ماذا لو أصبح لبنان خطراً على الأمن الإقليمي؟


كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:

رغم اعتبار مختلف الأطراف الداخلية، من سيادية وغير سيادية، أن مطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمؤتمر دولي خاص بلبنان، برعاية الأمم المتحدة، مجرّد صرخة يأس، نجد أن الطّرح البطريركي لا يزال يتصاعد.

مفقودة أصلاً!

فالبطريرك الراعي توسّع في كلامه خلال عظة قداس الأحد، فاعتبر أن مثل هذا المؤتمر الدولي لا ينتزع القرار اللبناني والسيادة والإستقلال، وهي أصلاً مفقودة حالياً، بل ينتزعها من مُصادِرِيها، ويعيدها إلى الدولة والشرعية والشعب.

وقال إن المؤتمر الدولي ينزع التدخّلات الخارجية التي تمنع بَلْوَرَة القرار الوطني الحرّ والجامع، ويثبّت دولة لبنان، ويضمن حيادها الإيجابي. ويبقى على الأمم المتحدة أن تجد هي الوسيلة القانونية لتقوم بواجبها تجاه دولة لبنان التي تتعرّض للخطر وجودياً.

إطار تأسيسي؟

فهل تستبق بكركي الإطار التأسيسي الجديد للبلد، الذي يبدو أن لا مفرّ منه، مهما حاولت بعض الأطراف إبعاد شبحه؟ وهل ترفض (بكركي) تأطيره على أساس الصّراع السعودي – الإيراني، أو الإتّفاق الأميركي – الإيراني، وتصرّ على أبعاد أوسع له؟

لا إمكانيّة

رأى مصدر مُطَّلِع أن “مطالبة البطريرك الراعي بمؤتمر دولي يلتقي مع قناعة باستحالة الإستمرار بلبنان على هذا النّحو، بموازاة صعوبة تنظيم جهة داخلية، هي “حزب الله”، بما يتوافق مع مفهوم وشروط الدولة في لبنان، سواء من ضمن إطار حوار وطني، أو رعاية إقليمية، لأن إيران تتصارع مع معظم القوى العربية”.

وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أن “لا إمكانية لتسليم السّلاح، ولا للتحوُّل الى العمل السياسي حصراً، وهو وضع يهدّد بتقسيم لبنان إذا استمرّ على هذا النّحو. وكلّ الأطراف تُدرِك ذلك، حتى ولو رفضت الإعتراف به”.

مخاطر

وشرح المصدر: “مخاطر تقسيم لبنان ليست مزحة، لا سيّما إذا أصبح خطراً على الأمن الإقليمي، كما على (الأمن) الدولي. ففي تلك الحالة، سيجتمع مجلس الأمن دون أن يطلب رأينا كلبنانيين، لاتّخاذ أصعب وأدقّ القرارات في شأننا”.

وأكد أن “من هذا المُنطَلَق، من الأفضل اللّجوء الى الأمم المتحدة منذ الآن، قبل أن نوضَع على طاولتها مُكرَهين، إذ إن مخاطر السّلاح غير الشرعي على مستقبل لبنان قد تعادل أو حتى تفوق ما يتسبّب به في اليمن، نظراً الى موقعه (لبنان) على شرق المتوسط، وعلى مقربة من جنوب أوروبا، وشمال أفريقيا. فهنا نقطة تلاقي مصالح، وتصارُع، إقليمي – إقليمي، ودولي – دولي، وإقليمي – دولي، استطاعت إيران أن تُقحِم نفسها فيه، بوجوه كثيرة”.

ضمانات

وأشار المصدر الى أن “المؤتمر الدولي يوفّر ضمانات باتت الحاضنة العربية عاجزة عن تأمينها للبنان، بسبب تخطّي الحضور الإيراني فيه كلّ الحدود المعقولة والطبيعية، وبسبب تصارُع طهران مع العواصم العربية الأساسية، القادرة على مساعدة لبنان”.

وأضاف:”كما أن البُعْد الدولي لأي إطار تأسيسي جديد للبلد، سيشكّل رسالة تطمينية لكلّ الأطراف المحليّة والإقليمية المُتصارِعَة في لبنان، وحوله”.

وختم:”نقاط كثيرة تستوجب البحث عن إطار جديد للبنان، من على طاولة الأمم المتحدة. وكل باقي الصّراعات حول تشكيل الحكومة، رغم أهميّتها، تبقى تفاصيل صغيرة أمام الأزمة اللبنانية الكبيرة”.

أدناه رابط المقالة
https://www.mtv.com.lb/news/article/1152321/app?webview=true

شاهد أيضاً

عن الاصطفاف الأميركي- الأوروبي مع إسرائيل

خطار أبودياب شكلت مفاجأة تخطي جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعطفا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *