخرج منها بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعد إجراء القرعة الهيكلية. وفي رتبة الأسقفية، ثلاث درجات تصاعدية هي (الأسقف- المطران- البطريرك). راجع موقع البوابة القبطية.

(2) ـ مجمع نيقية: راجع حول ما جرى في المجمع المسكوني الأول© st-takla.org موقع الأنبا تكلا هيمانوت:

https://bit.ly/3f1WaCV

(3) ـ نحتنا هذا المصطلح لكون رجال الدين الإسلامي باتوا اليوم يمارسون الدور ذاته الذي كان يمثله الإكليروس المسيحي قبل حصول التسوية المسيحية بين الكنيسة والدولة؛ ومعرفة حدود كل منهما.

(4) ـ قاضي القُضاة هو منصبٌ ديني ودُنيوي إسلامي ابتُكر خلال العصر العبَّاسي أيَّام خلافة هارون الرشيد. أول من تقلد منصب قاضي القضاة في التاريخ الإسلامي الإمام أبو يوسف. وكان صاحب الكلمة الفصل بين القضاة في أي مسألة يتم الاختلاف فيه؛ واتباع رأيه واجب على الجميع بسلطان الدولة. راجع كتاب: عصام محمد شبارو “قاضي القضاة في الإسلام” 1992 بيروت – لبنان: دار النهضة العربيَّة. صفحة: 15.

(5)ـ راجع مقال للكاتب فيه بيان بطلان الفتاوى السلفية بعدم جواز الترحم على الآخرين: https://bit.ly/3b8sG5w
(6) ـ الأشعرية نسبة للإمام أبي الحسن الأشعري وهي مدرسة إسلامية سنية؛ اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، منهم البيهقي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام والسيوطي وابن عساكر وابن حجر العسقلاني والقرطبي والسبكي. ويعدّ الأشاعرة والماتريدية المكوّنين الرئيسيين لأهل السنة والجماعة، إلى جانب بعض الحنابلة، يعتمد الأشاعرة في العديد من الحالات على التأويل لشرح بعض ألفاظ القرآن الموهمة للتشبيه، وهذا ما يرفضه بعض أهل الحديث، والسلفيون وينتقدونهم عليه.

(7) ـ الفيديو الذي تنمر فيه إياد القنيبي ممثلًا دور الإكليروس السفلي المعاصر وتغريدات أخرى في الموضوع ذاته.


                       أحمد الرمح 

باحث وكاتب سوري، مهتم بشؤون الإسلام السياسي، شارك في نشاط لجان إحياء المجتمع المدني في سورية، وفي تأسيس ملتقى
الحوار الوطني السوري وغيرهما، وله العديد من الكتب المطبوعة   


 ” المصدر : ” مركز حرمون للدراسات المعاصرة  

شاهد أيضاً

ما مصلحة السعودية من التطبيع مع إسرائيل؟

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *