12 عاماً قضاها في المعتقل …”هيومن رايتس ووتش” تستشهد بكتابه “الرقة والثورة”، من هو معبد الحسون ..؟؟


“سوريتنا” استغلت هذه المناسبة الجميلة وتواصلت مع الكاتب والشاعر الاستاذ معبد الحسون أبو حسام، الذي أبدى حسن التجاوب والجاهزية للرد على الأسئلة التي ستطرح عليه من دون ضوابط  و من دون خطوط حمراء، أفسح المجال لطرح أي سؤال ممكن يخطر ببالنا، طبعاً التواصل تم ما بين مراسلة موقع ” سوريتنا” والأستاذ أبو حسام عبر الواتس آب، بسبب التموضع المكاني للمراسلة والأستاذ، حيث تتواجد مراسلة الموقع الزميلة جهان الخلف في ولاية شانلي أورفه التركية، في حين يتواجد الأستاذ الحسون في فرنسا، وتم طرح الأسئلة وتلقي الأجوبة من خلال التسجيلات الصوتية، الأمر الذي استغرق وقتاً لابأس به لتفريغ الحوار ونشره …وإلى التفاصيل لحوارنا مع الأستاذ الحسون، الذي فضلنا أن يبدأ بالتعريف والتعرف على شخصية إبن مدينة هارون الرشيد …حيث تفضل مشكوراً بالقول 😐

* بداية من هو معبد الحسون ؟

– معبد الحسون من مواليد مدينة الرقة في عام 1957، وفي هذه المدينة الفراتية اتممت كافة المراحل الدراسية، لأنتقل بعدها إلى جامعة حلب التي انهيت فيها المرحلة الجامعية-قسم اللغة…نشأتي كانت نشأة يسارية الهوى، بحكم علاقاتي وصلاتي مع الحزب الشيوعي-المكتب السياسي، اعتقلت عام 1980 وأفرج عني في عام 1991 بعد فترة اعتقال دامت 12 سنة، ورغم الأفراج عني إلا أنه لم يسمح لي بالعمل لا في سلك التدريس ولا حتى في  أي عمل وظيفي، بمعنى حرمان من الحقوق المدنية، لذا لم يعد هناك خيار آخر سوى العمل في الأعمال التجارية الحرة في مدينة حلب التي عشت فيها ما يقارب الـ 16 عاما،حيث تزوجت وعملت، ومن ثم عدت في عام 2008 إلى مدينتي الرقة، ومع انطلاق ثورة الحرية والكرامة كان لي شرف المشاركة فيها عام 2011، حتى لحظة خروجي من الرقة عام 2014، مغادراً إلى تركيا، التي مكثت فيها مع عائلتي قرابة الـسنتين والنصف حتى حصولي على اللجوء مع عائلتي إلى فرنسا التي أعيش فيها منذ عام 2016 ..

* منظمة هيومن رايتس ووتش استشهدت في تقريرها الاخير عن حفرة “الهوتة ” بكتابك الرقة والثورة ؟ما تعليقك على ذلك ؟
أنا سعيد جداً كون منظمة” هيومن راتيس ووتش ” استشهدت بكتابي”الرقة والثورة “، وتحديدا الجزء المتعلق بالملف تحت عنوان  “بالهوتة ” وهو جزء صغير جداً، كونها أكثر منظمة عالمية حملت هموم الإنسان بمصداقية واثبتت جدارتها في كل ملفاتها واستشهادها بالمعلومات التي أوردتها في جزء من كتابي سالف الذكر عن “الهوتة ” يؤكد أن مجموع المعلومات التي حصلوا عليها تتوافق مع المعلومات الواردة في هذا الكتاب، وهذا ما يعطي المعلومات مصداقية توثيقية لاسيما وأن “هيومن رايتس ووتش ” تتمتع بمصداقية عالية وتستحوذ على ثقة كبيرة من خلال تقاريرها التي تقدمها بالقضايا الانسانية .

* ما الذي دفع بالأستاذ الحسون إلى تأسيس تنظيماً سرياً للعمل ضد النظام ورموزه في الرقة في ظل رعب أجهزة القمع الأمنية وأنت في مقتبل العمر ؟
– كان لنشأتي في عائلة الأثر الكبير على تشكل قناعاتي الأولى، وربما أخذت شيء من طبائع والدي، إذ كان والدي دائما على خلاف مع نظام البعث ومع السلطة وعاش عزلة رغم أنه مدير مدرسة ومعلم وشاعر وباحث أثري، إلا أنه عاش في عزلة عن الاجواء السياسية وكان رجل صاحب نظرة متشائمة كثيرة جداً من الواقع السوري، وهي النظرة التي أثرت علي،  وكان لها دور في رسم سمة توجهي، وهو الخط الجذري الرديكالي المختلف مع السلطة، بمعنى أشبه بمعارض بالفطرة وعندما لم أجد نفسي من خلال علاقتي مع الحزب الشيوعي المكتب السياسي جناح رياض الترك. 

يكمل “الحسون” حاولت أن أشكل ما يشبه (خلية سرية) أو لنقل عنها مجموعة صغيرة كنا نتبادل فيما بيننا النقاشات و الآراء المختلفة والحورات لمتابعة الاحداث المتسارعة في سورية في تلك الفترة وما كان يجري على أرض الواقع من تطورات حتى انفجرت الاحداث عام 1979، والثمانينيات حيث بدأها الاخوان وتطورت إلى احتجاجات وصراع شعبي واعتصامات عامة واشتباكات مع النظام وتحولت الساحة السورية إلى ساحة احتجاجات عامة في كامل سورية، هنا اصبحت الفرصة مناسبة فكان لابد من التخطيط لعمل ما ضد السلطة، إلا أن العمر لم يساعدنا فقد كنت أكبرهم حيث كان عمري 23 سنة، كنا أشبه بمراهقين كانت تجربتنا غضة وبسيطة وهناك عدم فهم لطبيعة السلطة الباطشة الظالمة .

* الثورة السورية يسميها الحسون الثورة الثانية لماذا ومتى حدثت الثورة الأولى ؟
– اطلقت على الثورة السورية عام 2011 بالثورة الثانية لأن نظام الأسد واجه ثورة سورية شاملة منذ عام 1979 وحتى 1982 التي ظهرت للناس بأنها حركة يقودها الإخوان، وأنا كشاهد حي على تلك الثورة والتي خرجت فيها معظم المحافظات السورية حيث شارك فيها عشرات الألاف من المدنيين في حمص وخرجت دمشق ودير الزور وخرجوا طلاب مدارس وجامعات وتحركت قوى سياسية كثيرة..

الإخوان سرقوا الثورة

لم تكن الثورة الحقيقية من فعل الاخوان وحدهم،  إلا أنهم قاموا بمصادرة الثورة خوفا من الشارع وخوفا من أن تخرج قبضة الثورة من أيديهم، فحاولوا أن يجروها لصالحهم كفعل سلطوي يهدف إلى قلب نظام الحكم والاستيلاء على سلطة الأسد كبديل عنه إلى حد ما حيدوا الثورة بنفس القمع والجهد الذي قام به النظام نفسه ولو أنه تم كتابة احداث تلك الثورة والتاريخ خلال احداث عام 1979وحتى 1982 لكانت هي في الحقيقة بداية الثورة على حكم عائلة الأسد، الا أن الإخوان قاموا بإفشالها واحباطها وكانوا سبب أساسي في تدميرها، بما أن ثورة 1980 هي ثورة ناقصة وثورة يتيمة تجاهلها الإعلام وتجاهلها المؤرخون وتم تشويهها والافتراء عليها و اعتبارها حركة تمرد ديني قامت بها فئة قليلة .

* كتاب “الرقة والثورة “وصف بأنه شهادة شخصية لماذا إطلق عليه هذه التسمية ؟ بالرغم من أن العنوان يوحي برمزية أكبر ؟
الحسون يملك شهادات يحتفظ بها لنفسه

– حرصت على أن يكون كتاب “الرقة والثورة ” بمثابة شهادة شخصية كما أدرجتها في العنوان في الحقيقة عندما كنت في الرقة سمعت الكثير من الآراء والأقوال والتصريحات وأملك الكثير من المعلومات عن الثورة في الرقة وفي عموم سورية، أضعاف ما كتبته في “الرقة والثورة” ولكني حرصت على عدم الدخول في قضية سجالية من أين هذا..؟ وما هو مصدرك ومعلوماتك ..؟ واين الوثائق التي اعتمدت عليها..؟  فقررت أن اكتب ما أعلمه وما أعرفه واعتبرته خط مرتسم سيري …

حاورته : الزميلة جهان الخلف 

صورة لغلاف الكتاب ” الرقة والثورة ”
ويستمر العمل على المحمول

شاهد أيضاً

المجلس العسكري لـ”نيوزويك” الرومانية: سنطيح بنظام الأسد..إنه واجب شرف

سورية: “سنطيح بنظام الأسد. إنه واجب شرف “إعداد أدينا موتارمنشقون عسكريون اجتمعوا في سورية: “سنطيح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *