لقمان سليم… تصفية “العقل المدبر” للمعارضة الشيعية وثورة 17 تشرين


كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:

علِمَ لقمان سليم جيّداً أنّه لن يُترَكَ وشأنه. هو يعرف الكثير عن بيئته الشيعيّة وما يدور في عمق كواليس قيادات في “حزب الله”، بصفَّيها الأوّل والثاني. أفصح في اتّصالات عدّة خلال الأيّام الأخيرة عن تهديدات متلاحقة “معروفة اللهجة” تلقّاها، وذلك بعد الإعتداء على دارته في حارة حريك في كانون الأوّل 2019، أيّ بعد شهر ونصف الشهر من بدء ثورة 17 تشرين.

تلقّى سليم مكالمات ورسائل عدّة في الأشهر الماضية تطلب منه، بأسلوب عنفيّ، وقف حركته ونشاطه المُعارض. تمتّع بتكتيك فريد، وشبه صامت خلافاً لسواه، في مواجهة السلطة. لم يكن نجماً إعلامياً على الشاشات اللبنانيّة، بل لعب دور العقل المُدبّر الذي يُحيك المواقف بناءً على معطيات خاصّة لم يُجاهر بمعرفتها، بل وظّفها في خدمة قضيّته المُعارِضة.

ما لا يعرفه السواد الأعظم من اللبنانيين أنّ عقل لقمان سليم أنتج التحرّكات الشعبيّة التي بدأت ليلة 17 تشرين الأوّل 2019، في النبطيّة وكفررمان وصور وبعلبك، وهي مناطق صدمت الرأي العام اللبناني والخارجيّ بتمرّدها للمرّة الأولى، إلاّ أنّها لم تحصل وليدة لحظتها بل نتيجة تراكم أحداث داخل البيئة الشيعيّة، منذ انتخابات العام 2018، وعملت القوى الرئيسة المسيطرة على إخفائها.

مَن يقفُ وراء اغتياله يعلَم ما يعلَم، ويُدرك درجة تأثيره وفعاليّتها في حال استمرّت، ليس فقط في الشارع الشيعي بل على مستوى التواصل مع الطوائف الأخرى ومجموعات الضغط في الإنتشار.

أحد “مُهندسي” استمراريّة 17 تشرين أراد أن يطبع في ذاكرة هذه الثورة كلمات إستثنائيّة، فقال: “ما يسمّيه بعضُ الناس “أخطاء ثورة 17 تشرين” هو الدليل القاطع والبرهان القطعي على أن هذه الهمّة المجتمعية العابرة للطوائفِ والمذاهبِ والمناطقِ هي همةٌ عفويةٌ نبضها ما توجعهُ اللبنانيون عشيّة اندلاعها وما يتوجعونهُ اليوم. كلي ثقة بأن العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول 2019 بات في حكمِ المستحيل، وأن كل محاولات ترميم السلطة باتت في خبر كانَ، وهذا وذاك خبرانِ سارانِ يستحقانِ أن يحتفل بهما عالياً”.

لقمان سليم شهادة أبعد من انفجارٍ في نفوس شعبٍ مُعارض ومظلوم… وحدها الأيّام ستكشف ما تعرفُه قلّة قليلة، وما عرفَه هو وحده.

المصدر : موقع” MTV “اللبناني

شاهد أيضاً

عن الاصطفاف الأميركي- الأوروبي مع إسرائيل

خطار أبودياب شكلت مفاجأة تخطي جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعطفا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *