التحالف العربي في الجزيرة والفرات يتسع..بعد اتفاقات “مسد” في موسكو

 

 
أعلن عدد من التجمعات السياسية والاجتماعية في شمال شرق سورية انضمامها إلى “التحالف العربي الديموقراطي في الجزيرة والفرات” في وقت تضاعفت فيه الانتقادات الموجهة من قبل المكون العربي للإدارة الذاتية الكردية التي تدير المنطقة بحماية قوات التحالف الدولي.

وأصدرت كل من “حركة السوريين الديمقراطيين” و”تجمع الشرقية الوطني” و”ائتلاف شباب العشائر والقبائل العربية” بيانات متزامنة، أعلنت فيها انضمامها إلى “التحالف العربي الديموقراطي” الذي سبق وأن استقطب العديد من القوى السياسية والاجتماعية المعارضة السورية، وخاصة من المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد”.

وكان العشرات من الشخصيات المعارضة البارزة قد أطلقت “النداء لتحالف عربي ديمقراطي في منطقة الجزيرة والفرات” في 23 حزيران/الماضي، ما أثار حفيظة القوى الكردية، وفي مقدمتها حزب “الاتحاد” الديموقراطي المهيمن على إدارة المنطقة وقوات “قسد” والمجلس الوطني الكردي المعارض، إذ اعتبر كل منهما أنه تحرك يستهدف الحوار الكردي-الكردي في سوريا، والذي ترعاه الولايات المتحدة.

لكن القائمين على هذا النداء أكدوا أن الهدف منه هو توحيد كلمة القوى العربية والمكونات الأخرى في المنطقة، بما فيها القوى الكردية المعارضة لتواجد حزب “العمال” الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب الدولية في مناطقهم، ومواجهة الانتهاكات وسياسات التمييز التي تمارس بحق أبناء الجزيرة والفرات من قبل سلطات الأمر الواقع فيها، بالإضافة للعمل على تحقيق أهداف الثورة السورية ومنع النظام من العودة إلى المنطقة مجدداً.

أمين سر “تجمع الشرقية الوطني” المحامي أحمد الفندي أكد في تصريح ل”المدن”، عقب إعلان التجمع أنضمامه ل”التحالف العربي”، أن “القرار جاء بعد متابعة نشاط التحالف والذي يتقاطع في مبادئه وأهدافه مع الكثير من أهدافنا، خاصة ما ينص منها على ضرورة العمل المشترك مع القوى المؤمنة بأهداف الثورة السورية، والسعي لإيصال صوت المنطقة الشرقية دون التفريط بحقوق الشعب السوري”. وأضاف “بالنظر إلى الأسماء التي يضمّها التحالف والأهداف التي أعلن عنها نعتقد أنه يمكننا تحقيق هذه الأهداف من خلال انضمامنا له”.

وحاولت قيادة “قسد” احتواء الغضب الشعبي في المناطق ذات الغالبية العربية الخاضعة لسيطرتها مؤخراً، من خلال تأكيد قادتها على إصلاح الأخطاء والانفتاح على الانتقادات التي تُوجه لهم، لكنها استمرت في قمع الاحتجاجات الشعبية ضدها، كما اعتقلت عدداً من الأشخاص الذين عبروا عن امتعاضهم من سياساتها، وكان آخرهم مسؤول عربي في مجلس دير الزور المحلي التابع للإدارة الذاتية، بسبب مطالبته بمنح المكون العربي حقوقه كاملة في الإدارة والتوظيف والخدمات.

ورداً على سؤال لـ “المدن” حول إمكانية قيام “قسد” بأعمال انتقامية من كوادر القوى التي أعلنت التحاقها بالتحالف العربي الديمقراطي في الجزيرة والفرات”، قال الشيخ حمد الشواخ البورسان، رئيس مجلس أعيان ائتلاف القبائل والعشائر العربية: “نحن نعلم حين اتخذنا قرارنا بالانضمام إلى التحالف العربي أن قسد لن تكون مرتاحة لذلك، لكننا اخترنا دعم التحالف لأننا نبحث عن إطار جامع لنا ولكل السوريين”. وتابع: “لا مشكلة لدينا مع الأكراد السوريين، فهم أهلنا، بل مشكلتنا هي مع القادمين من جبال قنديل ومن إيران وتركيا، ونعتبرهم قوة احتلال، وإذا فكرت قسد بالانتقام من كوادرنا في الداخل فلن نقف مكتوفي الأيدي.

من جانبه أمين سر نقابة محامين سورية الأحرار وعضو مؤسس في حركة السوريين الديمقراطيين فهد الموسى أكد لـ “المدن”، أنه على رأس الأسباب التي عجلت بانضمام الحركة إلى “التحالف هو الزيارة الأخيرة لوفد مجلس سوريا الديموقراطي (مسد) إلى العاصمة الروسية وتوقيعه اتفاقاً مع منصة موسكو بقيادة قدري جميل، وعرضه استثمارات على الجانب الروسي”.

وأضاف أن “الاتفاق الذي حصل بين مسد وحركة الإرادة الشعبية في موسكو، اتفاق خطير يعطي الشرعية لقوى ارتكبت أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لذلك عجلنا في إصدار بيان أعلنا فيه رفع مستوى تنسيقنا وتعاوننا مع التحالف”.

حراك سياسي وعشائري متزايد تشهده مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا، يعبّر من خلاله أصحابه من العرب والمكونات الأخرى عن نقمتهم على سياسات “قسد” في هذه المنطقة، ومع أن هذا الحراك لا يزال غير ناضج تماماً، إلا أنه يُعتبر، حسب الكثيرين من المراقبين، مصدر قلق لهيمنة حزب “الاتحاد” الديموقراطي.
 


المصدر : موقع ” المدن ” 

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *